البرلمان العربي يثمن جهود المملكة لإعادة الاستقرار في اليمن ">
تونس - واس:
أكد البرلمان العربي أنه يتابع باهتمام شديد الوضع في الجمهورية اليمنية، مشددًا في هذا الصدد على ما سبق وأن أصدره من بيانات مؤيدة للشرعية الدستورية المتمثلة في رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مع الدعوة لاستئناف الحوار والعملية السياسية استنادًا للمبادرة الخليجية ولمخرجات مؤتمر الحوار الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي ومن ضمنها القرار2216.
ورفض في ختام اجتماعات جلسته الأولى لدورة الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الأول التي اختتمت أعمالها بالعاصمة التونسية، التدخلات الخارجية في شؤون اليمن الداخلية، حاثًا الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدات الضرورية للشعب اليمني ودعم كل الجهود الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
وأكد مجددًا الالتزام الكامل بثوابت الوحدة اليمنية والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه ومساعدته على بلوغ التنمية الشاملة من خلال تمكينه من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنظام السياسي الذي يتفق عليه.
الشأن السوري
وحول سوريا عبر البرلمان العربي عن قلقه البالغ من اتساع دائرة العنف وسفك الدماء في سوريا, مجددًا إدانته الشديدة للجرائم التي تفتح الأبواب للإرهاب والنيل من تاريخ وحضارة سوريا التي تزداد يومًا بعد يوم. وأكد على قرارات جامعة الدول العربية واتفاق جنيف «1» وعلى قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر سنة 2013م والذي دعا جميع الأطراف للحوار, مجددًا دعواته للحوار المسؤول بين أطراف الصراع من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا ومؤسسات ويوقف القتل والتدمير, في إطار دولة القانون والمؤسسات والتعددية السياسية والديمقراطية واحترام خيارات الشعب السوري، ووقف التدخلات الأجنبية كافة. ودعا البرلمان العربي كافة الأطراف خاصة العربية منها إلى دعم هذا التوجه حقنًا للدماء ولوقف معاناة الشعب السوري الشقيق، مطالبًا باحترام حقوق الإنسان بما في ذلك مساعدة النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة سوريا نتيجة النزاع المسلح فيها وتأمين حقوقهم وفقًا للقانون الدولي الإنساني في كافة الدول التي لجأ إليها هؤلاء إلى أن يعودوا إلى بيوتهم ووطنهم بعد إحلال السلام فيه.
الشأن الفلسطيني
وفي الشأن الفلسطيني جدد البرلمان دعوته لكافة الفصائل الفلسطينية من أجل الإسراع إلى تنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه جميعها والالتزام به نصًا وروحًا، وتمكين حكومة التوافق الوطني من القيام بدورها ومسؤولياتها في كافة مناطق السلطة الفلسطينية، وإعادة توحيد مؤسساتها، باعتبار ذلك العامل الأساسي في إنهاء الانقسام، وتحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, داعيًا كافة الأنظمة والقوى والفعاليات على امتداد الوطن العربي إلى تحمل مسؤولياتها في مساندة ومشاركة الشعب الفلسطيني في معركة الدفاع عن القدس، والمسجد الأقصى وتوفير كل متطلبات دعم صمود أهالي القدس ماديًا وسياسيًا، وتنفيذ قرارات القمم العربية الخاصة بذلك خاصة المساهمة في صندوق القدس الذي أقرت القمة العربية إنشاءه لدعم صمود القدس وحمايتها.
وطالب البرلمانات الوطنية العربية بالتحرك الأوسع عربيًا وإقليميًا ودوليًا من أجل دعم القضية الفلسطينية، ومساندة الشعب الفلسطيني في الحصول على الاعتراف بدولته، والعمل على أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها في توفير الحماية الدولية حتى يتم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال لأراضي دولة فلسطين المحتلة العضو المراقب بالأمم المتحدة.
التدخلات الإيرانية
واستنكر البرلمان العربي محاولات التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وتهديد أمنها واستقرارها، مؤكدًا حقها المشروع في التصدي لكل هذه المحاولات عبر الأطر القانونية والسياسية في إطار القوانين والأعراف الدولية حفاظًا على النسيج الاجتماعي الذي تعيشه البلاد من تعايش وتجانس للطوائف، بما يحفظ سيادتها وأمنها القومي.
الجزر الإماراتية
وحول الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى), أكد البرلمان العربي على نهج دولة الإمارات العربية المتحدة السلمي الحريص على اتباع الحوار وحسن الجوار، داعيًا إيران للجلوس إلى طاولة الحوار حسمًا لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة أو قبول الاحتكام لمحكمة العدل الدولية إنصافاً لدولة الإمارات التي حرصت دائمًا على احترام الجوار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الشأن العراقي
وفي الشأن العراقي دعا البرلمان العربي إلى التعاون مع العراق ومساعدته من أجل تحرير أراضيه ومدنه من مرتزقة تنظيم «داعش» الإرهابي وإعادة النازحين إلى بيوتهم وإنهاء معاناتهم وإعمار المدن التي تعرضت للإرهاب، مشددًا على أهمية المضي بمشروع المصالحة الوطنية وتعزيز المشاركة وحماية السيادة والاستقلال وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وحصر السلاح في يد المؤسسات والأجهزة الحكومية.
وأكد البرلمان وقوفه إلى جانب الشعب العراقي لتجاوز هذه المرحلة العصيبة في تاريخه، معربًا عن إدانته للتفجيرات الأخيرة والأعمال الإرهابية التي استهدفت المدنيين والأبرياء العزل من المواطنين في مختلف المناطق والمدن والتي تسعى لإثارة الفتن وتمزيق نسيج الوحدة الوطنية.
الشأن الليبي
وأكد البرلمان فيما يتعلق بالشأن الليبي دعمه غير المشروط ووقوفه مع الشعب الليبي وخياراته المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه ودعمه الحوار الليبي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة في محطاته المختلفة انطلاقاً من غدامس إلى بروكسل إلى روما إلى الجزائر والقاهرة والصخيرات، وذلك للحفاظ على وحدة الشعب وأراضيه والمسار الديمقراطي الذي يتبناه.
الشأن السوداني
وفيما يتعلق بالسودان، لفت البرلمان النظر إلى أنه يتابع عن كثب المجهودات الجادة التي يقوم بها السودان من إصلاحات سياسية من خلال الإعداد والدعوة إلى مؤتمر الحوار الوطني السوداني السوداني بين كافة القوى السياسية والمكونات الاجتماعية, والذي يقوم على إشراك الجميع دون إقصاء ويضم كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها حاملو السلاح الذين منحوا ضمانات لمشاركتهم في مؤتمر الحوار.
الشأن الصومالي
ودعا البرلمان العربي إلى تفعيل المؤسسات الدستورية في الصومال وتطوير موارده الطبيعية وبسط مفاهيم الديمقراطية والعدل والمساواة لكافة شرائحه تمكينا له من بسط الأمن والاستقرار وسيطرة حكومته على سياساتها التي تفضي إلى سياسات تعليمية تحافظ على الهوية الثقافية العربية.
الإرهاب
وحذر في البيان الختامي من تفشي ظاهرة الإرهاب في المنطقة العربية, مؤكدًا ضرورة التضامن لمواجهته في إطار عمل أمني مشترك وإستراتيجية شاملة ومتكاملة. ودعا جامعة الدول العربية والاتحادات البرلمانية الدولية والإقليمية والمجتمع الدولي إلى التوعية بخطورة آفة الإرهاب وضرورة التضامن في مواجهته في إطار عمل أمني مشترك وشامل واستراتيجية متكاملة, مشددًا على ضرورة عقد قمة رؤساء البرلمانات العربية خلال شهر فبراير 2016 بهدف توجيه رسالة قوية من المجتمع العربي ضد الإرهاب وتضامن شعوب العالم في محاربته.
الشأن التونسي
وعبر عن تضامن البرلمانيين العرب ووقوفهم الدائم إلى جانب تونس بهدف توجيه الدعم السياسي والتضامن مع القيادة السياسية والشعب التونسي في مواجهتهما للأعمال الإرهابية, مطالبًا الدول العربية بمساندة تونس في مجال مكافحة الإرهاب وتوفير الدعم اللوجستي والاقتصادي والتنسيق الأمني، حاثًا في ذات الوقت الحكومات والمؤسسات المالية العربية على تشجيع الاستثمار والتبادل التجاري والسياحي مع تونس حتى تتجاوز المصاعب التي يمر بها الاقتصاد التونسي.