أكرم خوجة ">
سكين الفتن سلاح أصبح يهدد ويزلزل أمن بيئتنا الاجتماعية، فلقد أصبحت العبارات النابية ذات الدلالات العنصرية تفوه من شخصيات حاقدة هدفها نشر الكراهية وتلويث مجتمعاتنا بالطائفية والعنصرية. التمييز والتفرقة العنصرية ليست بظاهرة جديدة بل هي موجودة منذ العصور القديمة، لكن ما نراه اليوم من أفعال إرهابية مخيفة كالقتل وتفجير المساجد هذه الأفعال خلقت مجتمعًا محتقنًا بفيروس عنصري ومشرذم وعلى خلاف.
فلماذا أصبح الإنسان يحتقر كل إنسان ينتمي إلى جنسية وديانة ولون وطائفة مختلفة؟ لماذا تشكل هذه مشكلة عند البعض؟ أتعجب إلى كمية الاحتقار الكبيرة التي يتم بثها من سموم ليعبر عن ضعف الآخرين وسوء تقدير الآخرين وضعف الثقافة الإنسانية التي تحيي الضمير الإِنساني.
ما يحدث اليوم من جرائم وانتهاكات عنصرية هو نتيجة تنامي الجماعات المتطرفة التي تسعى دومًا إلى نشر الفتنة والكراهية بين المجتمعات المسالمة.
فمثلاً قبل أسبوعين في ولاية تكساس الأمريكية ذكرت إحدى الصحف الأمريكية أن الشرطة الأمريكية ألقت القبض على الطالب أحمد محمد الذي يأتي من أصول عربية ومسلمة، لأنه قام بإحضار ساعة صنعها بنفسه ليبهر بها زملاءه ومعلميه لكن للأسف جهل أحد معلميه أدى إلى اعتقاده أن الساعة التي قام بصنعها ما هي إلا قنبلة مؤقوتة فقامت المدرسة بالاتصال بالشرطة لتستجوب طفلاً بريئًا لأنه من جذور عربية ومسلمة.
ماذا لو من كان صنع الساعة هو من جنسية أمريكية هل ستكون ردة فعل المدرسة والمعلمين نفس الشيء؟ لا أعتقد ذلك. الإيجابي في الموضوع هو تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية أحمد فنشط هاشتق أنا أقف بجانب أحمد ومطالبة المدرسة بالاعتذار منه ومن أسرته.
هذا يجعلنا نتفاءل بأن هناك أناسًا لديهم ضمير إِنساني.
أكتب هذه المقالة وفي قلبي ألم أننا أصبحنا بشرًا مصابين بفيروس الجهل نرفض كل شخص مختلف ولا نحاول أن نفهم هؤلا الذين يختلفون عنا بمعتقداتهم ودياناتهم وجنسياتهم.
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت منبرًا لبعض المحرضين على الفتنة والعنصرية لكي يتم استمالة البعض المسالمين ليقعوا في فخ شباك العنصرية، بينما يقول المناضل السياسي الراحل نيلسون مانديلا: «لا يوجد إنسان ولد يكره إنسانًا آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه.. الناس تعلمت الكراهية وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية إذا بإمكاننا تعليمهم الحب.. خاصة أن الحب أقرب لقلب الإنسان من الكراهية».
يجب على جميع الدول العربية محاربة ومناهضة التمييز والتفرقة العنصرية بكافة أشكالها قانونيًا بإصدار قانون يجرم العنصرية والطائفية، وهذا ما قامت به دولة الإمارات حيث أصدرت قبل ثلاثة أشهر هذا القرار وأتمنى من باقي الدول العربية أن تخطو في نفس الطريق.
ويجب أيضًا إقامة ندوات ومحاضرات تحارب العنصرية وتحث الجميع على التعايش بسلام واحترام الأديان المختلفة، فالقوانين وحدها لا تكفي لردع هؤلاء العنصرين. علينا أن نحذر من العنصرية فهي أقبح وأبشع فكرة نتجت من البشر الذين هم بلا وعي ولا ضمير.