الجزائر - محمود أبو بكر:
أعلن أمير تنظيم ما كان يُسمى بـ«الجيش الإسلامي للإنقاذ»، مدني مزراق، أمس، عن «تراجعه» عن التصريحات التي أدلى بها في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة «الوطن» الحزائرية الخاصة، والتي تهجَّم فيها على شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.وقال مزراق، في بيان أشبه برسالة اعتذار من رئيس الجمهورية، بأنه يتعرض لحملة إعلامية، ويتم تحميله مسؤولية المتابعة القضائية ثم غلق مقرات قناة «الوطن»، فضلاً عن دعوات لتوقيفه أمام القضاء، بـ «تهمة المساس بشخص الرئيس».وأضاف أنه يريد أن يبطل كيد الكائدين ويفشل مؤامراتهم، ويساهم في إبعاد الجزائر عن كل الأخطار التي تهددها.. حسب قوله، وأردف بالقول: قررت أن أتراجع عن الرد الشديد الذي وعدت به.. وأكتب بدلاً منه رسالة هادفة صادقة قوية، أنصح فيها السيد الرئيس، وأذكّره بالعهد والميثاق، وأقترح خطوات جادة، نستدرك بها ما فات، وتساعدنا على تحقيق ما هو آتٍ.وتابع، موضحاً مضمون الرسالة اعتذار مرتقبة، بأن هذه الأخيرة تُعين على البناء وتمنع الهدم.. وتساعد على جمع الشمل وتحارب الفرقة.. وتؤسس لعودة قريبة إلى دولة الحق والقانون، وتقطع الطريق نهائياً على الذين يصطادون في المياه العكرة، ويحاولون عبثاً العودة بالبلاد والعباد إلى زمن الاقتتال والفوضى واللا قانون.
وكان مزراق خاطب الرئيس بوتفليقة (في مقابلته المثيرة للجدل) في برنامج بثته قناة «الوطن»، بنبرة وعيد: سبق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأن أخطأ بحقنا في سنة 2009 في خطاب ألقاه في تلمسان ووهران.. وكان الرد حينها قوياً جداً ومجنوناً، واليوم ها هو الرئيس يكرر نفس الخطأ.. إذا لم يصحح الرئيس خطأه ولم يتراجع عما بدر منه، سنرد عليه بقوة وسيسمع مني ما لم يسمعه من أحد من قبل.وبعد أن كشف النقاب عن مساع يبذلها مع من أسماهم بـ «الخيرين الغيورين» من أجل رفع التشميع عن قناة «الوطن» وتصحيح وضعها القانوني، صب مزراق جام غضبه على رئيس «حزب طلائع الحريات» ومدير ديوان رئاسة الجمهورية الأسبق، علي بن فليس، حيث جاء في البيان: التصريح الذي أدلى به «سي علي بن فليس».. فقد قال وأخطأ، وتكلم ويا ليته سكت.. هذا الذي كنا نراه إلى عهد قريب رجلاً ينتمي إلى التيار المحافظ (..) ويعرف أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر.وذهب مزراق في بيانه إلى أبعد من ذلك، عندما كشف عن رأيه في بن فليس الذي كان يرى فيه «رغم ضعفه»، خليفة للرئيس بوتفليقة يوماً ما، إذ أشار إلى مترشح رئاسيات 2014 بنبرة تهكمية: هذا هو السياسي الذي كنت أراه، رغم ضعفه، ربما يصلح للرئاسة.