أصبحت المواقع التراثية المنتشرة في مناطق المملكة وما تشهده من مشاريع للترميم والتطوير، وما تقام فيها من فعاليات تراثية مجالا جديدا وواسعا لعمل الحرفيين واستفادتهم المادية منها. حيث يشارك عدد من الحرفيين في صناعة المواد التي تدخل في مشاريع الترميم مثل الأبواب والشبابيك الخشبية والمرازيم والأسقف والأثاث وغيرها.
كما تتيح الفعاليات والمعارض التراثية للحرفيين المشاركة فيها من خلال الأجنحة المخصصة لهم والتي يقوم فيها بتصنيع الأدوات التراثية المختلفة. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في أحدى كلماته أن الحرفيين أصبحوا عنصرا رئيسا في مشاريع ترميم مواقع التراث. وقال: «نحن لا نُريد للحرفيين السعوديين أن يبيعوا منتجات في الفعاليات والمهرجانات فقط، بل نُريد أن تنتشر الحرفة في مختلف المواقع، وخاصة في مشاريع القرى التراثية التي تنفذ حاليا»، مشيراً إلى أن مناطق المملكة تشهد الآن مئات المشاريع والمباني والمنشآت تحتاج إلى النشاط الحرفي، وازدياد الوعي بأهمية الأصالة في المنتجات وهو ما يزيد من فرصة التوسع في تسويق المنتجات الحرفية ذات الجودة العالية. وتشير إحصاءات البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» إلى وجود ما يقارب 21 ألفاً من الحرفيين في المملكة يعمل ما يقارب النصف منهم في المشغولات والمنتجات والأدوات والديكورات الحرفية المتعلقة بالمباني وستتم الاستفادة منهم لاحقا في مشاريع القرى والفنادق التراثية.
ويعمل البرنامج على دعمهم من خلال الدورات المتخصصة لهم بالتعاون مع برنامج مركز تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية (تكامل) في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الذي قام العام الماضي بتدريب وتأهيل (436) حرفيا وحرفية في جميع مناطق المملكة، وتسويق منتجاتهم من خلال ستة منافذ تسويقية في مناطق مختلفة من المملكة. كما يقوم (بارع) بإقامة الفعاليات والمعارض المرتبطة بالحرف والصناعات اليدوية ودعمها ماديا، وتطوير ودعم المشاريع المتوسطة والصغيرة في الحرف والصناعات اليدوية.