قادرون على تجاوز الأهلي في دبي.. والتركيز سيكون سلاحنا للوصول للنهائي ">
حاوره - عبدالله الحنيان / تصوير - نايف السهلي:
راهن المحترف البرازيلي في فريق الهلال الكروي الأول المهاجم «إلتون ألميدا» على قدرة فريقه على تخطي منافسه الأهلي الإماراتي في إياب الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا 2015، كاشفاً أن استعداداتهم تسير بتركيز عال لتحقيق هذا الهدف. وأشاد «ألميدا» بمدرب فريقه اليوناني «دونيس» واصفاً طريقته في اللعب بالمثمرة؛ كون الفريق سار بها بشكل جيد جداً في المباريات الماضية.
المهاجم البرازيلي المميز تحدث في حواره مع «الجزيرة» عن منافسته مع زملائه في خط الهجوم، والمفاجأة التي وجدها في الزعيم، والعديد من الأمور في الشأن الهلالي.. لا نطيل عليكم.. فإلى الحوار:
- في البداية.. حدِّثنا عن استعداداتكم للمباراة الآسيوية المرتقبة أمام الأهلي الإماراتي
الجميع يسعى للاستعداد الأمثل للقاء. نعمل بتركيز عال للتحضير لها كما يجب. الجهاز الفني يقوم بأدوار كبيرة من أجل تحقيق هذا الهدف، وكذلك اللاعبون يبذلون جهوداً كبيرة في التمارين، ولديهم الطموح الكافي لتجاوز الأهلي، والوصول لنهائي بطولة دوري أبطال آسيا.
- ماذا عن حظوظكم في التأهُّل بحسب رؤيتك؟
أرى أن الحظوظ بين الفريقين متساوية تماماً. ومؤكد أن الفريق الذي سيؤدي بشكل أفضل في المباراة سيزيد من حظوظه. كما أني على يقين بأننا قادرون على تحقيق نتيجة أفضل في مباراة الإياب؛ فجميع الإمكانات متوافرة لدينا لكسب المباراة، إضافة إلى وجود رغبة حقيقية في العودة من دبي ببطاقة التأهل للمباراة النهائية.
- لاحظت تفاؤلاً كبيراً من قِبل أعضاء الفريق في تجاوز الأهلي.. يقابله تخوف جماهيري من عدم ظهور الفريق بروح لاعبيه ومستوياتهم المعتادة.. ما السر خلف تفاؤلكم؟
نتفاءل لأننا ندرك أننا نستطيع الفوز إذا تعاطينا مع المباراة بشكل إيجابي، وقدمنا المقابل من جهد وعزيمة، مع عدم إغفال قوة منافسنا الأهلي وقدرات لاعبيه، الذين نكنُّ لهم كل احترام. وبالنسبة للتخوُّف الجماهيري الذي ذكرت فنجد له ما يبرره إذا علمنا بأنه يأتي من محبة للفريق، ورغبة في ظهوره بما يتناسب مع تاريخه الكبير.. ولهم كل الحق في المطالبة بالمزيد من المستويات والنتائج الإيجابية على الأصعدة كافة.
- ما تقييمك لمستوى الفريق في الفترة الماضية؟
بدأنا الموسم جيداً بتحقيق بطولة السوبر أمام النصر، وحققنا ثلاثة انتصارات في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، فضلاً عن تأهلنا للدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا.. كل ذلك يؤكد أننا نسير بشكل جيد، ولا يزال أمامنا الكثير من التحديات لإثبات نجاحنا، أولها عندما نلاقي الأهلي الإماراتي الأسبوع المقبل. وسنحرص - دون أدنى شك - على تحقيق طموحات أنصار النادي.
- هل وضعتم مع الجهاز الفني أهدافاً محددة في منافسات هذا الموسم؟
نعم، اتفقنا جميعاً على دخول أي منافسة ندخلها بكل قوة من أجل تحقيقها، وفي حال الإخفاق - وهذا وارد في كرة القدم - في منافسة معينة لن يثنينا ذلك عن السعي وراء كل هدف من أجل الوصول إليه. وأجزم بأن الفريق قادرٌ على أن يسعد أنصاره في جميع المنافسات.
- المتتبع لمسيرتك الاحترافية في السنوات الأخيرة الماضية يلاحظ قلة المعدل التهديفي مقارنة بالإمكانات التي تبرزها.. ما السبب خلف ذلك؟
في الواقع، كنتُ أكلَّف في كثير من الأحيان من قِبل المدربين بأداء أدوار خارج منطقة الجزاء، منها العودة في الحالة الدفاعية؛ وهذا ما تسبب بشكل أو بآخر في عدم تمكني من تسجيل رصيد تهديفي مميز، إضافة إلى أن الوضع يختلف من ناد لآخر من حيث مناسبة طريقة وأسلوب المدرب والمجموعة كلها، وعدم المشاركة بصفة أساسية وبشكل مستمر.
- ما الذي تغير مع الهلال؟
أصبحتُ ألعب مهاجماً تقليدياً، ودائماً ما يوصيني الجهاز الفني بالبقاء بالقرب من مرمى المنافس لتشكيل خطر مستمر على دفاعات الفريق المقابل، والاستفادة من الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء بالتعاون مع زملائي القادمين من الخلف؛ ولهذا السبب أجد أن فرصتي في التهديف أكثر من ذي قبل، والأمر يتطلب عملاً كبيراً في التمارين وتركيزاً كاملاً على تقديم الأفضل من خلال الحفاظ على حساسية التهديف والتمركز بشكل جيد. وبالمناسبة، عند قدومي للهلال كنتُ أدرك أن الكثير لا يعرفني؛ وحرصت على أن أقدم نفسي بشكل جيد يرضيني أولاً قبل أنصار النادي. وأعتقد أن المشوار أمامي لا يزال طويلاً من أجل الوصول لقلوب الجماهير.
- ألا تفضّل وجود مهاجم آخر بجانبك؟
الأمر يعود للمدرب، ولا أعتقد أنه سيتأخر في ذلك إذا ما رأى الأمر مجدياً. بالنسبة لي، أحرص على تطبيق التكتيك الذي ينتهجه «دونيس» بغض النظر عن المركز الذي يكلفني به.
- كيف ترى المنافسة مع زميليك «ناصر الشمراني وياسر القحطاني» في خط الهجوم؟
أراها إيجابية جداً، وتصب في مصلحة الفريق. ناصر وياسر يمتلكان إمكانات عالية، ولكل منهما أسلوب لعب مختلف عن الآخر. لقد خدما النادي كثيراً في الفترة الماضية؛ واستحقا ثناء الجميع. وبالنسبة لنا في الفريق نحن أصدقاء مقربون من بعضنا، وسواء شاركت أو شارك ناصر أو ياسر أو السالم في خط الهجوم فهذا الأمر لا يهم بقدر أهمية تحقيق الفائدة الفنية للفريق، وهذا هو الهدف المشترك لنا جميعاً.
- البعض انتقد طريقة المدرب دونيس في الاعتماد على ثلاثة مدافعين، والتركيز على بناء الهجمة من الأطراف.. ما رؤيتك تجاه هذا الانتقاد؟
من وجهة نظري، الطريقة مثمرة؛ ونجحت معنا كثيراً؛ والفريق فاز بها؛ وسجل العديد من الأهداف بطرق مختلفة. وكما ذكرت سلفاً، المدرب يحرص على اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق أهدافه. وبالنسبة للاعبين فنحن منسجمون مع التكتيك الذي ينتهجه، ونثق بقدراته التدريبية العالية جداً وتعامله الأكثر من رائع معنا نحن اللاعبين ومجموعة كلها.
- ذكرتَ في حديث سابق أنك قرأت كثيراً عن الهلال قبل التوقيع له. ما الذي وجدته بخلاف ما قرأت؟
بالعودة لما قبل التوقيع مع الهلال لم أكن أعرف «ديقاو»، ولا أي لاعبين برازيليين لعبوا للنادي؛ فكنت مضطراً للبحث عن طريق الإنترنت. وقرأت أنه أحد أكبر أندية المنطقة، ومنافس ثابت على البطولات المحلية والقارية، ويمتلك شعبية جماهيرية كبيرة.. وكل هذا وجدته ولمسته في الواقع بعد قدومي؛ إذ حققنا أولى بطولات الموسم في لندن، وتصدرنا الدوري في بدايته، وماضون بقوة للمنافسة على بطولة دوري أبطال آسيا، كما أن جماهيرنا مذهلة بحضورها ودعمها في الملاعب والأماكن العامة، ودائماً ما نجد منهم التحفيز والأهازيج المميزة، ولم أفاجَأ في واقع الحال سوى بالإمكانات الكبيرة التي يمتلكها اللاعبون المحليون في الفريق. أصدقك القول بأني لم يأتِ في بالي أني سأجد لاعبين بهذه القيمة الفنية المميزة.
- هل أفهم من إشادتك بهم أنهم قادرون على إنجاح تجارب احترافية في دول أكثر تقدماً كروياً؟
نعم، بكل تأكيد، وسأقطع عليك الطريق بأني أرفض تحديد أسماء معينة تجنباً لذكر أسماء مميزة دون أخرى.
- عقدك مع الهلال يمتد موسماً وحيداً مع خيار التمديد لموسم آخر.. البعض يعتبر هذا العقد قصيراً نسبياً.. ألا تتفق معهم؟
لا تهم مدة العقد بقدر أهمية تشكيل الإضافة للنادي بها، وتحقيق مستويات ونتائج تجعل منه عقداً مثمراً للطرفين. وكما أكدت لك، جُلّ تركيزي الآن هو أن أقدّم ما يرتقي للطموحات، وبعد ذلك قرار الاستمرار من عدمه يرتبط برغبة الجهاز الفني والإدارة. وبالنسبة لي أنا مرتاح مع الفريق، ولا يمكن أن أصف البيئة التي نحن بها سوى بالرائعة.
- بعيداً عن النادي.. كيف وجدت مدينة الرياض؟
مدينة كبيرة، تجد بها كل ما تحتاج إليه من ضروريات الحياة اليومية، من المجمعات التجارية والمطاعم.. والناس طيبون هنا، وعندما تقابلهم تجدهم مبتسمين في الأغلب، وبالإمكان التأقلم على العيش هنا حتى وإن اختلفت العادات والتقاليد بطبيعة الحال.
- في نهاية اللقاء.. ما الذي تود إضافته؟
أحب أن أوجِّه كلمة لجماهير الهلال: نقدِّر لكم دعمكم وثقتكم بنا. نحن واثقون بأننا نسير في الطريق الصحيح. نحتاج إليكم دائماً خلف الفريق. كما أقدم الشكر لكم على هذا اللقاء.
- من اللقاء:
- قَدِمت عائلة «ألميدا» مؤخراً للسكن معه في الرياض، وظهر في صورة نشرها عبر حسابه في موقع «انستقرام» مع أبنائه وهم يرتدون شعار الهلال.
- وضعت إدارة الهلال تنظيماً خاصاً لإجراء اللقاءات الصحفية، يبدأ بطلب اللاعب عبر خطاب من مركز النادي الإعلامي إلى إدارة الكرة للموافقة عليه، وعرضه على اللاعب لأخذ الموافقة الأخيرة.
- كل الشكر لعضو مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي الزميل «عبدالعزيز الثنيان» على التنسيق للقاء.
- قام بدور الترجمة مشكوراً مترجم النادي «عمرو مصطفى».