قدم منتخبنا أداءً راقياً، مشرفاً، سلساً، رائعاً، حديثاً، وتناقل أفراده الكرة بكل رشاقة أمام الإمارات، وأمتعنا بأدائه الذي كان يحاكي به الأداء الأوروبي العريق، فضلاً عن النتيجة وتحويله الخسارة إلى فوز، ومن ثم تصدر مجموعته وبفارق كبير، وظهرت لمسات (مارفيك) واضحة على الفريق وعلى أداء اللاعبين، صحيح أن العابد وشراحيلي والفرج كادوا أن يفسدوا تلك الجماعية بلعبهم الفردي والخطر أحياناً، لكن إجمالاً الأخضر ظهر بمستوى مطمئن وجميل، استرجع به شيئا من الأخضر الذي نعرفه الذي تسيد القارة سنوات عدة، وأنسانا المستوى والنتائج المخيبة التي كان عليها مؤخراً، خصوصاً عندما سحقنا أمام اليابان بالخمسة في تصفيات آسيا في الدوحة، وقبلها خسرنا من سوريا والأردن، وتذيلنا المجموعة وخرجنا من الأدوار الأولية، ودون نقاط وكأننا نلعب في آسيا للمرة الأولى، كل شيء كان جميلاً ذلك المساء، عدا الجماهير التي كان حضورها مخيّباً للآمال، وخرج الجميع بعد اللقاء، وهو يعتب بشدة على غياب الجماهير، والبعض منهم قال إن جماهيرنا جماهير (أندية)!! ولو اتفقنا أن جماهيرنا جماهير أندية، هذا سيقودنا لتساؤل ليس فيه من البراءة شيء، وهو من أوصل هذه الجماهير إلى هذه الحال، ومن جعلها تزهد في منتخب بلدها، وتملأ المدرجات عندما تلعب أنديتها؟ في الواقع إن الكثير ممن خرجوا ذلك المساء ليبكوا على حال الجماهير، هم في الواقع من أبعدهم عن مساندة منتخبهم، بطرحهم المتعصب والمراهق، الذي يغلب مصلحة النادي على مصلحة المنتخب، وهم مؤثرون بالطبع على الجماهير، وخصوصاً صغار السن، فهل يعتقد هؤلاء الذين هم في الواقع، كمن يأكل مع الذئب، ويبكي مع الراعي!! أننا نسينا طرحهم الصبياني أثناء دورة الخليج الأخيرة، عندما تخلوا عن دعم الأخضر، وبعضهم تمنى خسارته!! وساهموا بشكل مباشر في عدم حضور الجماهير حينها، وكان بعض من حضر يشجع ضد الأخضر!! كل هذا من أجل أن المنتخب كان لا يضم لاعبيهم المفضلين، وهل يعتقدون أننا نسينا أنهم كانوا يسمون المنتخب، وقتها منتخب (الهلال) وهل نسينا حساب نادي النصر، وهو يتجاهل اللاعب الذي صنع الكرة، للسهلاوي أمام ماليزيا، فقط لأنه لاعب هلالي!! وهل نسينا من خرج يحتفل بالسهلاوي وحده بعد مباراة الإمارات، وكأن المنتخب هو السهلاوي فقط، هل نسينا كل هذا وغيره؟ والمؤسف أن هؤلاء يسرحون ويمرحون، وينشرون (عفنهم) في كل مكان في القنوات وفي وسائل التوصل، دون حسيب أو رقيب، وبعد أن يتراجع المنتخب، وتغيب الجماهير، يبدؤون بالنحيب، وذرف دموع التماسيح، ورثاء حال المنتخب وجماهيره!! وكأن المتلقي (معتوه) لا يفهم ولا يعيش معهم في نفس الوسط، وكأن كلامهم وطرحهم لم يسجل ولم يوثق، عجيب أمر هؤلاء المتلونين الحمقى، وجود هؤلاء واستمرارهم بيننا خطر على رياضتنا برمتها، وليس على حضور الجماهير فقط، ولن ينصلح حال كرتنا حقيقة، إلا بملاحقتهم وإخراسهم، ومعاقبتهم على أحاديثهم غير المسؤولة، ومنعهم من الظهور تماماً، إن لم يكفوا عن حماقاتهم.
- صالح الصنات
للتواصل عبر تويتر: @salehsnnat 1