أخطأت في حق نفسي حينما فرضت عليها ما ليس لها، فأوهمتها بأن الحب لا يتبدل وأن الصدق لا تلوثه المواقف اعتقدت أنني كبرت فجأة وأنه قد كف احتياجي لاحتضان أمي والبكاء على صدر أبي، انفلتت يداي عن إخوتي باكرا فعبرت الحياة وحدي أتوق للنظر في وجه صديقتي، كبرت عمرا وكبرت حاجة وكبرت ألماً، تأتينا لحظات بائسة فنلتفت عن شيء نتكئ عليه أو نتوسّد كيانه لنرتاح فلا نجد فنوقن أننا مهما جمعنا من أصدقاء هم لا يوجدون في أرض الواقع، مليئة حياتنا بكل الأشياء التي تجعلنا نصل لبعضنا بسعادة لكننا لا نفعل، فقد أنهكنا الغل على بعضنا، لعب في تفاصيل أزمنتنا الحسد، أصبحنا نركض بشدة وكأننا سنأخذ شيئا لم يكتب لنا، الحياة عنيدة وتعبت وأنا أطوعها فلا زلت صغيرة على احتياجاتي، ارتمائي في أحضان الوقت بات مملا فهو لا يذكرني بأذكاري ولا يطبطب علي أبدا، الوقت سيفعل ما بدا له تاركا خلفه احتياجاتي تحتضر، وأنا لا حول لي ولا قوة إلا بالله.(شروق المساعد)
(اللوحة للفنان - أدولف وليامز)