تتجدد هذه الأيام ذكرى توحيد الوطن على يد الملك عبد العزيز. وكما هو معروف، فإن المملكة العربية السعودية امتداداً للدولة السعودية الأولى والثانية، التي واجهت بعض التحديات التي جعلت استمرارها لم يكتمل، كما لم يدم ضعفها؛ إذ تمكن الملك عبد العزيز من استعادة ملك آبائه وأجداده عن طريق استعادة الرياض في سنة 1319هـ / 1902م - بفضل من الله وتوفيقه - حتى وحَّد المملكة العربية السعودية تحت راية واحدة.
ودأب الملك عبد العزيز بعد توحيد بلاده إلى نشر الأمن في أرجاء ربوعها، والسعي في نهضتها، فوطَّن البدو، ونشر ثقافة التعليم تشجيعاً وعملاً.
واستمر أبناؤه من بعده في المضي على الطريق ذاته، بداية من عهد الملك سعود، ومن تبعه من إخوته: الملك فصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله - رحمهم الله جميعاً -. وقد أخذوا على عاتقهم مهمة حماية هذا البلد ونهضته وتطويره؛ ليقف في مصاف الدول المتقدمة والقادرة على حفظ حقوق شعبها، ودرء الأخطار عنها.
والآن، ونحن تحت حكم الملك سلمان، حينما نلتفت حولنا نرى قيمة الأوطان والأمن والأمان، ولربما ندرك للمرة الأولى الحديث الذي نردده عن الأمن، وقيمة الدعاء الذي نطلقه إلى السماء. فالآن، وبشدة، ندرك معاني التعاضد والتماسك والترابط بين جميع فئات المجتمع والحكومة، ونتلمس مدى جهد الملك عبد العزيز في ترسيخه هذا الوطن، وطن التوحيد والحرمين؛ إذ نرى آثاره، ونحمد الله، نحمد الله بصدق، وندعو لاستمراره، ونبتهل لله أن يحفظ هذا الوطن شامخاً ثابتاً، ويحميه من كل ما يؤذيه.
هند المطيري - ماجستير تاريخ حديث