تحتفل المملكة هذا العام 1436هـ بيومها الوطني هذا اليوم الوطني الذي يتذكر من خلاله المواطن السعودي - من خلاله سرحة الأمل التي عاشت تخامر الملك عبد العزيز رحمه الله منذ فكر في الاطلالة على عالم توحيد المملكة العربية السعودية صحراء، وجبل، نفس، وروح والشيء الذي يسر هو أن هذا اليوم الوطني قد تزامن مع عيد الأضحى المبارك وقد اجتمع على أرض هذا الوطن قرابة ثلاثة ملايين مسلم قدموا من أجل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وإن استوى على مجد هذه الأمة حتى رسم الخطوط الأولى التي تترجم على خاطرة أن أمة بدون استقرار وأمن لا تستطيع أن تقف أمام موجات الحياة المتناثرة الأطراف بكل جديد فانبرى رحمه الله ليعلي شأن الأمن فقد كان تفكيره منصباً في إرساء قواعد الأمن والاستقرار على أساس من الحكمة والدراية والعدل بين أبناء شعبه.. لأنه كان يعرف تمام المعرفة أنه لا حياة بدون أمن واستقرار فكان له ما أراد (الأمن) هذه الكلمة الصغيرة في كتابتها الكبيرة في معناها.
وقد أدرك ذلك ببعد نظره وإيمانه القوي بالله عز وجل وها نحن أبناء هذا الوطن الذي تربينا تحت سمائه وأكلنا من خيراته وشربنا من مائه قد عاهدنا الله عز وجل أن نكون عيونًا ساهرة على أمنه واستقراره بعد التوفيق من الله هذا الأمن والأمان الذي تحسدنا عليه الكثير والكثير من الدول، نحمد الله عليه والله يديمها نعمة.
نعم سوف نظل نحكي للأجيال القادمة أن عطانا الله طولة عمر سوف نحكي لهم تفاصيل هذه الخطوة الجريئة التي من خلالها دخل الملك عبد العزيز الرياض ومعه عدد قليل من الرجال الأبطال الذين كانوا عوناً له بعد الله عز وجل يدفعهم في ذلك ايمانهم القوي بالله وتحكيم الشريعة والدعوة إلى نصرة دينه.
قائلاً: الملك لله ثم لعبد العزيز وقد كان معه هؤلاء الرجال الأبطال الذين سوف يخلد التاريخ أسماءهم بأحرف من ذهب، أسكنهم الله فسيح جناته، إن هذه الذكرى قليلة في حق صقر الجزيرة ورفاقه ولا توازي ما قاموا به من تضحيات ولكن عزاؤنا الوحيد هو الفخر والاعتزاز بهم.
لك الرحمة يا عبد العزيز ورفاقك فقد ثبت دولتك المترامية الأطراف بالإرادة القوية فقد استطعت أن تبني دولة عظيمة كانت تحيط بها عدة عوامل منها الفقر والجهل والمرض وعدم الاستقرار وها نحن اليوم نقطف ثمارها قمت به راجين من الله عز وجل أن نكون خير خلف لخير سلف وكما قال الشاعر:
نبني كما كانت أوائلنا تبني
وتفعل فوق ما فعلوا
- ناصر عبد الله السلولي