الوطنية قيام بالمسؤولية نحو الوطن بانسجام تام مع النفس والدين والمجتمع والدولة ">
جازان - عبدالله عكور:
أبدى معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، إعجابه بفعاليات ملتقى الوحدة الوطنية «كلنا جنود سلمان»، وبجلسة الافتتاح والأوبريت الإنشادي الذي كان رائعاً بحسب وصفه، وقال: حقيقة يجب أن يحظى بمساحة في الإعلام لا سيما الإعلام الوطني، مسجلا شكره بجلسة الافتتاح بترتيبها ومضامينها وفي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر، أمير منطقة جازان للملتقى مقدما شكره لوزارة التعليم على الدعوة الكريمة ليكون ضمن هذه الفعالية الوطنية ممثلة في معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل.
وقال إنه لا يرى أن الوطنية حب الوطن والحنين إليه فقط بل هي المسؤولية بمعنى أن تكون وطنيا حينما تكون قائما بالمسؤولية، فمن قام بمسؤوليته نحو وطنه فهو الذي حقق الوطنية، ولا يتحقق ذلك إلا بانسجام تام مع النفس والوطن والدين والمجتمع والدولة وأن يكون وجود ذلك وجودا حقيقياً، ولا يتم ذلك إلا حينما تتوثق العلاقة الإيجابية مع بيته ومجتمعه ودولته، وإحكام هذه العلاقة وانسجامها هي الوطنية والقيام بالمسؤولية ليس متروكا لاختيار أو خيار الإنسان ومسؤوليته بمدى التحمل من الالتزام بالشرع والتربية والتعليم والقانون.
وأضاف: «يجب أن نستحضر أسباب الاجتماع ومصالحة وأدواته وكذلك أسباب الفرقة والخلاف والتشاحن وآثاره وكل هذا حينما تقع في الوحدة الوطنية».
مؤكداً أنه لا يمكن أن تكون هناك وحدة وطنية مع التفرق وحب الذات مع النقد غير البناء لأنه يكاد أن يرى أحد المختلفين بأنه على صواب، حيث لا يمكن أن يكون هناك وحدة وطنية مع النقد غير البناء وحب الذات والنقد غير الهادف والخلاف بين الفئات والطبقات والمفكرين، وهذا الخلاف العنيف قد يقود الأطراف على تعمد المخالفة والوقوف في صف أهل الفساد والعداء للأمة أو تسويق الباطل وكله لتسويق الهوى وهو يصنع العجب ويقرب الخرائب.
مضيفا أنه يجب أن تضبط مسارات النقاش بمعنى أن لا يتكلم إلا متخصص في المداخلات والبرامج المباشرة والتغريدات، لأن الحديث من غير المختصين في تلك الأمور يضر ولا ينفع حيث أصبح الآن الكل يفتي والكل يفسر الأحلام في الوقت الذي يجب أن يكون الحديث للمتخصصين وكلا في تخصصه، وهناك من قد يكون من المشاركين ليس له الحق أن يعطي حكمه ولا يكون ذلك إلا من مختص ويسمع رأيه.
وأشار إلى أن الثقة قد تصبح منزوعة مع الإعلام الجديد لأنه نزعها حيث أصبحوا لا يثقون في الأطباء ولا المعلمين ولا العلماء ولا القضاة، لأن من يتحدث غير مختص في الإعلام الجديد فأدى ذلك إلى شحن الناس ضدهم، وبين إلى أن الإعلام ساهم في تجرؤ الناس على الكبار، وأقصد كل الوسائل وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي بجميعه وأدواته، حيث إن الكبار غير معصومين ولكنهم كبار في علمهم وتخصصهم ورأيهم ومواقعهم ومواقفهم ولا يجوز التشكيك في ذلك.
فيما استعرض الدكتور فهد السماري، الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز ورقة عمل حول الشراكة في تعزيز الهوية الوطنية، موضحا أن هناك جهودا كبيرة تبذلها الدولة حفظها الله منذ تأسيسها وحتى اليوم في رصد تاريخ الجزيرة العربية واهتماما موسعاً في المناهج الدراسية في شتى المراحل التعليمية.
وأكد أننا اليوم بحاجة إلى توثيق وغرس حب الوطن والافتخار بكنوز تاريخ دولتنا العظيمة والتركيز على المبدعين في هذا الجانب من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات للدخول إلى شراكة حقيقية على الواقع وليست إعلامية فقط، وطلبنا من معالي وزير التعليم عقد تلك الشراكة مع الدارة لما لها من أهمية كبيرة في دور حب الوطن ولابد من تعزيز جسور التواصل لتحقيق الأهداف المحددة في تعزيز الانتماء للوطن.