التدريب التقني والتعليم تؤهلان طلاب الثانوية العامة مهنياً ">
الجزيرة - عبدالله الجديع:
في خطوة تأتي لضمان التكامل بين التدريب والتعليم بالمملكة، بدأت عدد من الكليات التقنية والمعاهد الصناعية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في استقبال طلاب وطالبات مدارس الثانوية لتقديم برامج تدريبية لهم في التخصصات المهنية وذلك في إطار مشروع برنامج التأهيل التقني والمهني لطلاب التعليم الذي تمّ تفعيله مؤخراً بين وزارة التعليم والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
وكشفت مصادر لـ»الجزيرة» أن البرنامج يأتي اختيارياً وليس إلزامياً، ويهدف إلى تزويد الطالب بالمهارات الأساسية في المجالات التقنية والمهنية، ويسهّل إمكانية التحاقه بسوق العمل بعد التخرج، ويشجعه على الاتجاه نحو التخصصات المهنية والتقنية التي يحتاجها السوق السعودي، بالإضافة إلى نشره ثقافة العمل المهني، وتعزيز الصورة الإيجابية له، ومساعدة الطالب في اكتشاف ميوله وقدراته قبل تخرجه من المرحلة الثانوية ، وبناء إعداده المهني الأولي، وإتاحة الفرصة أمامه لممارسة المهن المفضلة لديه في بيئة تدريب تسعى إلى غرس الاتجاهات الإيجابية في المجتمع المدرسي، وتمكينه من مهارات حياتية أكثر تنوعاً عبر التكامل بين مناهج التعليم وبرامج التدريب التقني والمهني؛ لتحقيق الأهداف التنموية للمملكة.
وبهذا الصدد، قال المتحدث الرسمي بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الأستاذ فهد العتيبي لـ»الجزيرة» إن برنامج التأهيل التقني والمهني متاح لجميع طلاب المرحلة الثانوية من السعوديين وغير السعوديين بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابيّة المتاحة في المعاهد والكليّات، وحسب ما يتماشى مع رغبات الطلاب والطالبات، في تخصصات رئيسية هي: التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني، صيانة الحاسب والرسم ثلاثي الأبعاد بالحاسب الآلي والوسائط المتعددة، صيانة الجوال والسيارات والأجهزة المنزلية وأجهزة التكييف والمباني، وسلامة الغذاء، والرسم المعماري وتشكيل الأعمال المعدنية والتشكيل الخشبي، وتصميم الأزياء وقص الشعر.
وأكد العتيبي على أن الطلاب غير ملزمين بالالتحاق بالمعاهد والكليات التقنية والكليات العالمية ومعاهد الشراكات الاستراتيجية بعد التخرّج من المرحلة الثانويّة، وإن رغبوا في الاتجاه إلى تلك الكليّات والمعاهد فسيحظون بالأوليّة في القبول، بالإضافة إلى معادلة الساعات التدريبية لهم في الكليّات التقنية والجامعات.
من جانبه، أوضح مدير المعهد الصناعي الثانوي بشقراء الأستاذ عبد الله المنصور أن برنامج التأهيل التقني والمهني لطلاب التعليم يستهدف طلاب الثانوية العامة، ويسعى إلى تعزيز ثقافة اكتساب مهنة في إحدى التخصصات الفنيّة، لتمكين الشباب والفتيات بالمملكة من سد احتياج سوق العمل السعودي، في ظل الفرص الوظيفيّة المتاحة والتي تتطلب إتقان المهارات التقنية والمهنيّة، والتي تسعى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى نقلها بكفاءة وجودة إلى الشريحة المستهدفة.
وأشار المنصور إلى أن المعهد أتاح لطلاب الثانويّة العامة (4) تخصصات، هي: قياسات ودوائر كهربائية، ومبادئ تقنية السيارات والمحركات، ونظم التشغيل، ومكونات الحاسب وتجميعه، مؤكداً أن عدد ساعات التدريب لا تتجاوز (5) ساعات أسبوعياً تقدّم للطلاب يوم الأحد من كل أسبوع ابتداءً من الساعة 7.30 صباحاً، وحتى 12.30 ظهراً على أن يجري رفع تقرير أسبوعي لإدارة المدرسة حول حضور الطلاب وانصرافهم وحالات الاستئذان.
وأكّد رئيس مكتب التدريب التقني والمهني بمنطقة القصيم الأستاذ منصور الرسيني أن برنامج التأهيل التقني والمهني لطلاب التعليم يسعى إلى تحقيق التكامل بين قطاعي التدريب والتعليم لما يمثلانه من أهميّة كبرى في تحديد اتجاهات الشباب والفتيات وظيفياً، ولدورهما البارز في نشر المعارف وإعطائهم فرصة أكبر للمشاركة في تنمية وطنهم والرقي باقتصاده.
وتابع: «البرنامج يمثل نقلة نوعيّة لاحتضانه فئة الشباب منذ وقت مبكّر، وتقديم الإرشاد المهني لهم بما يتفق مع رغباتهم وميولهم التقنية والمهنيّة، بدلاً من أن يتجهوا إلى اتجاهات أخرى لا تتناسب مع طموحاتهم، والخطوة الحاليّة في البرنامج قابلة للتطوير، وستخضع للتقييم مع نهاية العام، لتتحدد ملامح المرحلة المقبلة والرامية إلى احتواء الشاب والفتاة وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم وإسدال الستار عن طاقاتهم الكامنة.»
وبيّن مدير المعهد الصناعي بالطائف الأستاذ إبراهيم السفياني أن المعهد قام بالتنسيق مع إدارة التعليم بالمنطقة للاستفادة من مادة النشاط في توعية الطلاب في بعض التخصصات، مشيراً إلى أن هذه الخطوة حظيت بمباركة كافّة الأطراف المعنيّة، ونتج عنها أثر ملموس عبر تزايد أعداد المتقدمين للمعهد.
وأردف: «استمر التعاون بين المعهد وإدارة التعليم في نشر مفهوم التدريب التقني وأهميّته عبر عدد من البرامج، واستهدف المعهد أكثر من (7) ثانويات تضم ما يقارب (500) طالب في المرحلة الثانوية بنظام المقررات بعدد (12) شعبة، سعياً إلى نشر مفهوم المهنة لطلاب التعليم العام، ومد جسور التواصل بين مؤسسة التدريب التقني والمهني ووزارة التعليم، وإتاحة الفرصة للشباب لممارسة المهن المفضلة لديهم، على أن يتزامن مع تلك الخطوات العمل الحثيث لرفع الطاقة الاستيعابيّة للمعهد لاستقبال أكبر قدر من المتقدمين خلال الأعوام المقبلة.
وبدوره، قال الطالب في إحدى الثانويّات العامة بجدة تركي آل شاكر إن برنامج «التأهيل التقني والمهني لطلاب التعليم» سيفتح أمام الشباب مجالاً أرحب للاتجاه مباشرة نحو سوق العمل بعد الفراغ من الدراسة في مرحلة التعليم العام، أو مواصلة التدريب عبر الكليّات التقنية والمعاهد الصناعيّة، ولذلك فإن هذا البرنامج يعطي الطلاب والطالبات خياراً آخر لم لا يرغب في إكمال دراسته الجامعيّة.
وتابع آل شاكر: «الحصص التدريبية التي نخضع لها حالياً كفيلة بأن تمنحنا تصوراً واضح المعالم عن طبيعة عدد من التخصصات التقنيّة والمهنيّة، ما يسهل علينا مستقبلاً تحديد المسار الملائم وبما يتوافق مع ميولنا ورغباتنا.
وكشف الطالب عبدالله بن محمد عن وجود اختلاف في أسلوب التدريس بين التعليم العام والتدريب التقني، وقال: «التدريب يعتمد بنسبة (90) على التطبيق مقابل (10) للجوانب النظرية، أما التعليم فهو عكس ذلك تماماً، وهذا ما يرجح كفّة التدريب لقدرته على إيصال المعلومة بأقصر الطرق وأسرعها.
وأشار إلى أنه اختار تخصص الكهرباء لرغبته الشخصيّة في اكتساب مهارات في هذا المجال الحيوي، متمنياً أن يحظى البرنامج بالمزيد من الدعم والتفعيل ليتمكن من تنمية القدرات الجسدية والعقليّة لدى الشباب، ويساعدهم في امتلاك مؤهلات تيسر لهم الدخول إلى سوق العمل.
يذكر أن المقررات التدريبية ستخضع للضوابط المعمول بها في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ومنها الالتزام بالزي الرسمي خلال مرحلة التدريب، واتباع أنظمة السلامة المهنيّة، حيث ستوفّر المؤسسة كافة التجهيزات المطلوبة في معامل مخصصة لاستقبال الطلاب داخل بيئة تدريبية حديثة ومتطوّرة، بالإضافة إلى استقطاب الكفاءات التدريبية والإداريّة للمساهمة في إنجاح البرنامج.