عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
يجب أن تكون أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية هي المنبر الذي يعلم الناس ويوجههم الوجهة الصحيحة السليمة، أو هكذا يجب أن تكون هذه الوسيلة حتى تعلم الناس أمور دينهم وتزيد من ثقافتهم وتسعى في حل مشاكلهم الاجتماعية، بل ومعايشة المجتمع ومؤازرة المسلمين في أحزانهم ونقل الصورة الحقيقية لما تعيشه الأمة من أحزان وأتراح والوقوف مع أفراد الأمة فيما بعانونه من تقتيل وتشريد وويلات وأمور مؤسفة يندى لها الجبين.. لكن للأسف الشديد تخرج علينا وسائل إعلام خاصة الفضائية منها، وتأبى إلا أن تخرج عن الطوق والمألوف ومعايشة الواقع، وتصر هذه القناة أو تلك الا أن تقدم موادها مما يُخالف الشرع الإسلامي بل وحتى العقل والمعقول حيث إن بعضا من تلك القتوات تعمل جاهدة على بث الأغاني والموسيقى خاصة في مثل هذا الوقت الذي تعيش فيه الأمة الإسلامية والعربية الكثير من المحن والمشاكل والاعتداءات الآثمة والظالمة من الأعداء على إخواننا المسلمين في سوريا والعراق واليمن غيرها...!!! أما تلك (القناة) فهي التي يصرف عليها بالملايين في تقديم وبث ما لا يسر ولا ينفع لكنه يضر وأي ضرر!!! عجبي والله من مثل هؤلاء الذين كأنهم يعيشون في كوكب آخر غير كوكب الأرض وأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد...، كأنهم ينطبق عليهم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا). ان الشعوب المسلمة لا بواكي لها فهي مضطهدة ومنتهكة حقوقها ظلما وعدوانا.. هل جريمة هذا المؤمن انه يعتنق الاسلام وكتابه القرآن الكريم حتى أصبح لدى دول العالم مجرما. قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. إن هذه الدعوة الربانية التي هي الدعوة الى عبادة الله ونصرة دينه وأهل هذا الدين انما هي سبيل المؤمنين المتوكلين على الله حق توكله، لقد نصر الله المؤمنين في مواطن كثيرة... قال الله تعالى {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}..., فلنكن مع إخواننا في سوريا وغيرها ولا ننشغل عن اخواننا المسلمين في كل مكان، ويجب مؤازرتهم والدعاء لهم باستمرار ليتحقق النصر لنا ولهم بإذنه عز وجل. إن هؤلاء وأمثالهم ممن يشككون الناس في أمور دينهم ومبادئه هم والله في خطأ وخطر عظيمين ليس إلا لأنهم يضلون أنفسهم ويريدون إضلال الناس معهم. بل ويذهبون مذاهب شتى ليست من ادين في شيء - فالمؤمن مطالب بأن يكون أيضاً على وعي وإدراك وعلم بما يُبث له ويكتب إليه حتى يأخذ ما يوافق دينه ومعتقده وخلقه وينبذ ما سوى ذلك مما لا يمت لهذا الدين بصلة، ولا إلى أخلاقه ومبادئه السامية النبيلة، وليحذر من ذلك أيما حذر حتى يقي نفسه ودينه وخلقه.