الجزيرة - سلطان المواش:
احتفلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أمس الجمعة بـ»يوم الأغذية العالمي» الخامس والثلاثين، الذي يأتي هذا العام تحت شعار «الزراعة والحماية الاجتماعية: تقويض الحلقة المفرغة للفقر الريفي».
وأوضح منسق برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية الدكتور أبو بكر عبدالعزيز محمد أن الاستثمار في قطاع الزراعة كان - ولا يزال - الوسيلة الأنجع للقضاء على الفقر في المناطق الريفية حول العالم، مشيراً إلى انخفاض نسبة جياع العالم إلى النصف، وتراجع أعداد السكان الذين يعانون أوضاع الفقر المدقع في البلدان النامية إلى 17 في المائة هذا العام مقارنة بنسبة 43 في المائة عام 1990م. مبيناً في الوقت نفسه أن التقدم المحرز جاء متفاوتاً بين البلدان والأقاليم؛ إذ لا يزال ثمة نحو 800 مليون شخص يعانون الجوع إلى يومنا هذا، بينما يعاني قرابة مليار نسمة من حالة الفقر المدقع.
وذكر الدكتور أبو بكر أن الاحتفاء بيوم الأغذية العالمي يأتي في أعقاب قمة التنمية العالمية التي عقدتها الأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي، وصادق فيها 193 بلداً على أجندة التنمية المستدامة لما بعد 2015 معلنين التزامهم بهدف القضاء على الجوع بحلول عام 2030، الذي يعد تحقيقه جوهرياً لبقية الأهداف الأخرى للتنمية المستدامة. كما تشكِّل الحماية الاجتماعية جزءاً مهماً في القضاء على الفقر في المناطق الريفية؛ إذ نجحت تدابير الحماية الاجتماعية لمعالجة الجوع والفقر عام 2013 في خروج قرابة الـ 150 مليون شخص من دائرة الفقر المدقع.
وأكد الدكتور أبو بكر أن استراتيجيات القضاء على الجوع والفقر تستهدف المناطق الريفية أساساً. وينبغي رصد مزيد من الاستثمارات لصالح صغار المنتجين الزراعيين في المناطق الريفية.
من جانبه، أوضح الدكتور خالد الفهيد، المنسق الوطني لبرنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، أن الوزارة تدرك أهمية المساهمة في التعريف بيوم الغذاء العالمي، الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، ومشاركة دول العالم للتعريف به، كما أنها تولي أهمية كبرى للحد من الهدر الغذائي، باعتباره محوراً رئيسياً في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة؛ كون التحكم في الفاقد والهدر يزيد من كمية المعروض في الإنتاج الزراعي. مشيراً إلى أن الرصد العالمي للظاهرة عزا معظم الهدر الغذائي في الدول المتقدمة والنامية لمرحلة ما بعد الإنتاج، خلال مراحل الحصاد والنقل والتخزين والتسويق والاستهلاك. مبيناً أن الجهود المبذولة ترمي إلى الحد من الهدر في المواد الغذائية في العمليات الزراعية، التي تمر عبر سلسلة إنتاج الأغذية واستهلاكها، ابتداء من البذرة وانتهاء بالمائدة.
وأوضح الفهيد أن الغذاء المهدر يكلف الاقتصاد الوطني أعباء مالية، تتمثل في شرائه، والتخلص منه. مبيناً أن هناك جهوداً قائمة في المملكة، سواء في القطاع الحكومي أو من الجمعيات المعروفة، كبنوك الطعام، للحد من الفاقد والهدر الغذائي. متمنياً أن تتكلل تلك الجهود لتحقيق الأهداف المرسومة بما يساهم في زيادة الوعي بين أفراد المجتمع.
وذكر الفهيد أن مناسبة يوم الأغذية العالمي الخامس والثلاثين مناسبة مميزة، ترسي أسس التكاتف والتنسيق على مستوى دول العالم جميعاً، للسير في طريق مواجهة الفقر والتنمية الريفية والحماية الاجتماعية.