الجزيرة - النمسا:
اختتم وفد عالي المستوى من صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) برئاسة المدير العام، سليمان جاسر الحربش، مهمة رسمية في مدينة ليما، عاصمة بيرو بأمريكا الجنوبية، للمشاركة في اجتماعات الخريف السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي عُقدت خلال الفترة من 9 إلى 11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وجمعت لفيفاً من محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية من البلدان الأعضاء، فضلاً عن كبار مسؤولي القطاع الخاص والخبراء من الأوساط الأكاديمية.
وتمثل هذه الاجتماعات التي حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الدولية المختلفة فرصة سانحة لمنظمات المجتمع المدني لتبادل الآراء ومناقشة مختلف القضايا مع صناع السياسات في هذا السياق العالمي.
وقد تصدر هذا الحدث السنوي كالمعتاد اجتماعات لجنة التنمية المشتركة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تهدف إلى تحقيق توافق الآراء بين الحكومات بشأن قضايا التنمية الحرجة وعلى رأسها تمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلدان النامية والتي تشمل التجارة وقضايا البيئة العالمية.
ودعت اللجنة صناديق التنمية الوطنية ومؤسسات التمويل الدولية والمتعددة الأطراف إلى تعزيز دورها في دعم البلدان النامية وزيادة فرص حصولها على التمويلات الخارجية اللازمة لدعم مشروعات البنية التحتية مع الحفاظ على استمرارية قدرتها على تحمل الديون.
وفي هذا السياق جاءت مشاركة وفد أوفيد برئاسة الحربش مع وفود مؤسسات التنمية الدولية الأخرى وكذلك اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي لاستعراض ما تحقق من تقدم بشأن كافة القضايا المتعلقة بالتنمية الدولية المستدامة وبحث وتبادل الآراء حول قضايا التنمية الملحة والموارد المالية اللازمة لتشجيع التنمية الاقتصادية والحد من الفقر المدقع في البلدان النامية.
وقد تضمنت الاجتماعات العديد من الندوات والجلسات الإعلامية الإقليمية والمؤتمرات الصحفية والكثير من الأنشطة التي ركزت على الاقتصاد العالمي والتنمية الدولية والنظام المالي العالمي. والتقى الحربش على هامش الاجتماعات بوزير مالية الإكوادور، فاوستو هيريرا، المرشح لرئاسة المجلس الوزاري في دورته لعام 2016، لموافاته بآخر تطورات العمل في أوفيد لا سيما خطة المؤسسة الجديدة للعقد المقبل (2016-2025)؛
كما وقع الحربش مع وزراء وممثلي تسعة من البلدان الشريكة على اتفاقيات قروض جديدة تقدر قيمتها الإجمالية بما يناهز 155 مليون دولار لدعم 9 مشروعات إنمائية تستهدف عدداً من القطاعات المهمة من بينها قطاع الطاقة، والصحة والنقل والزراعة والتعليم، وهي بوروندي، وتشاد، وهايتي، جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، والنيجر، وباراجواي، ورواندا، وتوجو وزيمبابواي، الأمر الذي من شأنه أن يعود بالنفع على الملايين من ساكني مناطق المشروعات المعنية. وفيما يلي بعض تفاصيل هذه المشروعات:
«تمويل مشروع كهربة الريف في مقاطعة كيروندو في بوروندي من خلال قرض قدره 10 ملايين دولار أمريكي؛ «تمويل مشروع إنشاء قسم الطب الحيوي في معهد جامعة العلوم والتكنولوجيا في مدينة أبتشي في تشاد بقرض قيمته 6 ملايين دولار أمريكي؛ «تمويل المرحلة الثانية من مشروع تأهيل محطة الطاقة الكهرومائية في بيليجري في هايتي بقرض قيمته 20.4 مليون دولار أمريكي؛ «تمويل مشروع شبكة النقل في مدينة فينتيان بجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية بقرض قيمته 15 مليون دولار أمريكي؛ «تمويل برنامج تنمية الزراعة الأسرية في النيجر بقرض قيمته 15 مليون دولار أمريكي؛ «تمويل مشروع البنية التحتية التكاملي المعني بتأهيل ممرات وطرق ربط جنوب وغرب باراجواي بقرض قيمته 43.36 مليون دولار أمريكي؛ «تمويل مشروع تشييد طريق نياجاتاري - بيومبا في رواندا بقرض قيمته 15 مليون دولار أمريكي؛ «تمويل مشروع تعزيز التنمية الريفية في توجو بقرض قيمته 10 ملايين دولار أمريكي؛ «تمويل مشروع يستهدف تعزيز التعليم الابتدائي في زمبابوي بقرض قيمته 20 مليون دولار أمريكي.
ولمزيد من المعلومات، يرجى الرجوع إلى البيانات الخاصة بكل بلد من البلدان المستفيدة المعنية على موقع أوفيد التالي على شبكة الانترنت: www.ofid.org/COUNTRIES.aspx.
وفي إطار هذه الاجتماعات السنوية، شارك وفد أوفيد في منتدى سياسات المجتمع المدني الذي عُقد ما بين 6 - 9 أكتوبر / تشرين الأول، حيث اجتمع ممثلي منظمات المجتمع المدني، وخبراء مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، ومسؤولين حكوميين، وأساتذة أكاديميين، وغيرهم من المراقبين المهتمين لتبادل وجهات النظر ومناقشة مجموعة متنوعة وواسعة النطاق من القضايا موضع الاهتمام العالمي، ومنها الآفاق الاقتصادية العالمية، وإعادة تشكيل التمويل من أجل تنمية مستدامة، وتعبئة التمويل للاستثمار الخاص، وإطلاق العنان للاستثمار الخاص في مجال الطاقة المتجددة، وسد فجوة البطالة لدى الشباب من خلال التعليم والاشتمال، ومشاركة الشباب في تمويل مستقبل التنمية، وضمان تحقيق التنمية الشاملة للجميع، بما في ذلك تغطية صحية شاملة للجميع، وتشكيل نظام غذائي مراع للمناخ، وتحقيق الموازنة بين النمو المستدام والإنصاف الاجتماعي، وضمان جودة التعليم من أجل النمو المنصف.
وجدير بالذكر أن أوفيد قد قدم منذ إنشائه في عام 1976 حتى الآن ما يناهز 19 بليون دولار أمريكي قُدمت على شكل تمويلات ميسرة ومنح لدعم المشروعات الإنمائية المستدامة في 134 بلداً نامياً في كافة أرجاء العالم، مولياً أولوية قصوى لأشدها فقراً.