الدول الإسلامية مطالبة بالانخراط في العمل لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030 ">
الرباط - واس:
أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الدول الإسلامية مطالبة اليوم بالانخراط في العمل من أجل تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا من أجل الوصول إلى التنمية المستدامة المنشودة وفي مقدمتها العناية بالإنسان، والمحافظة على كوكب الأرض، وتحقيق الرفاه للجميع، واستتباب السلم في العالم. وعبر العاهل المغربي في رسالة وجهها إلى المشاركين في أعمال الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة الذي انطلق أمس بالعاصمة المغربية الرباط والذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية بتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، أكد يقينه بأن العالم الإسلامي اليوم، له من المقومات ما يكفي للانخراط في هذا الورش الكبير، حيث تمكنت هذه الدول من وضع الأسس اللازمة لتقوية الشراكة بينها في مجال البيئة والتنمية المستدامة، من خلال الإعلان التاريخي للمؤتمر الإسلامي الأول لوزراء البيئة، المنعقد في جدة في يونيو 2002 م.
كما ذكر العاهل المغربي بجدوى الاقتراح الذي وجهه إلى المشاركين في المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء البيئة، المنعقد بالرباط في أكتوبر 2008، والمتعلق بإنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة، وجعلها في خدمة أهداف التنمية المستدامة بالعالم الإسلامي. وأعلن المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية، ضيفة الشرف، أن المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة أصبح أداة فعالة لتعزيز الحضور الإسلامي في المحافل الدولية المعنية بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن مشاركة العالم الإسلامي في مؤتمر (قمة ريو 20) التي عقدت سنة 2012، كانت مبنية على خطة علمية منهجية متكاملة مندمجة المجالات متمثلة في وثيقة (الإعلان الإسلامي حول التنمية المستدامة). وأكد التويجري أن مشاركة الإيسيسكو في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ الذي سيعقد في شهر ديسمبر المقبل في باريس، ستكون إضافة متميزة ذات بُعد حضاري لجهود المجتمع الدولي في إنضاج المشروعات العلمية المخصصة لمعالجة التغيرات المناخية، وتتمثل في وثيقة (الإعلان الإسلامي حول حماية البيئة والتنمية المستدامة) التي سيعتمدها المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة في ختام أعماله. وقال: إن الموضوع الذي تم اختياره لهذا المؤتمر يعبر بعمق عن انشغالات العالم الإسلامي بقضايا البيئة، وما تمثله من تحديات كبرى، وبمتطلبات التنمية الشاملة المستدامة، وما تقتضيه من تضافر الجهود للتغلب على الصعاب التي تعترض الطريق نحو بناء النهضة الحضارية الشاملة، والرفع من مستويات حياة شعوب الدول الأعضاء، والدفع بالعالم الإسلامي في اتجاه صناعة المستقبل. وأضاف أن المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة في دورته الحالية سيتجه إلى مناقشة مشاريع تتكامل مع الوثائق المعتمدة في الدورات الخمس السابقة، وهي (حوكمة البيئة من أجل استدامة بيئية في العالم الإسلامي)، و(استراتيجية التدبير المتكامل للموارد المائية في العالم الإسلامي)، وتقريرعن التقدم المحرز بشأن إنشاء (الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة)، و(الإعلان الإسلامي حول حماية البيئة والتنمية المستدامة)، و(الإطار العام لبرناج العمل الإسلامي حول التنمية المستدامة) في نسخته المعدلة، ثم مناقشة مشروع (جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي). وأشاد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري بالدعم المتواصل الذي تحظى به منظمة الايسيسكو من المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- لمساعدتها على أداء رسالتها الحضارية والقيام بأدوارها النبيلة. بعد ذلك القى الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية، رئيس المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء البيئة معالي الدكتور عبدالعزيز بن عمر الجاسر نقل خلالها تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد- حفظهم الله- وتمنياتهم للمؤتمر بالنجاح في أهدافه التي تخدم المصالح العليا للأمة الإسلامية بمجال البيئة والتنمية المستدامة، كما عبر عن شكره للعاهل المغربي الملك محمد السادس على رعايته الكريمة لأعمال المؤتمر وتوفير سبل نجاحه. وتطرق لما توليه المملكة العربية السعودية من أهمية قصوى لقضايا البيئة في كل مجالاتها، وإسهامها بشكل فاعل في تعزيز العمل الإسلامي المشترك الذي يحقق الأهداف المنشودة في مجال التنمية المستدامة. وأشار الجاسر إلى مبادرة المملكة التي عملت على إحداث « جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي» بغرض دعم الأبحاث والمبادرات الرامية لمواجهة القصور في الإدارة البيئية لدى بعض الدول العربية. كما أشار إلى المبادرات الأخرى الساعية إلى تحقيق التوازن في المجالات التنموية كافة عن طريق الشراكات الدولية التي من شأنها الإسهام في نقل التقنيات البيئية إلى العالم الإسلامي وتطوير الإدارة في مجال حماية البيئة وتحقيق تكافؤ الفرص وتوازن التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يتوافق مع القيم والمبادئ الإسلامية. وأكد معالي الدكتور الجاسر أن المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة ينعقد عقب انتهاء القمة الأممية حول التنمية المستدامة لما بعد 2015 بنيويورك والتي أقرت الوثيقة التي تتضمن 17 هدفا و169 غاية بغرض القضاء على الفقر والجوع، كما ينعقد في ظل التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر العالمي للمناخ بباريس، الذي سيتم خلاله تقديم الإعلان الإسلامي للبئة والتنمية المستدامة باعتباره أهم وثيقة سيناقشها المؤتمر.
وأشار إلى أنه سيتم أيضًا تقديم وثيقة حوكمة البيئة من أجل التنمية المستدامة في العالم الإسلامي في كل مجالاتها، إضافة إلى وثيقة الإطار العام لبرنامج العالم الإسلامي حول التنمية المستدامة الصادرة عن المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة. وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أهدى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو-، والدكتور عبدالعزيز بن عمر الجاسر، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية، رئيس المؤتمر، درع المؤتمر الذهبي إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بالمغرب، تقديراًللمبادرات الرائدة التي تقوم بها سموها من أجل حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة داخل المغرب وخارجه.