انطلاق معرض بوح البنات في نسخته الثالثة إبداعات (أنثى بنّاءة) ">
الأحساء - عايدة بنت صالح:
بعد النجاح الكبير الذي حققه معرض بوح البنات الأول والثاني، وبحضور فاق خمسة وعشرين ألف فتاة، ترك بصمات رائعة على حياتهن في ظل الشراكة الإستراتيجية بين جامعة الملك فيصل ومركز التنمية الأسرية لجمعية البر بالأحساء، يعود المعرض هذا العام بنسخة جديدة متميزة تحت شعار «أنثى.. بناءة» وهو شعار انتهجه فريق نسائي بإقامة قرية متكاملة لبوح البنات، يسعين من خلالها إلى بناء ذوات البنات، وتطوير مهاراتهن، وعلاج مشكلاتهن، وتنمية إبداعاتهن في جميع مجالات الحياة، وذلك بشراكة متكاملة بين الجامعة والمركز، وبإشراف من مكتب إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد، ومركز التنمية الاجتماعية بالأحساء.
وقد أوضحت زينب المصبح قائدة الفريق أنه وخلال خمسة أيام متواصلة تنطلق فعاليات ملتقى بوح البنات الثالث من اليوم الأحد الموافق 28-12-1436هـ حتى الخميس ثاني أيام العام الهجري الجديد، ليلبي احتياجات الفتاة من الطفولة حتى الثلاثين عامًا، على شكل بيوت تمثلها الأركان الزاهية بألوان أنثوية جاذبة.
وأشارت قائدة الفريق إلى أن القرية المصغرة تجسد البيئة الآمنة للفتاة حيث سيتم تهيئة أدوات تعليمية في صورة ورش عمل تبرز القيم لتعزيز المسؤولية لدى الفتيات، وتنمية التفكير الإبداعي والابتكار. وأضافت المصبح أن ركن «آنسة سكتش» يهتم بمعالجة سلوكيات وقضايا الفتاة، ويساعد في معالجة الجوانب النفسية باستيعاب ما بداخل الفتاة، واكتشاف إبداعها، وتوظيف التقنية في الجانب الترويحي بما يتلاءم مع قضايا الفتاة بصورة حديثة.
كما يقيم ورشة تعليمية للرسم المبدئي للأفكار والخرائط الذهنية البناءة، ورسم القصص، وتوظيف المهارات الإبداعية في تقريب الأفكار من خلال الرسم، وأما في ورشة دكان مبتكرة الاقتصادي فإنه يستثمر مواهب الفتاة في المنتجات التجارية، وتسويق مشروعها، لتفعيل أثرها في المجتمع، ويقدم ورشة ديكوباج حيث يتم من خلاله وضع الفتاة أمام تحدي وصنع ابتكار من خلال أدوات منوعة تفيد الفتاة في حياتها.
وأكَّدت أن الملتقى حظي هذه النسخة بفكرة جديدة وهي «سينما البوح» لمواكبة النهضة الحضارية التي يشهدها العالم وفق الرؤية المحلية، حيث سيتم تقديم أفلام علمية عن حياة الإنسان بعيدًا عن الجاذبية الأرضية، وفي داخل المكوك الفضائي لمدة يوم كامل خلال نومه وأكله ومشربه وشتى أمور حياته وربطها بواقعه الذي يعيشه على وجه الأرض، وكيف أن الله هيأ له أسباب العيش ووهبه من عظيم النعم وأمره بإعمار الأرض واستخلافها، وتمت معالجتها خصيصًا للملتقى.
وأعرب الدكتور خالد الحليبي مدير عام مركز التنمية الأسرية عن شكره وتقديره لمعالي مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز الساعاتي على دعمه الكبير لمشروع المعرض، وتشجيعه على نمذجته وتكرار تنفيذه، كما تقدم الدكتور الحليبي بالشكر لوكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور عبدالرحمن العنقري على دعمه ومتابعته تنفيذ هذا المشروع، وكذلك المشرف على إدارة تطوير الشراكة المجتمعية الدكتور مهنا الدلامي على تهيئة جميع الخدمات الكفيلة بإنجاح الملتقى، ووعدّ أن هذه الشراكة الحميمة بين الجانبين قلادة على صدره، وأضاف أن قامة الجامعة شاهقة جدًا وهي تحتفي بأصحاب الإنجازات من بنات الوطن، وستتمكن الجامعة انطلاقًا من شعارها (الشراكة المجتمعية) بإذن الله تعالى من الجمع بين الجانبين التعليمي والإرشادي في المجتمع.
وبين الدكتور الحليبي أن تشجيع روح الإبداع وابتكار المشروعات والأفكار الملائمة لمهارات الفتاة هو الهدف الأساس من بوح البنات، فسيتم تنظيم ورشة (كيف أبدًا مشروعي الصغير؟) للفتيات لمساعدتهن للانطلاق في المجتمع والمبادرة بمواهبهن واستثمارها كما يستضيف شخصيات ملهمة في هذا المجال إضافة إلى ورش عمل في التصوير الفوتوغرافي في موضوعات مختلفة لمدة نصف ساعة.
وأضاف الحليبي أن من أبرز الأركان في هذا الملتقى هو (قلبي أين ترتع؟) للتعرف على حياة الفتاة الخاصة من خلال انتقالها في أربع مراحل متتابعة، تبدأ من الأمور التي قيدت وشلت حركتها من تقنية وقضايا مختلفة كالبويات، والإيمو، والمعاكسات، ومرورًا بمعالجة وضعها وتبصرة لحالها لتنتهي بحياة مشرقة.
وهناك أركان تعالج مشكلة هوس الماركات وسطحية التفكير كما يضع الحل لقضية الاستهلاكية المقيتة من خلال استغلال الشركات الكبرى ورسم خطى واضحة للفتاة لتضع لها بصمة مختلفة.
من جهة أخرى أعرب الدكتور مهنا الدلامي عن تقديره للمركز، وأن شراكة الجامعة مع مركز التنمية الأسرية تعد في صدارة الشراكات التي تعتز بها الجامعة، وأكَّد قائلاً: إننا ومن منطلق رسالتنا ورؤيتنا للشراكة المجتمعية ندعم بشكل قوي وكبير مثل هذه الفعاليات، حيث إن هذه المعارض تشجع أخواتنا وبناتنا الطالبات، وأيضًا بناتنا من طالبات المرحلة الثانوية أو التابعات لمؤسسات تعليمية أخرى على المشاركة في مثل هذه المعارض التي تبرز دور الفتاة وما عليها من مسؤولية كبيرة جدًا نحو تربية أجيال المستقبل، وترسل كذلك رسائل نوعية لكل فتاة تريد أن تسلك طريقها في الحياة بشكل قويم.
يذكر أن الملتقى سينظم دورات صباحية ومسائية عن التخطيط الإبداعي، وتحديد الأهداف المستقبلية والتفكير الإبداعي، وكيفية عمل الخرائط الذهنية، ورغبة الفتاة في التغيير الإيجابي والتأثير في من حولها، وكيفية اختيار الصديقة الصالحة، وتنشئة العلاقات الإيجابية، وكيفية وضع خطة للمشروع وفق مهارات الفتاة وتسويقها، وكيف تستعد الفتاة للحياة الزوجية بشكل مثالي؟!