د.عبدالرحيم محمود جاموس
ما ان انتهى الرئيس الفلسطيني من خطابه يوم 30-09-2015م أمام الجمعية العامة، حتى أدرك شباب فلسطين، ما حمله من مضامين ورسائل... وجهها للعدو وللصديق على السواء.
لقد حاول الأعداء تجاهل تلك المضامين والرسائل، ولكن شباب القدس، وكل فلسطين قد فهموا وأدركوا واستجابوا للرسائل وللنداء، الذي حمله الخطاب، قبل أن يفهمه الكبار من الساسة، والرداحون، والشتامون عبر الفضائيات والصحف والمجلات...
والذين انشغلوا بالتفسيرات البعيدة كل البعد عن الموضوعية والعلمية، فكان على أبصارهم غشاوة، فلم يروا الحقيقة، ولم يدركوا معنى الموقف والخطاب والرسالة... فتاهووا بين أحقادٍ وأحسادٍ وغباء...!
لقد غابت عن أذهانهم قصة طائر الفينيق، وأن فلسطين منذ الأزل حاضرة وعصية على الغياب، وأنها نقطة البدء، ونقطة المركز، وهي الأرض التي منحت العالم السلام، ويجري فيها اليوم اغتيال السلام...!!!
فلسطين اليوم تتعرّض إلى أبشع عدوان على مرّ التاريخ، يستهدف فيها الشجر والحجر والبشر، كما استهدف ذلك الغزاة فيها عبر التاريخ، لكنها بقيت صامدة ثابتة تذود عن قداستها وطهرها وبركتها، وبقي إنسانها عصياً على الاقتلاع والذوبان، ويرفض التسليم للبغي أو العدوان ممن كان، لأنه حامٍ، ورافعٌ مشعل السلام عبر كل الأزمان، ويُعلِّم الناس الصبر والحكمة، ويضرب المثل بأصول الشجاعة والمواطنة، وأصول الحياة الحرة والكريمة، ويمتلك فنون المواجهة وألوان القوة العصية على الهزيمة، والتسليم للعدوان، هكذا يتحول فتيان فلسطين إلى عمالقة تهز أركان العدوان، وتعيد لفلسطين المكانة والمكان، فتتحول بأيديهم الحجارة والسكاكين إلى سلاح فتَّاك تعجز أمامه جميع آلات البغي والعدوان...
وهكذا يستيقظ الكبار والصغار في العالم على فلسطين الحاضرة العصية على التغييب والغياب والرافضة للذل والاستيطان والاحتلال، والساعية للحرية والاستقلال.