عثمان بن حمد أبا الخيل ">
ليس غريباً أنْ تتصل بإحدى شركات الطيران فيأتيك الرد الآلي الجهاز مُعطّل، أو تكون مسافراً على إحدى الطرق السريعة فينقطع الإرسال في الهاتف الجوال حيث لا توجد تغطية فالتقنية أحيانا لا تلبي الطلبات، الغريب أن هناك بعض الناس يعطل ما أنعم الله عليه العقل ويعطِله طواعية وليس بالقدرة الإلهية. أيعقل أن العقل يعطل كجهاز!! هذا هو الواقع. لماذا يُغيب العقل ويترك للآخرين التصرف كما يشاءون. أليس العقل من نعم الله على الإنسان وأعظم ما أكرمه الله به وجعله إنساناً يميز بين الصحيح والخطأ قال الله تعالى {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} أليس النجدين طريق الخير وطريق الشر.
أتساءل لماذا تتحجر قلوب البعض وتتحول إلى حجر أصم لا يشعر ولا يحس قال الكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة»عجبت من يغسل وجهه كل صباح ولا يغسل قلبه ولا مرة في العام». لماذا تتحجر قلوب البعض أليسوا بشرا أم أنهم من عالم آخر، أمثله كثيرة تدور في عالمنا لهذه الفئة من الناس، أتمنى أن لا تتحجر المشاعر والأحاسيس فهو طريق وعر نهايته مؤلمة وهل يشعر بالألم من قلبه مُتحجر.
عقول فارغة خارجة عن العمل معطلة وقلوب متحجرة لا تعرف معنى الرحمة، وأناس يتحكمون في العقول والقلوب، معادلة صعبة لكنها صحيحة، يقول أينشتاين: ليست الفكرة في أني فائق الذكاء، بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتاً أطول في حل المشاكل. حل المشاكل حين يتحكم الإنسان بعقله وليس حين يكون معطل. ما أصعب حين تكون القلوب متحجرة حيث لا إحساس ولا مشاعر ولا اشتياق وحب.
عقول البشر وقلوب البشر كثيرة ومتنوعه وديننا الإسلامي أورد كلمة العقل في آيات كثيرة لأهمية العقل قال تعالى: (لعلكم تعقلون)، (لقوم يتفكرون)، (لقوم يفقهون)، كذلك أهمية القلب السليم قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. لماذا البعض يتعارض مع الطبيعة السلمية ويعرض نفسه ومن حوله للحزن والبؤس والشقاء. دعوة لأصحاب العقول المعطلة والقلوب المتحجرة أنتم لستم كذلك فلماذا تكونون كذلك، ايقظوا عقولكم من غفوتها وقلوبهم من سباتها وادحروا الشيطان الذي يزيّن لكم ما يضركم. أيهما أخطر العقول المتعطلة أم القلوب المتحجرة؟ كلاهما خطر والأسوء عندما يحمل الإنسان عقلا متعطلا وقلبا متحجرا وهل يجتمعان في إنسان واحد.
قال سفيان بن عيينة: «ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر، إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه وإذا رأى الشر اجتنبه) هذا مع وجود العقل، للأسف التعصب الرياضي وترديد كلمات غربية عن مجتمعنا سببه تعطيل العقل وعدم إدراك ماذا نردد؟ وما السلبيات التي سوف تصيب الوسط الرياضي؟ وأين نتجه؟ لماذا لا يعرف المتعصبين رياضيا ما يرددون أم أنهم مع الخيل يا شقرا. أحياناً حين تتأزم الأمور بين شخصين يقول أحدهما ( اعقل)، تعقل واستخدم عقلك ولا تندم حين لا ينفع الندم اقتبس «نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب.. فيتلمح البصير في ذلك عواقب الأمور» ابن القيم.
وفي الختام لماذا نُعطّل ما أنعم الله به العقل، ونحجّر ما يعطيها الإحساس والحب القلب، الشيطان هو المحرض وجلساء السوء أدواته فلا تكونوا لقمة سائغه ولا أداة شر تفرق بينكم وبين من تحبون وتعطلوا عقولكم وتحجروا قلوبكم.