م. عبدالعزيز علي الزنيدي ">
الشعوب المتحضرة تعكس حضارتها بنظافة مدنها.. والمقصود بالنظافة عدم التشويه برمي النفايات في غير مواقعها.. أو الكتابة على الجدران أو ترك النفايات الغذائية في المنتزهات أو إلقاء النفايات من السيارات أو العبث في المرافق وتخريبها مثل (دورات المياه- أعمدة الإنارة- الأشكال الجمالية- محولات الكهرباء - رشاشات المياه للزراعة- اللوحات الإرشادية.) وغيرها من العناصر التي وضعت فيها مبالغ طائلة من أجل أن ينعم المواطن بالرفاهية في المرافق الترويحية.. لكن ما يحدث حالياً هو عبث تعدي مراحل الفردية إلى الظاهرة حتى أصبحت عملية الحكم على ثقافة أهل المدن بنظافة مرافقها.. وأول مؤشرات الثقافة واحترام الأنظمة والمحافظة على المرافق سوف تراها في الكتابة على الجدران فأن وجدت في المدينة فأعلم أن أهلها طغت عليهم سمت التدني الثقافي وضعف الإحساس بالمشكلة.. ولأحساس المشرع بأن هناك تجاوزات تعصف بجمالية الأعمال فقد أصدر المشرع لائحة تهدف إلى احتواء تلك المشاكل والحد منها تدريجياً حتى تتلاشى ويرتقي السلوك إلى درجة الثقافة والحقيقة الظاهرة على أرض الواقع ولن يتم وقف السلوكيات الخاطئة إلا بقوانين ولوائح وعقوبات تغطي تلك الظواهر الخاطئة ومن تلك القوانين (لائحة الجزاءات عن المخالفات البلدية الصادرة بالقرار الوزاري رقم 218 في 16-8-1422هـ حيث احتوت المجموعة الأولى المتعلقة بالنظافة والصحة العامة على (57 فقرة) تنوعت فيها المخالفات وغرامة كل مخالفة حيث تفاوتت الغرامات بحد أدنى (100ريال) وحد أقصى (30 ألف ريال) وجميعها تهدف إلى تطبيق العقوبات التي ينجرف فيها السلوك من الإيجابي إلى السلبي واللائحة حينما أقرت كان الهدف منها تطبيق العقوبة علىالمتجاوزين.. ولكن هناك أطراف أخرى لها دور بالحد من تلك التجاوزات المشوهة للمظهر في المدينة حيث لا يكتفي بدور المراقب للمرور على الأحياء والمرافق العامة لمعاينة أوضاعها.. والحل الصحيح أن تتحمل إدارة أخرى مع البلدية مسؤولية الحفاظ على مظهر المدينة وسلامة مرافقها ومن تلك الإدارات.
1. الأوقاف والمساجد: حيث إن المساجد تمثل تقريباً أربعة أضعاف المدارس ورواد المساجد يعتادونها خمس مرات في اليوم وإدارة الأوقاف أهل التوعية والنصح وعليهم تذكير جماعة الحي بالحافظ على المرافق وحث أبنائهم على عدم العبث فيها والإبلاغ عن أي عابث لمناصحته للحد من ظاهرة تشويه المرافق.
2. إدارة التربية والتعليم: المأمول أن تطبق الإدارة مفهوم التربية قبل التعليم وتشرع في الإبقاء على دورات المياه خالية من الكتابات والرسومات غير اللائقة وتحث الطلاب على إبقاء أسوار المدرسة خالية من الكتابات والرسومات المشوهة.. وعمل مسابقات تحفيزية لمن يقدم عمل يهدف للحد من تلك المظاهر المشينة.
3. البلدية: عليها أن تعمم الجزاءات والغرامات التي تطبق بحق العابثين بالمرافق سواء كانت كتابة أو أتلاف مع إعلان العقوبات في اللوحات الإعلانية الميدانية علها توقف تلك المظاهر البيئية المشوهة لجمال المرافق.
4. الجهات الأمنية (المرور -الشرطة- الدفاع المدني- البحث السري- الجوازات): أن تقوم بدور المساندة من خلال جولاتها الميدانية والإبلاغ عن أي تجاوزات تخل بالمظهر العام بالمدينة.. هذا بالنسبة للرقابة.. ومن جانب آخر أن يتم عمل حوافز ومكافئات بالأحياء التي تهتم بالمرافق العامة من نظافة وعدم عبث أو تشويه ويعلن المتميز للحي النظيف والمدرسة المثالية والإدارة الحكومية المحافظة على مرافقها من العبث عن تميز تلك الجهات ويتم الإعلان على اللوحات الموزعة داخل المدينة.
إن البناء يأخذ أعواما لإكمال المنظومة أما الهدم فلن يتجاوز دقائق للقضاء على تلك الأعمال الجبارة.
وأن يتم النهوض بتلك المدن وتجعل من النظافة شعارا لها تتوج فيها ثقافتها.. أو أن تقنع بتخلفها وسوء ثقافتها وضياع فكرها بتعايشها مع مظاهر التشويه.. ودائماً يقال المدينة النظيفة تعكس ثقافتها الرائدة.. وكما هو معلوم فإن النظافة هي مقياس وعي الشعوب..
- منسق مدينة عنيزة الصحية