صباحَ خدَّيْكِ بِمِلْءِ الكَوْنِ!
صباحَ هذا الثَّائِرِ المَجْنُونِ!
صباحَ وَرْدِ الشَّهْدِ إذْ يَصْحُوْ بِيْ
على مَقامِ القَهْوَةِ السِّمْفُونِي
خَدَّاكِ غَيْمٌ غَيْثُهُ مُنْثَالٌ
في شَهْقَةِ التَّكوينِ بالتَّكوينِ
عيناكِ شَدْوٌ والشَّذَى ألحانٌ
والبحرُ حَوْلِيْ ناعِيًا ذا النُّونِ!
***
صباحَ نورِ الثَّغرِ يَنْدَى شِعرًا
مِنْ نكهةِ التُّفَّاحِ إذْ تُغويني
غادَرْتِ لَيْلِيْ فِيَّ يَصْحُو صُبْحًا
مِنْ كأسِ شَمسٍ لم تَذُقْها لِيْنِي
***
مَنْ أنتِ؟ يا رحَّالةً في ذاتيْ
وذاتُها عَينٌ بِلا تَعْيِيْنِ؟!
مِنْ أَيْنَ؟ أو مِنْ كَمْ رَعَتْها عَيني؟
يا مَولديْ المَوْلُوْدَ مِنْهُ طِيْنِي
يا ذاتَ ذاتيْ أَسْفِرِيْ عن سِيْني
فيكِ اتَّحَدْتُ الكَوْنَ بالمَكْنُوْنِ!
***
أميرةَ الحُوْرِ، استظِلِّيْ رُوْحِيْ،
يا جَنَّةَ الفِردوسِ في نِيْرُوْني
كأسِي دِهاقٌ والهوَى بُستانٌ
قد أورقتْ رَيَّاهُ مِنْ تَلْحِيْني
تأتينَ أُمًّا طِفلُها مُلْتَاذٌ
في ثَوبها المَشْكُوْلِ بالنِّسرينِ
يُسافرانِ طَيَّ طَوْقٍ أَنْدَى
مِنْ ياسَمينِ الشَّوْقِ والتَّلْوِيْنِ
تقولُ: أَمْسِكْ بِغَدِيْ مِنْ أَمْسِي
في عالَمٍ ما كانَ بالمَسْكُوْنِ!
***
يا خَلْجَةَ الدُّنيا بنُوريْ الضَّافي
يا رَهْزَةً في فِضَّةِ الأَنْيُونِ
فيها شَرِبْنا عُمْرَنا واستافتْ
قَطَا الحُروفِ دَهْشَةَ التَّدوينِ
مَنْ يَقتلونَ الرُّوْحَ إمَّا غَنَّتْ
ماتُوا هناكِ أُمَّةً مِنْ دُوْنِي!
***
سِجْنٌ شَهِيٌّ ، يانِعٌ ، تَحْنَانٌ،
فيهِ انصهارُ السِّجْنِ في المَسْجُوْنِ
إذْ تَرتقيْ في طِفْلِها آمَادًا
مِنَ الجَنَى ، لِلْوَجْدِ ، لِلتَّمدينِ
وما الحضاراتُ سِوَى بِالأُنْثَى
تُعِيْدُ عَزْفَ النَّابِضِ السِّجِّيْنِ!
***
مازَجْتِ ، يا صافيْ سُلافيْ ، نفسًا
عُنقودُها مِنْ كَرْمِكِ الكَيْنُوني
غَنَّيْتُ: ما كأسي تَعِيْ ما النَّشْوَى
إنْ لم تُمازجْ فيكِ عَرْفَ النُّوْنِ
هاتِ كتابَ الحُبِّ ، عُشًّا عُشًّا،
ولْتَقرَئِيْكِ فِيْكِ.. ولْتُقْرِيْنِي!
- شِعر: أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيْفي