عثمان بن حمد أباالخيل ">
يحلم الموظف الجديد الذي يلتحق بوظيفة جديدة في بداية حياته العملية في منظمة جديدة او دائرة حكومية أن تكون بدايته وردية لا يشوكها شائكة ولا يشوبها شائبة مع مدير مباشر ديمقراطي كما تعلم على مقاعد الدراسة، لكن الواقع غير ذلك فالحياة العملية تختلف وتأخذ مناحي كثيرة.
هناك أنواع كثيرة من المديرين، هناك المدير العنيد الذي لا يأخذ برأي أحد من موظفيه فهو يعتقد أنه دائماً على حق وصواب وغيره على خطأ، فهذا المدير يثير غضب الموظفين لكنه لا يبالي بهم، وهناك المدير المتسرع الذي يتخذ القرار بسرعة دون تمعن أو حساب ردود الفعل، فهذا المدير يجب أن تتعامل معه بلطف لأن قراراته سريعة ومخيفة وربما يكون لها أثر سلبي، أما المدير المزاجي فهذا المدير يتوجب على الموظف أن يعرف مزاجه قبل الخوض معه في أي نقاش، كذلك فإن قراراته تكون مزاجية وليست واقعية، أما المدير الديمقراطي فهذا هو المدير، فهو مدير عقلاني ويشارك موظفيه في اتخاذ القرار وهو ذو شخصية محبوبة ومهذبة ويعطي كل موظف حقه، لكن هذا المدير يندر وجوده في عصر الأنا. وهناك المدير المتسلط الذي لا يعرف مبادئ الإدارة فهو يفرض سلطته بالقوة والتهديد، فهذا المدير طارد للموظفين ويقع في الأخطاء دونما أن يدري فهو يحب السلطة المجنونة.
مسكين الموظف الجديد لا يعلم بماذا يصطدم من أنواع المديرين وما هو حظه. على الموظف أن يتأقلم مع مزاج مديره ويبحر في بحر مزاجه، ولا ننسى أن هناك مديرين يحبون الثرثرة والدعوة إلى الاجتماعات بسبب وبدون سبب وذلك للثرثرة وقتل الوقت، هؤلاء المديرون يحبون المديح لكنهم لا يعرفون من الإدارة سوى فتح الأبواب المغلقة بهدف الثرثرة. أما المدير الدكتاتوري السلطوي الذي يعطي الأوامر العسكرية فهذا مدير فاشل في عالم الإدارة وأخطاؤه كثيرة وموظفوه يعيشون حالة قلق دائم.
على الموظف المسكين أن يعرف نقاط القوة والضعف في شخصية مديره ليحسن التعامل معها ويعرف مفاتيح مديره، أليس من واجب المنظمة أن تعطي المديرين الدورات التي تؤهلهم لقيادة الموظفين الذين يحلمون بالاستقرار الوظيفي وبيئة عمل مريحة؟. أما المديرون غير الأكفاء فيكون مصيرهم صقلهم وتأهيلهم.
للأسف في عالمنا اليوم وفي معظم المنشآت والشركات والبنوك والدوائر الحكومية الموظف يعمل بجد واجتهاد ليس ارضاء للوظيفة ومبادئها وقيمها بل للمدير الذي يملك بين يديه مفاتيح الترقية والعلاوة السنوية وتقييم الاداء، أليس هذا مجحفاً في حق الموظف المتميز؟. موظفون كثر تركوا وغادروا وظائفهم بسبب مدير ارعن فوضوي سلطوي. كذلك هناك مديرون يتسلقون ويصعدون على أكتاف موظفيهم ويجيرون إنجازات موظفيهم بأسمائهم. فإلى متى مديرون غير اكفاء وغير مسئولين؟!.
ومن زاوية اخرى هناك اخطاء يرتكبها المديرون تدفع الموظفين الى الخارج منها إرهاق الأكفاء بمهام عمل إضافية وترك الموظفين الاخرين ينامون بالعسل وهذا طارد للموظف المجتهد المميز، كذلك اهمال الجوانب الانسانية، فالمدير لا يراعي ظروف الموظف التي يمر بها ولا يهتم بها واحياناً كثيرة يشكك بها، عدم وفاء المدير للموظف وما اكثرها، فالمدير يعد ولا يفي وهذا ما نسميه (مواعيد عرقوب).
وفي الختام على المديرين في المستويات العليا انْ يعرفوا ماذا يدور في اداراتهم والاستماع للموظفين وفتح ابوابهم، فالمسئولية تقع على عاتقهم في تطور ونمو الجهة التي يعملون بها.
أقتبس:
(إن الحصول على لاعبين جيدين أمر في غاية السهولة إلا أن الجزء الصعب يتمثل في جعلهم يلعبون سوية).