عبد الحميد العنزي ">
بعد أن أصبحت كتوفهم بعرض رؤوسهم من الخير الوفير أصبحوا فلاسفة في النقد اللامنطقي وأصبحوا عوناً للأعداء ينتهجون نفس النهج المسيء لبلاد حباها الله بالخير والنعم والأمن والأمان. عندما يتحدث عنا الغرباء لايهمنا حديثهم ولكن مايؤلمنا أن نجد بعضا من أبناء جلدتنا أو من يشاركوننا في الدين والدم والعروبة يبحثون عن أي أمر يحسب ضدنا ويتشدقون به هنا نشعر بالأسف والشفقة عليهم وهم قلة قليلة إن شاء الله. سقوط الرافعة كان أشهى المواضيع لهم وفرصة عظيمة لهم لإظهار مدى ضحالة عقولهم وحقدهم الدفين على بلادنا التي أنعم الله عليها بالأمن والأمان والخير الوفير خاصة ونحن نمر برياح عاتية تمر على المنطقة ككل أقوى وأشد من تلك الرياح التي أسقطت الرافعة. في بلدان عدة حدثت حوادث سقط أثرها العديد من الضحايا من ضمنها أكثر الدول تطوراً ونهضة فعندما يحل القدر لا مهرب ولا مفر من أقدار الله. ليت الذين سلطوا نقدهم اللامنطقي على حادثة «سقوط الرافعة» في مكة انتبهوا للتاريخ الطويل المشرف الذي حققته المملكة العربية السعودية في الخدمات الجبارة للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن منذ المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله إلى يومنا هذا. ولكن هؤلاء القوم لايبحثون عن المحاسن بل يختلقون المساوئ ويضخموها قصداً منهم الإساءة والتقليل من العطاء اللامحدود التي تبذله المملكة في خدمة الدين الحنيف ولاغرابة في ذلك لايرمى بالحجر إلا الشجر المثمر فقبل ذلك أخذوا يطبلون بموضوع اللاجئين السوريين حتى أخرسهم تقرير وزارة الخارجية السعودية الأخير. مع موجة الانتقادات التي أصر على تسميتها «اللامنطقية» في وسائل التواصل الاجتماعي عبر صديق في صفحته في الفيسبوك بآية أزالت كل التعجب الذي دار في مخيلتي: قوله تعالى: إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (آل عمران 120). هبوب رياح عاتية قوية أراد الله لها أن تحدث ذلك يفسره المتربصون بالإهمال وعدم الاهتمام بضيوف الرحمن رغم شهادة القاصي والداني من زوار بيته العتيق بالخدمات الجبارة التي وجدوها ولمسوها خلال زيارتهم للحرمين الشريفين. شاءت الأقدار أن يحدث ذلك وآلمنا جميعاً من أعلى هرم في المملكة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله إلى أطفالنا سائلين المولى عزوجل أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ويشفي المصابين ويحفظ زوار بيته الكريم. رسالتي إلى أبناء شعبي الكرام حذاري أن تكونوا عوناً للأعداء أو تتركوا مجالاً للمتربصين لاستغلال مثل تلك الحوادث للإساءة والتقليل من بلدنا الآمن المطمئن. نعم سقطت الرافعة وأسقطت معها الأقنعة فحذاري أن نكون عوناً لهم والله خير حافظ.