الكتاب عبارة عن استعراض شامل من الناحية التاريخية والطبية لما ألّفه علماء التراث في موضوع الطب النبوي، مع استطرادات هامة للمؤلف في شرح بعض المواضيع التي وردت في الأحاديث النبوية وما كتبه علماء التراث من الناحية الطبية الحديثة. والمؤلف غني عن التعريف. ويجد القارئ نبذة عن سيرته العلمية في التمهيد الذي يتصدّر الكتاب (الصفحات 9-11) بقلم المدير التنفيذي للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي بالرياض، والمركز هو الجهة الناشرة، وكذلك في التعريف بالمؤلف بآخر الكتاب.
وقد كان لكاتب هذه الأسطر شرف مراجعة مسوّدة الكتاب وإبداء العديد من الملاحظات التي اعتمد المؤلف أكثرها. وقد ذكر ذلك المؤلف قائلا: «وأخيرًا أتقدم بالشكر الجزيل للأخ العزيز الدكتور لطف الله قاري على جهده الحثيث في تصحيح الكتاب من الناحية الطباعية، وأهم من ذلك تصحيح ما ورد من بعض الأخطاء في المراجع والمصنفات في كتب الطبّ النبوي، وأين المخطوط منها! وما هو المطبوع، ومن الناشر، ومتى نشر ذلك العمل، وهل هو بتحقيق جيد أم بغير تحقيق على الإطلاق. كما أشكره على إتحافي بمجموعة من الكتب في الطبّ النبوي وبعض المراجع المهمة، فجزاه الله عني خير الجزاء». وورد ذكر اسم كاتب هذه الأسطر خمس عشرة مرة خلال الكتاب[1].
لكن العديد من الملاحظات التي كتبتُها لم يتم اعتمادها في الكتاب، فبقيت فيه أخطاء ونواقص يجدر بنا إطلاع القارئ عليها. وهي التي نستعرضها في الأسطر التالية. فالعمل البشري لا يخلو من نقص صغير أوكبير. وبالتالي فإن أي كتاب جدير بالقراءة هو أيضا جدير بالمراجعة والنقد. والملاحظات التي يبديها المراجعون للكتاب لا تنفي بأية حال الجهد القيم المشكور الذي قام به مؤلفو فصول الكتاب ومترجموه. وإنما الهدف من المراجعة هو نفس الهدف الذي توخاه المساهمون في الكتاب: أي خدمة العلم في المجال الذي كتب فيه، وإبداء اقتراحات تزيد من نفاسته عند اعتمادها في الطبعات التالية.
-1- على الصفحة 16 نقرأ قول المؤلف: «ثم ظهر أبو بكر بن السني (المتوفى سنة 364هـ)، وأصدر كتابا في الطب النبوي، وهو لا يزال مخطوطًا». وبعدها نقرأ قوله: «ثم قامت المنظمة بإصدار طبعة محققة ومزودة بالكشافات بتحقيق أحمد العوضي وعبدالله الكندري سنة 2006». فكيف نقول عن كتاب بأنه لا يزال مخطوطا، بينما نذكر في نفس المكان أنه محقق مطبوع منذ سنة 2006؟ السبب في هذه العبارات المتناقضة هو أن الجملة الأخيرة «ثم قامت المنظمة بإصدار طبعة محققة» ..الخ هي من عند كاتب هذه الأسطر، ضمن ملاحظاته التي ذكرها للمؤلف حول مسوّدة الكتاب. لكن المؤلف سها عن تعديل أو شطب عبارة ،»وهو لا يزال مخطوطًا».
-2- على الصفحتين 85-86 نقرأ: «القسم الثاني: لخص فيه النظرية الطبية اليونانية تلخيصا جيدا رائعا يدل على اطلاع واسع، رغم أن تلك النظرية لم تتم ترجمتها ونشرها على نطاق واسع إلا في عصر الفيلسوف الطبيب الكيميائي أبي بكر الرازي وأبي النصر محمد بن طرخان الفارابي. وهو أمر يدل على ان العلماء الفقهاء من المسلمين كانوا على اطلاع منذ وقت مبكر بالنظرية الطبية اليونانية قبل أن تشتهر ترجمات بختيشوع وحنين بن اسحاق ويوحنا بن ماسويه وأضرابهم من السريان ونصارى العرب والصائبة. ولعل ذلك كان عن طريق وهب بن منبه وكعب الاحبار،...... ولا شك أن أحبار يهود كانوا على اطلاع على أعمال جالينوس وأبقراط. ولذا فقد قاموا بنقل هذه الآراء الى علماء المسلمين. وقد صرح بذلك عبد الملك بن حبيب في القسم الثاني من كتابه ونقل عن وهب بن منبه بالذات».
لكن الواقع هو أن ترجمة كتب اليونان في الطب بدأت منذ عصر الأمويين، وعُرف في ذلك العصر أطباء سريان يطببون الحكام وغيرهم، اشتهر منهم عدة أسماء[2]. ومعلوم أن السريان هم من بدأوا نقل العلوم من المصادر اليونانية، إلى لغتهم قبل الإسلام، وإلى اللغة العربية بعد الإسلام.
-3- على الصفحة 102 نقرأ قول المؤلف: «والكتاب يحتاج إلى طبعه ومقارنته بأي مخطوطة أخرى إذا وجدت». وبعدها نقرأ قوله: «وقد قامت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت بإصدار طبعة محققة بتحقيق عبد الله الكندري وأحمد العوضي سنة 2006م. وقد أحسنت في ذلك». فكيف نقول عن كتاب بأنه يحتاج إلى طبع، بينما نذكر في نفس المكان أنه محقق مطبوع منذ سنة 2006؟ السبب كما قلنا في هذه العبارات المتناقضة هو أن الجملة الأخيرة «ثم قامت المنظمة بإصدار طبعة محققة» ..الخ هي من عند كاتب هذه الأسطر، ضمن ملاحظاته التي ذكرها للمؤلف حول مسوّدة الكتاب. لكن المؤلف سها عن تعديل أو شطب العبارة الأولى.
-4- على الصفحة 103 نقرأ: «إلا أن المحقق لم يطلع على كتاب ابن السني الذي لا يزال مخطوطًا. وهو مصدر كتاب أبي نعيم، وكتاب ابن السني المخطوط بدون أسانيد، بينما كتاب أبي نعيم حافل بالأسانيد». وقد سبق أن ذكر المؤلف أن كتاب ابن السني نفسه مطبوع بتحقيق الكندري والعوضي..!! والسبب كما ذكرنا فإن معلومة طباعة الكتاب كانت من عند كاتب هذه الأسطر، ضمن ملاحظاته التي ذكرها للمؤلف حول مسوّدة الكتاب. لكن المؤلف سها عن تعديل أو شطب العبارة التي نقتبسها في هذه الفقرة.
-5- على الصفحات 137، 139، 140: يتحدث المؤلف عن كتاب «لقط المنافع» لابن الجوزي، فيذكر أنه لا يزال مخطوطا «في الجامع الكبير في صنعاء وفي تركيا». والواقع أن الكتاب مطبوع في مجلدين، بتحقيق مرزوق علي إبراهيم، نشر دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، 2011-2013.
-6- على الصفحة 146 ورد قول المؤلف «التداوي بالكمأة (الفطر Mushroom ويدعى في دول الخليج الفقع وفي مصر وغيرها يسمى عش الغراب وفي سورية كماية)». لكن الواقع هو أن المشروم والكمأة مختلفان في التسمية العربية والاسم العلمي وفي التسمية باللغة الإنكليزية. وهما مختلفان شكلا وحجما، مع وجود صفات مشتركة بينهما.
فالفطر أو المشروم (اسمه العلمي Lentinus edodes) المستعمل في الشوربة والبتزا وغيرهما نسميه في هذه البلاد الفطر. وفي بعض العاميات يسمى عيش الغراب أو عش الغراب.
أما الكمأة (اسمها بالإنگليزية white truffle، واسمها العلمي tuber) فهي التي تسمى الفقع في الجزيرة والخليج، وتسمى الكماية في بلاد الشام. ولها مسميات أخرى بالمغرب والسودان.
فالفرق بين الكمأة والفطر أو المشروم هو كالفرق بين التفاح والسفرجل والكمثرى. فالفواكه الثلاثة الأخيرة تختلف عن بعضها في الخصائص والاسم العلمي كما تختلف في التسميات بكل اللغات. وذلك برغم أنها تنتمي إلى عائلة نباتية واحدة.
-7- على الصفحة 148 يذكر المؤلف أنه يعتمد طبعة بيروت من كتب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» لابن أبي أصيبعة. وهي التي كُتِب على غلافها أنها بتحقيق «الدكتور فلان»، وهي طبعة لم يفعل «الدكتور المحقق» فيها شيئا سوى أنه أضاف أخطاءً إلى الأخطاء العديدة الموجودة في الطبعات التي قبله. وقد تحدثت عن هذا مطولا في السابق[3]. ومعظم طبعات هذا الكتاب سيئة معيبة، تجعلنا نحن العرب في نظر الغرب «أمة ضحكت من جهلها الأمم»، ما عدا طبعة د. عامر النجار (القاهرة 2005)، 4 أجزاء للنص وجزآن للفهارس.
-8- على الصفحة 152 نقرأ قول المؤلف عن عبد اللطيف البغدادي: «ولم يطبع من جميع كتبه سوى «المشاهدة والاعتبار في أخبار مصر»». لكن الواقع هو أن كاتب هذه الأسطر ذكر للمؤلف أن رسالتي البغدادي «مقالة في الحواس» و»في المرض المسمى ديابيطيس» مطبوعتان (بتحقيق باول غليونجي وسعيد عبده، الكويت: وزارة الإعلام، 1973). الرسالة الأولى ذكرها المؤلف (د. البار) على الصفحة 153 برقم 54، والأخرى برقم 47 بعنوان «مقالة ديابيطس». وذلك ضمن قائمة مؤلفات البغدادي المنقولة من ابن أبي أصيبعة.
-9- على الصفحة 176 نقرأ: [له العديد من المؤلفات النافعة من أهمها: فضائل الأعمال (مجلد مطبوع)، وكتاب الأحكام .. .. وسُمي هذا الكتاب أيضاً «سبب هجرة المقادسة إلى دمشق» و»فضائل الأعمال» و» فضائل بيت المقدس»]. فهنا يتكرر ذكر عنوان كتاب «فضل الأعمال».
-10- في صفحة 182 نقرأ قول المؤلف حول التيفاشي: «ومن مصنفاته: .. 3- رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه (وهو ليس للتيفاشي، بل لابن كمال باشا). 4- نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب». وهنا يتساءل القارئ: إذا لم يكن الكتاب رقم 3 من مؤلفات التيفاشي فلماذا يذكره أصلا ويضيف بين قوسين أنه ليس للتيفاشي بل لابن كمال باشا؟
السبب هو أن العبارة بين قوسين مما كتبه كاتب هذه الأسطر إلى المؤلف، ضمن تعليقاته على مسوّدة الكتاب. أما كتاب التيفاشي (في الباه) المكون من جزأين فعنوانه «نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب»، تحقيق جمال جمعة، بيروت: دار رياض الريس، 1992، 324 صفحة. وهو الذي ذكره المؤلف برقم 4.
ومن مؤلفات التيفاشي التي لم يذكرها المؤلف «سرور النفس بمدارك الحواس الخمس»، [وهو قطعة من اختصار ابن منظور (مؤلف لسان العرب) لكتاب التيفاشي الكبير الذي عنوانه «فصل الخطاب»]. تحقيق د. إحسان عباس، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1980، 526 صفحة.
وللتيفاشي كتاب في خواص الجواهر (الخواص الخرافية)، مخطوط برقم Walters Ms. W.589. وهو غير كتابه العلمي الذي ذكره المؤلف (د. البار) «أزهار الأفكار في جواهر الأحجار»، تحقيق د. محمد يوسف حسن ود. محمود بسيوني خفاجي، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1977. وله طبعة أوربية قديمة.
-11- على الصفحة 196نقرأ: «وقيل شبّهها بالمنّ وهي العسل الحلو الذي ينزل من السماء عفوًا بلا علاج. (فتعريف المنّ حاليًّا هو: سائل حلو المذاق تفرزه بعض النباتات كالسائل المنعقد، إما في شكل طبيعي، أو بفعل قملة المن. بيّنت الأبحاث أن المن هو عصارة سكرية متجمدة تسيل من شقوق أو من فوهات في بعض الأشجار ..)» الخ. فكيف يكون المنّ عبارة عن عسل حلو ينزل من السماء عفواً بلا علاج، ثم فجأة بين قوسين نقرأ: (فتعريف المنّ حاليّاً ..). هنا تعريفان تناقضان..!! والسبب هو أن العبارة بين قوسين مما كتبه كاتب هذه الأسطر إلى المؤلف، ضمن تعليقاته على مسوّدة الكتاب. وكان على المؤلف شطب التعريف القديم أو توضيح كونه تعريفا قديما لا يـُعتَمد حاليا.
-12- وأيضا على الصفحة 196 (وكذلك ص 386) نقرأ: «الكمأة لا مؤونة فيها ببذر ولا سقي، وهي من الفطور، وتُسمى عش الغراب mushroom». وهنا نحيل القارئ إلى تعليقنا السابق في الفقرة 6 حول الفرق بين الكمأة والمشروم أو عش الغراب[4].
-13- في الصفحة 228 نقرأ عن العالم ابن الأكفاني أنه «طبيب وعالم جواهر». لكنه لا يذكر كتابه المطبوع «نخب الذخائر في أحوال الجواهر»[5].
-14- الصفحات 230 إلى 233 منقولة نقلا حرفيا بنصها من بحث منشور لطبيب ومؤرخ طب معروف، في دورية (مجلة أكاديمية محكّمة) معروفة[6]. وذلك دون أية إشارة إلى المرجع الأصلي الذي يقتبس منه المؤلف. فيتوهم القارئ أن النص في تلك الصفحات من كلام المؤلف، بينما هو منقول نقلا حرفيا من المرجع الأصلي[7].
المنهج المعتمد المتبع في البحوث هو أن يضع المؤلف المادة التي يقتبسها حرفيا بنصّها بين علامتي اقتباس (أي «»). أو يصيغ المؤلف كلام المرجع الأصلي بأسلوبه الخاص، بالاختصار والزيادة. وفي كلتا الحالتين عليه الإشارة صراحة إلى المرجع الأصلي[8].
-15- في الصفحة 231 نقرأ عن كتاب «غنية اللبيب عند غيبة الطبيب»: «وقد حقَّق هذا الكتاب، ونشره صالح مهدي عباس (بغداد 1989)». ويجدر بنا ذكر الناشر، وهو مركز إحياء التراث العلمي العربي التابع لجامعة بغداد. وقد اعتمد المحقق على نسختين خطيتين، إحداهما في بيروت والأخرى في بغداد. لكن من الكتاب نسخ خطية أخرى في القاهرة وإستانبول ودبلن وكامبرج.
-16- وأيضا على الصفحة 231 نقرأ: «وله كتاب كشف الرين في أحوال العين (مطبوع)»، ثم حديث مطول عن محتويات الكتاب، دون ذكر مكان النشر والمحقق. وهو بتحقيق د. محمد ظافر وفائي ود. محمد رواس قلعجي، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1414هـ 1993م.
-17- على الصفحة 277 نقرأ: «تجار الكارم (هي تجارة البهارات والأبازير)»فأقترح استعمال كلمة «التوابل» بدلا من البهارات والأبازير. فالكلمتان الأخيرتان معروفتان في عامية الحجاز، لكن كلمة «التوابل» هي الكلمة الفصحى الواردة في المصادر والمراجع قديماً وحديثاً.
-18- على الصفحة 285نقرأ: «الصنعة الحديثة». وهذا خطأ طباعي. فالمقصود: الصنعة الحديثية، نسبةً إلى علم الحديث.
-19- على الصفحات 286-288 نجد إسهاباً ووصفاً مطوّلاً في ذكر مخطوطات كتاب ابن حجر، مع أنه محقق مطبوع. ويتخلل ذلك الإسهاب عبارات تربك القارئ، مثل «ما تجده في الأوراق 63/ب، 64/أ، 65/أ، 92/ب، 96/ب، 104/أ، 107/أ) .. ..». فمكان هذا الإسهاب هو في مقدمة التحقيق، وليس في كتاب لعموم القراء.
-20- وأيضا على الصفحات 304-306 نجد الإسهاب في وصف النسخ وفقرة مطولة عن عمل محقق كتاب السيوطي. ولا أعتقد أن القارئ تهمه تلك التفاصيل المطولة. وخاصة لأن المؤلف (د. البار) لم يستفض في عمل المحققين -من تخريج الأحاديث ومقابلة النسخ الخ- إلا في هذا الكتاب وكتاب ابن حجر الذي سبق ذكره في الملاحظة السابقة.
-21- وأيضاً على الصفحات 321-324 نجد الإسهاب في وصف النسخ وعمل المحقق، مع مواضيع قد لا تهمّ تفاصيلها عامة القراء، مثل «أين يوجد المخطوط» و»فهارس الكتب التي ذكرت هذا المخطوط». فأقترح اختصارها أو إلغاءها.
-22- على الصفحة 323 (وانظر أيضا ص 351 و357 و364 و368) نقرأ: «إعدادا الدكتور رمضان ششن وإشراف الدكتور فلان». وهنا ملاحظتان: فالمتعارف عليه هو أن يُذكر اسم المؤلف فقط وليس المشرف، لأننا نعرف الفرق بين جهد المؤلف و»جهد» المدير الذي يوضع اسمه كمشرف، فقط لأنه مدير المؤسسة الناشرة للكتاب. والملاحظة الأخرى هي أن الدكتور ششن هو أحد ثلاثة مؤلفين أسماؤهم مذكورة على غلاف الكتاب. فالأحرى أن يُكتب: «إعداد الدكتور رمضان ششن وزميلاه».
-23- وأيضا على الصفحة 323 نقرأ: «وإصدار مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول والتابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي». لكن حاليا اسم المنظمة هو «منظمة التعاون الإسلامي».
-24- على الصفحتين 325-326 نجد مرة أخرى الإسهاب في وصف النسخ وعمل المحقق. وهنا نحيل إلى التعليقات التي ذكرناها في الفقرات 19 و20 و21 السابقة.
-25- على الصفحة 331 نقرأ: «قال ابن النفيس في «الموجز في الطب»» وأيضا «وقال ابن سينا في القانون تحت عنوان فصل الطواعين». والمفترض في كتاب قيّم كهذا أن يحيل المؤلف إلى الطبعة ورقم الجزء والصفحة من الكتابين المذكورين. ومثل هذه الاقتباسات بدون ذكر توثيق الطبعة والصفحة نجدها في مواضع أخرى بالكتاب، مثل الصفحة 354، والصفحات 127-129.
-26- على الصفحة 351 يعتمد المؤلف على الطبعة القديمة (الصادرة عام 1405هـ 1985م) من كتاب «معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي» للحبشي. لكن السيد الحبشي أصدر تحريرا جديدا new edition أو طبعة مزيدة منقحة في أبو ظبي سنة 2009. وهذه الطبعة أضخم بكثير.
-27- على الصفحة 353 نقرأ: «والحميقاء هي الجديري Chicken Pox وتُسمى في السعودية العنجز». والواقع أن الكلمة تكتب بالقاف (عنقز)، وهي تعرف باسم «جديري الماء»، والكلمة الإنگليزية chickenpox كلمة واحدة مركّبة لا كلمتان.
-28- على الصفحة 355 نقرأ: «وذكره ابن النديم». والواقع أن المحققين من الباحثين، ومن ضمنهم الذين حققوا الطبعات المعتمدة من كتاب الفهرست يطلقون على المؤلف اسم (النديم). وليس (ابن النديم). ولهم أدلة على صحة التسمية، فصّلها كاتب هذه الأسطر في بحثه المذكور في الحاشية[9].
-29- على الصفحة 356 نقرأ: «أبو عيسى الجرجاني، المتوفى سنة 401هـ : له رسالة الوباء ذكره أيضا، الدكتور عادل البكري في البحث أعلاه، ولم يذكر مصادره، ولا أين يوجد المخطوط؟». والواقع أن كاتب هذه الأسطر سبق أن تشرف بإهداء المؤلف الفاضل نسخة من تحقيقه لرسالة أبي سهل عيسى بن يحيى المسيحي الجرجاني (وهو المعني هنا، برغم الخطأ في تسميته بأبي عيسى) في الوباء، اعتماداً على مخطوطتين في إستانبول[10]. وسبق للمؤلف (د. البار) أن اقتبس نصوصاً من هذه الرسالة في بعض مؤلفاته أو مشاركاته العلمية. ومنها محاضرته عن القلب العضلي والقلب المعنوي في «الملتقى العالمي الأول لطب القلب في الكتاب والسنة» بالدمام، سنة 1427هـ 2006م.
-30- على الصفحة 359 نقرأ: «»مقنعة السائل عن المرض الهائل» .. .. وتوجد من المخطوط نسخة في مكتبة الإسكوريال بمدريد». والواقع أنها مطبوعة مرتين، إحداهما بنص ناقص، نشرها عبد الله كنون في مجلته «لسان الدين» سنة 1946م والأخرى (نصها مكتمل) بتحقيق Müller في ألمانيا سنة 1863م. وقد قال د. البار إنها كتاب. والواقع أنها رسالة صغيرة.
-31- على الصفحة 358 نقرأ: «وهو طاعون عام 749هـ، الذي طبق الأرض من مشرقها إلى مغربها، ووصل إلى الصين شرقًا وأوربا غربًا. وهو ثاني وباء عالمي للطاعون. وقد ابتدأ عام 747هـ 1347م، في فرنسا ومنها انتقل إلى دول أوربية والأندلس وبلاد المغرب، ثم زحف على مصر والامبراطورية البيزنطية وسوريا والعراق واجتاح الأرض المعمورة. ومات فيه نصف سكان المعمورة .. .. ويقول الغربيون أن هذا الوباء ابتدأ في آسيا الوسطى، وانتقل إلى الصين، ومنها إلى فرنسا عبر طريق الحرير ثم من فرنسا إلى بقية أوروبا والأندلس، ومنها الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية». فهنا يؤكد المؤلف أن الطاعون ابتدأ في فرنسا، دون أن يذكر مرجعه في هذا... ثم يقول إن الغربيين يقولون إن الوباء ابتدأ في آسيا الوسطى.
وهذا القول الأخير هو ما يجمع عليه مؤرخو الطاعون الكبير أو ما يسمى في الغرب «الموت الأسود». وهو الذي كتبه كاتب هذا الأسطر إلى المؤلف ضمن ملاحظاته على مسودة الكتاب. وتسلسل البلدان التي انتقل فيها الوباء من بلد إلى آخر تتبعه الباحثون، ومنهم بعض المستشرقين، حسب تواريخ ظهور الإصابات في تلك البلدان، من السجلات التاريخية المختلفة[11].
يقول المؤلف إن ذلك الوباء ابتدأ سنة 747هـ 1347م في فرنسا. والثابت تاريخيا أنه ابتدأ قبل ذلك بتسع سنوات في سهوب آسيا (منغوليا وبلاد القازاق).
-32- على الصفحة 359 نقرأ: «وتوجد نسخة خطية منه في مكتبة حليم بالقاهرة». والأصح أن يقال: مجموعة حليم بدار الكتب بمصر. وهي مكتبة الأمير إبراهيم حليم، إحدى المكتبات التي أهداها أصحابها أو الورثة إلى دار الكتب.
-33- على الصفحة 360 نقرأ: «والسيوطي المتوفى 911هـ، وسماه «ما رواه الواعون في أخبار الطاعون»، وهو الكتاب الذي نحن بصدده». والواقع أن الحديث في تلك الصفحة وما حولها هو عن كتب الطواعين، وليس بصدد كتاب السيوطي.
-34- على الصفحة 362 نجد مرة أخرى حديثا مستفيضا عن مخطوطات كتاب السيوطي. وهو تكرار لما ورد على الصفحات 321-324. وهنا نحيل إلى التعليقات التي ذكرناها في الفقرات 19 و20 و21 السابقة.
-35- على الصفحة 363 نقرأ: «إدريس بن حسام الدين علي البدليسي: المتوفى سنة 930هـ، وقيل سنة 927هـ، له رسالة الإباء عن مواقع الوباء، ذكرها حاجي خليفة». ولم يذكر المؤلف أية نسخة خطية. والواقع أن من الكتاب أربع نسخ خطية: نسخة في المكتبة الوطنية بتونس، وأخرى في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، وثالثة في مكتبة الدولة ببرلين، ورابعة في مكتبة جامعة پرنستُن Princeton. وذلك حسب فهارس المخطوطات لهذه المكتبات.
-36- على الصفحة 370 نقرأ كلاما مطوّلا بعض الشيء عن كتاب «إتحاف المنصفين والأدباء بمباحث الاحتراز من الوباء»، دون ذكر أماكن وجوده أو طبعاته. والواقع أنه مطبوع مرتين. الأولى بدار الطباعة السلطانية باستنبول، دون تاريخ، حوالي 1253هـ. والأخرى بتحقيق : محمد عبد الكريم، الجزائر: الشركة الوطنية للنشر، 1968.
-37- على الصفحة 370 كذلك نقرأ: «كلوت بك رئيس أطباء الجيش المصري: ومؤسس مدرسة الطب في القصر العيني، له «رسالة في الطاعون» طبعت بمصر سنة 1250هـ». والحاصل أن كتاب الدكتور البار الذي نراجعه هنا يفترض أنه يتحدث عن الكتب التراثية، بينما كلوت بك فرنسي لم يكتب إلا ما توصل إليه العلم الحديث في زمانه، أي القرن 13هـ 19م. ونفس الشيء يقال عن مؤلفات أخرى مذكورة بنفس الصفحة، فالكتب التي عناوينها «الهواء الأصفر» و»طاعون البقر الساري» و»الهيضة» (الكوليرا) و»الحميّات الوبائية» (الكتب التي أرقامها 55، 56، 57، 58، 64، 65، 66، 67) على الصفحتين 370-371 من كتاب الدكتور البار كلها من الكتب التي تحتوي على أحدث ما توصلت إليه أوربا في القرن التاسع عشر الميلادي. وليست كتباً تراثية على الإطلاق.
-38- على الصفحة 371 نقرأ: «يعقوب بن إسحاق الكندي: له كتاب «الأبخرة المصلحة للجو من الوباء»، ذكره الدكتور عادل البكري في بحثه ..» الخ. ولم نجد أية معلومة حول كونه مطبوعاً أو مخطوطاً أو مفقودا. والواقع أن البكري ذكر الكندي باسم «يعقوب بن ساحاق الكندي». ولم يعرّف به. ورسالة الأبخرة المذكورة هذه هي واحدة من ثلاث رسائل مفقودة لفيلسوف العرب أبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (ت 252هـ 866م) والرسالتان الأخريان هما: «رسالة في إيضاح العلة في السمائم القاتلة السمائية، وهو على القول المطلق الوباء» و»رسالة في الأدوية المشفية من الروائح المؤذية». وقد اقتبس التميمي (ت حوالي 390هـ 1000م) بعض النصوص من الرسالة التي عنوانها «في الأبخرة المصلحة للجو من الأوباء» في كتابه «مادة البقاء في إصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الأوباء» المطبوع.
-39- على الصفحات 210 و262 و387 و388 نقرأ أن بعض العلاجات التي أوصى بها الرسول- صلى الله عليه وسلم- خاصة بأهل الحجاز ومن جاورهم. وذلك حسب رأي ابن القيّم أو الكحال ابن طرخان الحموي. وقد استند هؤلاء على كون الحجاز منطقة حارة. وهنا يتساءل القارئ: هل الحجاز هو المنطقة الحارة الوحيدة في العالم؟ ماذا عن العراق وأماكن عدة في أفريقيا؟ ثم ما هو الدليل على وجود طب نبوي خاص بالحجاز دون غيرهم؟
-40- على الصفحة 408 نقرأ: «الأزد وهي قبيلة يمنية هاجرت بعد تخريب سدّ مأرب. ومنها من ذهب إلى عمان واستقرّ فيها. ومنها من ذهب الى يثرب (المدينة) وهم الأوس والخزرج.. ومنهم من ذهب الى الشام ومنهم الغساسنة ومنهم من استقرّ فيما يعرف بصور وصيدا (في جنوب لبنان) وكونوا الدولة الفينيقية، ثم القرطاجنيّة فيما بعد (في تونس)». ولم يذكر المؤلف قبائل الأزد المحلية حولنا، ومنهم
دوس التي ينتمي إليها أبو هريرة رضي الله عنه، ومنهم غامد وزهران، والمالكيون سكان بني مالك جنوب الطائف، والبقوم أو البقميون سكان تربة جنوب شرقي الطائف.
** ** **
[1] في الصفحات التالية: 16 و22 و37 و87 و88 و89 (مرتين) و90 و103 و170 و299 و355 و356 و365 و366. وفي هذه الصفحات ذكر بعض مساهمات كاتب هذه الأسطر، وهناك الكثير مما لم يذكره المؤلف، مكتفيا بالعبارات العامة الكريمة التي تفضل بها، وهي المذكورة هنا في بداية المقالة.
[2] قاري، لطف الله: نشأة العلوم الطبيعية عند العرب والمسلمين في العصر الأموي، الرياض: دار الرفاعي، 1406هـ 1986م.
[3] قاري، لطف الله: إضاءة زوايا جديدة للتقنية العربية الإسلامية، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 1416هـ 1996م.
[4] تخيّل لو أن إنسانا يقرأ عدة مرات في الكتاب أن المشروم أو الفطر يسمى في بلادنا الفقع. فيذهب إلى السُبرماركت، ويأخذ علبة من المشروم من قسم الخضار، ويسأل البائع السعودي في المحل: «بكم هذا الفقع؟». فسيرد عليه البائع بأن اسمه فطر أو مشروم، وأن الفقع شيء مختلف..!!
[5] تحقيق «الأب» أنستاس الكرملي، (القاهرة: المطبعة العصرية، 1939)، مع تعليقات مستفيضة كتبها معاصرون للكرملي، وكشافات، أي فهارس مرتبة على الحروف.
[6] حمارنة، د. نشأت: «ابن الأكفاني ومؤلفاته»، مجلة التراث العربي، العدد 98، السنة 25، الصفحات 197-210.
[7] ومن المواضع الأخرى التي ورد فيها نقل حرفي بنصه من مراجع، دون ذكر المرجع الأصلي: (1)»بعض المصادر التي ذكرت كتاب المستغفري»، ص 114. قائمة المصادر هذه منقولة من مقدمة كتبها السيد محمد مهدي الخرسان لرسالة المستغفري. (2) نص رسالة المستغفري (دون ذكر الطبعة التي ينقل منها)، ص 115، (3) الصفحات 126-135 حول ابن حزم، منقولة حرفيا بنصها من موسوعة ويكيبيديا بالإنترنت، (4)الصفحات 175-177 حول ضياء الدين المقدسي، منقولة حرفيا من ترجمته في «الموسوعة العربية» بقلم د. نور الدين العتر.
[8] أي يذكر اسم المؤلف وعنوان البحث واسم الدورية ورقم العدد والصفحات.
[9] قاري، لطف الله: «الفهرست للنديم»، دورية عالم الكتب، المجلد 33، العددان 3 و4، محرم-ربيع الآخر 1433هـ يناير-أبريل 2012م، ص 337-358.
[10] قاري، لطف الله: تحقيق رسالة «في تحقيق أمر الوباء» لأبي سهل المسيحي، مجلة تاريخ العلوم العربية، جامعة حلب، المجلد 13، ص 5-55. وقد أعيد نشر التحقيق في كتابي «رسالتان في الجغرافيا الطبية وتأثير البيئة، مع دراسة عن تراثنا العلمي حول الموضوع»، سلسلة «رسائل جغرافية»، العدد 305، رمضان 1426هـ أكتوبر 2005، الجمعية الجغرافية الكويتية وقسم الجغرافيا بجامعة الكويت، وأيضاً في كتابي نصوص نادرة من التراث العلمي، القاهرة: مكتبة الإمام البخاري، 1433هـ 2012م.
[11] Dols, Michael W. The Black Death in the Middle East, Princeton University Press, 1977.
- د. لطف الله قاري