تونس - فرح التومي:
استبشر التونسيون أمس الأول بحصول الرباعي الراعي للحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام للعام الجاري؛ إذ تسابق رجال السياسة والفن والثقافة والإعلام وعموم المواطنين للتعبير عن فرحتهم بنيل هذه الشهادة التاريخية التي توثق لعزيمة تونس على الخروج منتصرة من مرحلتها الانتقالية الصعبة.
فيما اعتبر بعض المحللين السياسيين حصول الرباعي على هذه الجائزة العالمية الأولى دليلاً على احترام العالم بأسره للتجربة التونسية ولنضالات الشعب التونسي من أجل عيش أفضل.
وكان يوم أمس الأول يوماً مميزاً في حياة التونسيين، بعد أن تأكد لديهم أن رئاسة الدولة حريصة على دعم السلم الاجتماعي، وتنقيته، وإحلال السلام بين مختلف فئات المجتمع؛ إذ كانت للباجي قائد السبسي رئيس الدولة لقاءات فردية مكثفة مع أبرز صانعي القرار في البلاد من رؤساء أحزاب فاعلة ورؤساء منظمات مؤثرة في المشهد السياسي.
اللقاء الأول جمع الرئيس بالشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، الذي قال إن المحادثة المطولة مع السبسي تناولت الوضع العام بالبلاد، وآخر المستجدات في الساحة الوطنية، وضرورة تجنيد الجميع في معركة تونس ضدّ الإرهاب.
كما التقى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، الذي قال إن جائزة نوبل للسلام تتجاوز تكريم الرباعي للحوار الوطني لتشمل الأحزاب التي آمنت بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد، فضلاً عن مكونات المجتمع المدني الوطني والشعب التونسي بأكمله.
مضيفاً بأن التكريم يشمل بالخصوص شهداء الوطن من مناضلين وزعماء وشهداء المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وتناول لقاء رئيس الجمهورية بالعباسي ملفات تتعلّق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وسبل دفع الاقتصاد من أجل تحقيق التنمية.
من جهته، أشار محسن مرزوق الأمين العام لحركة نداء تونس، التي تقود الائتلاف الحاكم، إلى أن المحادثة تناولت مستجدات القضايا الوطنية والدولية والعملية الجبانة التي استهدفت أمس النائب رضا شرف الدين.
كما أفاد بأنه هنّأ رئيس الدولة بمنح الرباعي الراعي للحوار الوطني جائزة نوبل للسلام لسنة 2015؛ إذ إنها شهادة دولية على أهمية التجربة التونسية في انتقالها الديمقراطي. مجدداً التزام حزب نداء تونس بنهج التوافق وإعلاء المصلحة الوطنية.
هذا، وقد أثار تعاطي المسؤول الرئاسي مع الخلافات المستعرة في الحزب تبرماً واستياء من قِبل الشقّ الملتف حول الأمين العام محسن مرزوق، على الرغم من أنّ بلحاج يضطلع كذلك بعضوية المكتب السياسي الذي تمّ في شأنه اقتراح تعويضه بمجلس لتسيير النداء في انتظار عقد المؤتمر التأسيسي.
ويعتقد المحللون السياسيون أن أزمة النداء في طريقها إلى الحل بعد أن قرر الرئيس الباجي قائد السبسي التدخل مع الحفاظ على حياديته تجاه طرفي النزاع، خاصة أن تاريخ الحركة القصير يشهد بتوفق السبسي في فض الإشكالات التي وقعت منذ تأسيسه على اعتبار أن تركيبته غير المتناسقة تنبئ منذ البداية بصعوبة تأقلم الشق اليساري مع الشق الدستوري في النداء.