مختص في «أوابك»: دعم الأسعار المحلية للطاقة يحتاج وقفة جادة ">
الكويت - طلال الظفيري:
أكد مختصٌ في شؤون النفط أن مصادر الطاقة المختلفة تُعد محوراً أساسياً في تطوير اقتصادات الدول العربية البترولية بشكل خاص، واقتصادات الدول العربية غير البترولية بشكل عام.
وقال مدير الإدارة الاقتصادية في منظمة» أوابك» السيد عبد الفتاح دندي إن النفط والغاز الطبيعي في الدول العربية يمثّلان أهم مصادر الطاقة الضرورية للاستهلاك من ناحية، ومصدراً مهماً للعائدات التي يتم إنفاقها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وساهم هذان المصدران الرئيسان للطاقة في إحداث تحولات اقتصادية واجتماعية هائلة في الدول العربية المنتجة والمصدرة لهما، وذلك بفضل توجيه هذه الدول لعائداتها البترولية نحو تنفيذ عدد من مشاريع البنى التحتية، وخلق فرص العمل، وتحسين مؤشرات التنمية البشرية.
جاء ذلك ضمن فعاليات اليوم الثالث للملتقى الـ 23 لأساسيات صناعة النفط والغاز بالكويت، واستعرض دندي عبر ورقة عمل العلاقة بين الطاقة والتنمية المستدامة، وأهمية قطاع البترول في الدول العربية من خلال التطرق إلى موقع الدول العربية على خريطة الطاقة العالمية، وموقع البترول في الاقتصادات العربية، كما تطرق إلى دور النفط في تعزيز التنمية العربية من خلال عنصرين أساسيين هما استهلاك النفط والغاز في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتوفيرهما للعوائد المالية وإنفاقها في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتمويل الواردات وتعزيز التعاون العربي من ناحية أخرى.
ورصدت ورقة العمل الارتباط الوثيق بين قطاع النفط والغاز والتنمية في الدول العربية من خلال استخدامهما كمصدر للطاقة ومادة أولية في القطاعات الاقتصادية وفي الاستهلاك المحلي، وتوفيرهما للعوائد التي تنفق لتعزيز عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وازدياد معدلات الطلب على الطاقة في الفترة 2001 - 2014، إذ ارتفع من 7 ملايين برميل مكافئ نفط يومياً في 2001 إلى 14.3 مليون برميل مكافئ نفط يومياً عام 2014، أي بمعدل نمو سنوي 5.6%.
كما تناولت الورقة ارتفاع الاستهلاك العربي من المنتجات النفطية بمعدل سنوي بلغ 4.6% من 3.8 مليون برميل مكافئ نفط يومياً في 2001 إلى 6.8 مليون برميل مكافئ نفط يومياً عام 2014.
في حين ارتفع استهلاك الدول العربية من الغاز الطبيعي خلال الفترة (2001-2014) بنحو 4.2 مليون برميل مكافئ نفط يومياً، أي بمعدل نمو سنوي بلغ 7%، ليصل إلى 7.2 مليون برميل مكافئ نفط يومياً عام 2014. وارتفعت حصة الغاز الطبيعي من مزيج الطاقة في الدول العربية من 42.5% عام 2001 إلى 50.5% عام 2014، بينما انخفضت حصة المنتجات البترولية من 54.4% إلى 47.7%، حيث كان للعائدات النفطية دور رئيسياً في تعزيز عملية التنمية في الدول العربية المنتجة والمصدرة للنفط من خلال مساهماتها في معدلات النمو الاقتصادي والميزانية العامة والميزان التجاري، بالإضافة إلى دورها الكبير في رفع مؤشرات التنمية البشرية. وأوضحت الورقة أن النفط وعائداته أسهمت في تعزيز التنمية في الدول العربية الأخرى غير النفطية عبر العون الإنمائي العربي الذي قدمته الدول العربية النفطية للدول العربية الأخرى والذي بلغ 82.4 مليار دولار في الفترة 2000 - 2014، وبلغ الإجمالي المتراكم منذ انطلاقة العون في 1970 وحتى 2014 حوالي 190 مليار دولار.
وكان للعائدات النفطية دور في تعزيز تحويلات العاملين بالدول النفطية إلى الدول المرسلة للعمالة، إذ بلغ إجمالي هذه التحويلات 347.6 مليار دولار خلال الفترة 2000 - 2013، أي بمعدل سنوي بلغ 24.8 مليار دولار.
واختتم دندي ورقته قائلاً: ومن العوامل التي ساهمت في ارتفاع استهلاك الطاقة هو دعم الأسعار المحلية، وهو موضوع يحتاج لوقفة جادة لمعالجته من خلال آليات وإستراتيجيات تضمن وصول هذا الدعم إلى الشرائح المستهدفة في المجتمع، وهم ذوو الدخل المحدود تجنباً للاستهلاك غير المرشد.