غدير الطيار ">
إن أول ما يجب أن يلفت انتباهنا السرعة العجيبة التي مرت بها هذه السنة، فبالأمس القريب كنا نستقبل هذا العام، وها نحن وبهذه السرعة نودعه، وفي هذا ما يدل أولي الألباب على سرعة انقضاء الأعمار، وسرعة فناء هذه الدار، كما قال العزيز القهار: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) [آل عمران:190].
لقد ودعنا عاما مليء بالإنجازات مليء بالأفراح تارة بالأحزان تارة وها هو العام قد أقبل. حيث تمر اللحظات علينا بالكثير من التفاؤل، وفي قلوبنا أحلام وأماني بأيام أفضل وأشياء أروع.. الكل يتمنى أن يكون هذا العام عام خير للجميع فمثلا المعلم يتمنى عاما مليء بالإنجازات, حيث يحلم المعلمون بعام تعليمي مبتكر، ينضبط فيه الطلبة، ويكونون أكثر احتراماً لأساتذتهم ويبدع المعلم في عمله وخاصة بعد النهضة الشاملة للتعليم وحرص ولاة أمرنا على العملية التعليمية وذلك بجهود وزير التعليم ووقوفه إلى جانب المعلم والطالب وحرصه على كل ما يفيد التعليم ليصبح أكثر مرونة وأكثر تقديراً لحاجات الطلاب والأساتذة، يريدون عاماً ينتهي بفخر إنجاز المطلوب وفرح حصد النجاح، والأفضل من ذلك عام بلا حوادث حافلات ولا إصابات مدارس. عام فيه بإذن الله من النجاح والإبداع الشيء الكثير. في كل عام يهتم الكثير بأحوال أوطانهم، أمنياتهم أن يكون وطنهم بخير وأن يحقق الله النصر لهم وأن تنمو أحلام الصغار البريئة.
المواطن في وطنه يريد الأمن والأمان لدولته ونحن في بلادنا الحبيبة بلد العز والتمكين في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله شهدنا عاما من الإنجازات لقائد مسيرتنا نعمنا بالأمن والاستقرار ولله الحمد.
في كل عام يهتم أهل البيئة بكوارثها، يريدون عاماً طيباً لا تنفعل فيه الأرض غضباً، لا تثور فيه براكين نائمة، ولا تتحرك القارات محدثة زلازل مفاجئة، يريدون عاماً هادئاً لا تزوره الأعاصير التي تحول مدنا إلى خراب كبير، ولا يعرف أمطارا حمضية ولا تفجيرات نووية ولا أي تسرب إشعاعي.. ولا حتى سقوط مركبة فضاء على رؤوسنا.
في كل عام يريد العلماء انتصارات علمية، حلولاً لمشاكل أرّقت العالم، ربما مصل يقي من السرطان، أو علاج نهائي شامل يشفي من السكري، أو حتى فتح معلوماتي كبير يغير تقنيات العالم، أو على أقل تقدير عام لا يعرف انفلونزا جديدة ولا مرضاً لم يعرفه الناس. كما يتمنى رجال المرور عاماً بلا حوادث، بلا استهتار يحصد الأرواح، بلا موت على أرصفة الشوارع، ولا إصابات بليغة.
في كل عام يريد أهل الثقافة والاطلاع عاماً مليئاً بمعارض الكتب، يريدون عاماً مليئاً ببرامج النثر والأدب، وأن يعود الناس للقراءة الورقية مرة أخرى، ليكون شعار كل الناس: (خير جليس في الزمان كتاب).
الكل يريد ويتمنى، في كل مجال من مجالات الحياة، ونحن نتمنى عاماً أجمل وأفضل لي وللجميع، نقضيه في لحظات نستطيع أن نعتبرها ذكريات سعيدة بعد عام.