تحت التراب توارى الجسد المتعب عاشت أيامها بروح التفاؤل والصبر على المرض راضية بما كتب وقدّرَ الحي القيوم، لم يكسرها ألم ولم يضعفها حزن ولا معاناة.
عاشت فصول الحرمان وتدرّجت في مراحل عمرها حتى لاقت وجه ربها، هي الأخت الكبرى للثماني وهي الشقيقة للاثنتين، هي الأم الثانية حين تضيق الدنيا وتعبس لنا.
في يوم الأربعاء التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1436 وهو يوم عظيم «يوم عرفة» أفضل يومٍ طلعت فيه الشمس، لاقت ربها بعد رحلة كفاح وصبر.
الحال بين المصدق والمكذب ولكن يأبى اليقين إلاّ أن يكون هو الفصل .. نعم فارقت الحياة. رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته.
اختار الله هذا اليوم العظيم لتلقاه فيه، أي شرف وأي مكانة يا غالية أجّلَ الله لقياك له حتى هذا اليوم الجموع تتجه أفواجاً لبيته العتيق حاجةً ملبية وأنتِ تلاقين وجهه الكريم، أي عملٍ عملتِ لتنالي هذا الشرف وهذه والكرامة.
في الحياة ندفن الأحباب ونواريهم تحت الثرى وتأبى أرواحهم إلا الحضور معنا، فما غادرنا إلاّ الجسد والروح، تشاركنا الحياة لحظةً بلحظة.
الواقع يقول: رحلت، نعم رحلت فالزمان قد اختلف لذا حان رحيلها فالزمان لم يعد زمانها، الأحبة لا ننساهم والغالين لا نُرخِص بهم، نتذكر القبور فقطعة منا بجوفها.. يا قبر امتلأ حضنك حبايب ففي طياتك غالية، يا غالية يا نائمة في تلك المقابر لكِ مني الدعاء بِطُهر تلك الملامح.
خالتي يا أخت أمي .. (رحمك الله وأعلى منزلتك وجعل العليين لك منزلاً والسندس لك ملبساً والسلسبيل لك مشرباً ورزقك لذة النظر لوجهه العظيم والشرب من حوض نبيه الكريم)
- الجوهرة العنزي