الشيخ المغامسي يكشف سيناريو تحولات الشباب إلى التطرف والشبه التي تثار لإقناعهم ويستعرض أفعال التكفيريين في المجتمع ">
المدينة المنورة - مروان قصاص:
ضمن فعاليات برنامج «سفراء الوسطية» الذي تنظمه جامعة طيبة بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عواد المغامسي محاضرة عن «الوسطية في الإسلام» تناول فيها تعريف الوسطية مشيرًا إلى أن لفظ الوسط بالقرآن لا يعني البقاء بالمنتصف بل إنها عندما تطلق شرعًا أي أن الدين الإسلامي اختاره الله لعباده، أنزله وجاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يمكن لأحد تغيير شيء منه، وقال: إن بعضهم يذمون في العلماء ذمًا مما يجعل ذلك في نظر السامع يبغض ولاة الأمر ثم العلماء ثم يجعله يبغض من حوله من الناس وإذا قبل الفتى ذلك جعلوه يبغض قرابته وإذا أبغض قرابته جعلوه يبغض والديه وإذا وصل إلى مرحلة بغض والديه شاء أو أبى أصبح واحدًا منهم وإذا أصبح واحدًا منهم أبغضوا إليه نفسه وذكروه بمعاصٍ سلفت وخطايا سبقت وقد لا تكون من الكبائر في شيء لكنهم يجعلون الجنة سدًا منيعًا مع أن الله وعد عباده الوعد المطلق بقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} (107) سورة الكهف.
وأضاف أن الأمر الآخر أن أولئك يجعلون دخول الجنة مشروطًا بالتخلص من النفس وإذا قبل الفتى أن يتخلص من نفسه يلجأ والعياذ بالله إلى تفجير نفسه ليسلك بعدها في مقام التكفير.
وأشار الشيخ المغامسي إلى أن تلك الفئة من المتطرفين والضالين فكريًا جعلت تلك الآية سبيلاً إليهم، وهم قالوا إنها نزلت في أبي عبيدة ولا بد أن يعرف الفرق بين والد أبو عبيدة وبين أبيه، وقال تجد شابًا والده في سن المراهقة يجاهده ويأمره بالصلاة ثم يذهب به إلى التحفيظ وإلى الجامعة ويرى أباه يذكر الله وأمه تقول لا إله إلا الله ويجعلون هؤلاء الأبناء يعتقدون أن والدهم مثل والد أبي عبيدة ولا يجمع هؤلاء الشباب بقصة أبي عبيدة إلا النسب، ليأتي لذلك الشاب ويحرضه على قتل والده إِذ إن أبي عبيدة قتل أباه من قبل، فيرى ذلك أنه من أعظم الأمور اليسيرة التي يراها قربى في ظنه الخطأ ومنها قتل أباه أو أمه أو أحد أقربائه، وقال: إن الله عز وجل عندما ذكر قريش في يوم بدر ذكر أنهم خرجوا رياء الناس وأبو عبيدة لو قيل له أشهد أن محمد رسول الله هو يرى أن محمد صلى الله عليه وسلم ساحر أو مجنون، لكن والد الشاب أو ولي أمره ومن حوله من المسلمين لو جاء بأعظم العصاة وقال له محمد رسول الله لطأطأ رأسه خجلاً، وهذا الأمر مشاع لكل من حوله لو رأى مسلمًا وقع في المعصية لكن يبقى مسلمًا، وأضاف المغامسي: إن ذلك إنزال القرآن على عكس من أنزل إليه لكن الناس قليل منهم من يقرأ وقليل من يفقه مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ؟ قَالَ: «يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ الله، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيَبْدُونَ».
واختتم الشيخ المغامسي محاضرته بدعوة الشباب إلى التسامح مع الذات وأن يعلم الشاب علم اليقين أنه محال أن يوجد أحد من امة محمد لم يعص الله إلا يحيى ابن زكريا وأن الحسنات يذهبن السيئات وألا يعتقد أن هناك أناسً لا تعصي الله وأن يلتمس للناس أعذارهم وأن سماحة الإسلام أجل وأعظم وأكثر تسامحًا لكنه يحتاج لتدبر القرآن الكريم والسنة النبوية.