د. محسن الشيخ آل حسان ">
يعرف التعصب بأنه عدم قبول الحق عند ظهور الدليل القاطع بناءً على ميل إلى جانب طرف آخر. والتعصب أيضاً هو ظاهرة قديمة - حديثة ترتبط بها العديد من المفاهيم، كالتمييز العنصري والديني والمذهبي والقبلي والمناطقي والجنسي والطبقي. ولعلنا استنتجنا من تجاربنا وخبراتنا ودراساتنا للحروب والصراعات والثورات التاريخية أنّ كثيراً منها مع مزيد من الأسف كان سببه الرئيسي هو التعصب أياً كان - دينياً - مذهبياً - رياضياً - عرقياً، أو حتى التعصب المبني على لون البشرة. ومازالت هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الإنسانية تتجدد باستمرار في بلداننا وعصرنا الحالي، وتشكل موجة خطيرة من العنف وتدمير الشعوب والأمم.
وقد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981م، إعلان خاص بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقدات.
نستنتج من ظاهرة التعصب المتفشية في المجتمعات المحلية والدولية، أن نتذكر أنّ مظاهر العدوان والكراهية عند المصابين بمرض التعصب تقل كثيراً بعد علاج نفسي ناجح, ويحل محلها شعور بالتسامح, والمحبة والتكاتف, مما يدل على إمكان علاج مظاهر التعصب في أطفالنا وشبابنا وفي أنفسنا. وفي اعتقادي أن سبب نجاح العصابات الإرهابية في الانتشار وأيدولوجيتها في الحقد والكراهية معاً, له مدلول واحد وهو انتشار التعصب بين أفراد المجتمع الواحد. لذا علينا أن نؤمن بالحكمة القائلة: «الوقاية خير من العلاج»... ومن هنا علينا أن نبدأ بحماية أطفالنا وشبابنا من آفة التعصب!