المواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط ">
جازان - عبدالله عكور:
قال الأستاذ نايف البلوي، رئيس قسم التربية الوطنية والاجتماعية بتعليم تبوك، خلال ورقة العمل التي قدمها عن دور المعلم في تنمية الحس الوطني في حفل افتتاح ملتقى الوحدة الوطنبة التعليمي، الذي عقد بجازان تحت عنوان «كلنا جنود سلمان»: «لقد شهدت العقود الأخيرة من القرن الماضي أحداثاً متلاحقة، وتطورات سريعة جعلت عملية التغيير أمراً حتمياً في معظم دول العالم، مما جعل الاهتمام بتعزيز الوحدة الوطنية أمرًا في غاية الأهمية في عصر اتسم بالتغير.
ومن الموضوعات المهمة التي شغلت وما زالت تشغل بال علماء النفس والاجتماع والخدمة الاجتماعية والسياسية ويرجع هذا الاهتمام الذي ازداد في الآونة الأخيرة إلى التقدم التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات، والغزو الثقافي، والتغيرات السريعة التي تمر بها المجتمعات المعاصرة، وأخيرا بروز فكرة العولمة في هذه الأيام المعاصرة.
ولابد أن تتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة، يتم من خلالها تعريف الطالب المواطن بالعديد من مفاهيم الوحدة الوطنية وخصائصها، مثل: مفهوم الوطن، والحكومة، والنظام السياسي، والمجتمع، والشورى، والمسؤولية الاجتماعية وصورها، والقانون، والحقوق والواجبات، وغيرها من مفاهيم الوحدة الوطنية ، وأسسها»
. وأضاف» إن المواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قـادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، وحتى تكون المواطنة مبنية على وعي لا بد أن تتم بتربية مقصودة».
وقال البلوي، أيضا، «إن المدرسة تنفرد عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية هذا المفهوم، وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته، وفي تزويده بالمعرفة والمهارات اللازمة من أجل تعزيز هذا المفهوم، وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خلال المناهج الدراسية في شتى مراحل التعليم العام، كما أن الدور الذي تلعبه المدرسـة عن طريق المعلم الكفؤ و من مناهج معدة إعدادا جيداً وأنشطـة إضافيـة إثرائيه يقوم بها المعلم والطالب كالصحافـة ومجلات الحائط والإذاعة المدرسيـة وغيرها من النشاطات الأخرى تميزها وتعتبر داعماً أساسياً في تطوير مفهوم الانتمـاء والولاء ومساهمـة في تدعيـم الانتماء الوطني للوطن»
وأكد، أن من المتفق عليه تربوياً أن ضعف الانتماء والمواطنة نتيجة طبيعية لعمليات التعلم المرضية فإن لدور المعلم أهمية في تأكيد مفهوم المواطنة بأبعادها وممارستها ومن ثم يقترح التأكيد على آليات الارتقاء بمستوى أداء المعلم المتسم بالإيجابية وتنمية وعيه بكيفية استثمار المواقف اليومية في تنمية وتعزيز المواطنة. وأشار البلوي، إلى أهم ما يريده المعلم من جوانب التطوير وهي تدريبه على كيفية بلورة المفاهيم المجردة والاتجاهات الإيجابية وربطها بالموضوعات المتاحة سواء من المقررات الدراسية أو القضايا والمشكلات المجتمعية، وتمكينه الطلاب من ممارسة حقوقهم والالتزام بمسؤولياتهم، وأن يكون المعلم حريص على ترجمة خبراته الإيجابية وتحويلها إلى ممارسة فعلية في المواقف التعليمية المختلفة وأن يكون سلوكه مطابقًا لأفكاره التي يبثها في عقول التلاميذ».