إنه بيديك ! ">
في إحدى القرى الصينية كان يعيش حكيم في قمة أحد الجبال المحيطة بالقرية وقد كان رجلاً ذكياً عاقلاً لديه قدرة عجيبة على حل المشاكل وإدارة الأزمات إضافة إلى سعة معلوماته وثقافته... وقد كان في القرية مجموعة من الشباب المشاكسين فأضمروا أن يوقعوا بهذا الحكيم فصادوا طائراً صغيراً واتجهوا إلى بيت هذا الحكيم وقد خبأ أحدهم الطائر في جيبه وسأل الحكيم ما إذا كان هذا الطائر حياً أو ميتاً؟!
وقد قرر هذا المشاكس أن يحكم القبضة على هذا العصفور الصغير ويخنقه في حال أجاب الحكيم بأن الطائر حياً
وإطلاقه فيما لوقال الحكيم عنه أنه ميتاً!
وقد انتبه الحكيم للخدعة فرد عليهم برد مفحم بقوله «إنه بيدك يا بني»! وما قاله الحكيم ينسحب عليك أخي القارئ فبذور النجاح تمتلكها وكذلك أدوات الفشل ولك مطلق الحرية في اختيار ما تشاء.
إن من أشد الأمور في هذه الدنيا غرابة وأكثرها ألم أن تسمع أشخاصاً قد قيدهم الأمل وحاصرهم التسويف يعتذرون بأوهى الأعذار بل ويتفنون في اختلاقها قد ساروا خلف ستائر الوهم يتحججون بحجج أوهى من بيت العنكبوت من قبيل (يا ليت ظروفي مثل فلان أو يا ليتني أستطيع أن أتحدث مثله أو أفكر مثله أو لو أن لي قدرات فلان ومواهب فلان والحقيقة الغائبة هي أن هؤلاء والله لن يفعلوا أي شيء ولن يحركوا ساكنا لو كان لهم قدرات الآخرين فهم لم يستفيدوا مما وهبهم الله من قدرات فهؤلاء سجناء الأمل ومطاردو السراب لن تمطر السماء عليهم ذهباً ولن تتفجر الأرض كنوزا لهم ولن تصل سفينتهم إلى ما يريدون وسفينتهم لا تزال قابعة في المرفأ أصلاً!
إن معادلة الحياة تنص على أنك إذا استثمرت ما لديك فستوهب غيرها وإن لم تقدر على الاستفادة منها فسوف تخسرها.
إن هؤلاء الذين يريدون أن تفرش لهم الأرض حريراً وتعطر لهم الأجواء عبيرا وتلتهب الأكف بالتصفيق لهم ولن يفعلوا شيئاً ما لم تتهيأ لهم الظروف ولكنهم وضعوا كل المعوقات أمامهم بالرغم من أن جميع الإشارات خضراء.