المملكة رائدة المبادرات الخيرية على مستوى العالم.. ونفخر بشراكتنا الإنمائية معها ">
الجزيرة - بندر الايداء / تصوير - احمد يسري:
كشف لـ«الجزيرة» المنسق المقيم للأمم المتحدة ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة الدكتور أشوك نيقام عن تبني البرنامج بالتعاون مع وزارة الخارجية السعودية لواحدة من أفكار الشباب السعودي التنموية والخيرية وذلك على مستوى عالمي، حيث سيتم إطلاق منصة «الخير الرقمي» إحدى الأفكار الجديدة التي أثمرت عنها منتديات حوار الشباب السعودي الدولية التي تم تنظيمها بالتعاون بين الحكومة السعودية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وذلك خلال مؤتمر قمة التنمية المستدامة المقرر عقدها في نيويورك في الفترة من 25 إلى 27 سبتمبر / أيلول.
وأشار الدكتور نيقام في حديث خاص لـ«الجزيرة» إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قام بتوقيع وثيقة مشروع لتطوير منصة «الخير الرقمي» «Digital Good» في 10 يناير 2015م مع وزارة الخارجية السعودية ، موضحاً أنه سوف يتزامن إطلاق هذه المنصة مع الذكرى السبعين لنشأة منظمة الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن تمكّن هذه المنصة الأفراد العاديين من مختلف أرجاء العالم من التبرع بالأموال لصالح تحقيق الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة لما بعد عام 2015م.
وثمن الدكتور أشوك الجهود المستمرة التي تقوم بها المملكة على الصعيد الدولي في دعم المبادرات الخيرية، لافتا إلى أن المملكة تعتبر أحد المؤثرين الرئيسيين في هذا المجال، وتزخر بسجل حافل من المبادرات والدعم بشتى أنواعه، موجها شكره الخاص لوزارة الخارجية على جهودها في هذه المبادرة، حيث دعمت هذه المبادرة التي قدمها الشباب السعودي منذ البداية، لاستخدام تكنولوجيا المعلومات كإحدى الأدوات الرئيسية للنهوض بالتنمية البشرية عن طريق توفير الدعم اللازم لإنشاء منصة إلكترونية يستطيع الأفراد العاديون من خلالها من كافة أرجاء العالم التبرع بالأموال لأجل تنفيذ مشروعات تخدم أهداف التنمية المستدامة.
وكشف ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة أن المنصة وبعد تدشينها في الولايات المتحدة الأمريكية سيتم تدشينها في المملكة العربية السعودية كثاني دولة، وذلك أواخر أكتوبر المقبل في مناسبة خاصة بذلك وسيتبعها العديد من الدول ضمن خطط البرنامج لإتاحة المجال لجميع الأفراد والمؤسسات بالتبرع المالي الفوري بكل يسر وسهولة لدعم المشروعات التنموية، مبينا أن هذه القناة وبما أن الإشراف عليها مباشرة من قبل الأمم المتحدة ستحظى بأعلى درجات الموثوقية والأمان بما يضمن تشجيع الجميع على تجسيد حبهم وحرصهم فعل الخير ودعم البرامج الإنمائية
وفي إجابته عن سؤال حول منتديات حوار الشباب السعودي الدولية، وكيف بدأت، قال الدكتور أشوك: انها أتت تجسيداً لرؤية مبادرة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - في الدعوة للحوار بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة، سعياً نحو تطوير ودعم العلاقات الثنائية الاقتصادية والثقافية والسياسية بين المملكة ودول العالم، وأملاً في استثمار حماس الشباب السعودي وإتاحة الفرصة له للتواصل الحضاري مع شباب العالم، وتفعيل دوره في نشر الصورة الإيجابية عن المملكة.
وقد نظمت منتديات حوار الشباب السعودي الدولية تحت رعاية وزارة الخارجية لأجل توفير الفرصة للشباب السعودي ليلتقي مع نظرائه من الدول المختلفة ويتبادل معهم المعرفة والثقافات ويصل لحلول مبتكرة للتحديات المحلية والعالمية.
وقد غطت هذه المنتديات العديد من الموضوعات مثل الطاقة المتجددة وإدارة العشوائيات واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق التنمية والحفاظ على الهوية العمرانية وحماية التنوع الإحيائي والأبحاث الطبية والتعليم الإلكتروني والمدن الذكية.
وانعقدت منتديات الشباب تلك في كل من البرازيل والصين وألمانيا وكوريا والهند وإسبانيا وتنزانيا.
ويرى الدكتور اشوك أن هذه المبادرة تعكس القيم الأخلاقية لدى المجتمع السعودي والثقافة المتأصلة فيه نحو حب فعل الخير والمساهمة في مساعدة الدول والمجتمعات المحتاجة، كما تعكس مستوى الإبداع والابتكار، ولاسيما في الأفكار الخلاقة والمشروعات الإِنسانية.
وأشار إلى ان هذه المبادرة دليل على قدرة الحوار بين الشباب من مختلف الأمم والديانات والثقافات على إحداث التغيير الإيجابي لصالح التنمية العالمية».
وقد أضاف الممثل المقيم قائلاً: «توفر منصة «الخير الرقمي» فرصاً للأفراد ليقدموا يد العون للأفراد حول العالم. وقد سمحت منتديات حوار الشباب السعودي الدولية، والتي ناقشت موضوعات مثل «تكنولوجيا المعلومات وعلاقتها بالتنمية» للشباب السعودي أن يتفاعلوا مع نظرائهم الشباب والجهات ذات العلاقة من الدول المختلفة وأن يناقشوا معهم حلولاً مبتكرة لمشاركة الشباب في التنمية، وتمكن الشباب عبر هذه المنتديات من عرض أفكارهم على رؤساء الدول المختلفة والمنظمات الدولية ذات العلاقة».
وأردف الدكتور أشوك قائلاً: «إن الشباب هم الثروة والقوة الحقيقية لأي أمة. واليوم، نشهد النتائج التي يمكن أن تسفر عنها مبادرات الشباب كهذه المبادرة العالمية».
وأضاف: تجسّد هذه المبادرة الجديدة الدور المهم الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في مجال التنمية والمساعدات الإِنسانية وتوسع نطاق دورها في قيادة جهود التنمية العالمية.
وفيما يتقدم العالم نحو مواجهة التحدي المتمثل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ستحظى قيادة المملكة العربية السعودية والشركاء الاستراتيجيين الآخرين في تحقيق الرؤية العالمية بأهمية بالغة.
وفي سؤال حول إليه المشاركة والفئات التي يتاح لها ذلك أفاد الدكتور اشوك بأن المشاركة ستكون متاحة للجميع أفرادا ومؤسسات وذلك من خلال منصة إلكترونية تتيح التبرع الفوري المادي من خلال البطاقات المصرفية.
وحول العقبات والتحديات التي واجهتها المبادرة وستواجهها في المستقبل قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التحدي الأبرز كان ومازال في التقنية وكيفية ضمان توظيفها بالشكل الأنسب وهذا يحتاج لتضافر الجهود ولاسيما ذات العلاقة بالتعاملات المالية، وقد لمسنا تعاونا كبيرا من جميع الأطراف بعد وضع الأرضية القانونية الرسمية للمنصة.
وبالرغم من أن الدكتور أشوك لم يعطِ توقعا محددا حول حجم المساهمات المتوقعة من خلال هذه المبادرة، إلا أنه أبدى تفاؤله الكبير بنجاح التجربة وحجم المشاركة، لما تتسم به فكرة المنصة من إبداع في تسيير آلية المشاركة في التبرعات وبشكل فوري باستخدام التقنية.
وكان وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف بن طراد السعدون قد صرح قائلاً: «لطالما أخذت المملكة زمام المبادرة في دعم التنمية على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وتعكس هذه المنصة أفكار وتطلعات الشباب السعودي ليكونوا جزءاً من التنمية العالمية ومساعدة المعوزين من خلال توفير آلية عالمية للتمويل تهدف إلى توفير قناة للمساهمات الفردية «من الأفراد للأفراد» وليست هناك أية مؤسسة عالمية يمكننا الوثوق بها كالأمم المتحدة يستطيع الأفراد حول العالم المساهمة من خلالها في تحقيق التنمية».
وأضاف: إن منصة «الخير الرقمي» هي منصة عالمية جديدة تتيح الفرصة للأفراد حول العالم لأخذ زمام المبادرة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عن طريق مشروعات الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول العالم.
وسوف تسمح هذه المنصة الإلكترونية المبتكرة بجمع التبرعات النقدية عبر الإنترنت من الأفراد والشركات وتوجيهها لمشروعات التنمية المستدامة التي سوف يتم عرضها على المنصة.