د. محسن الشيخ آل حسان ">
اعترف العديد من المحللين العسكريين الغربيين أن الإرهاب صناعة غربية 100%. لكننا لا ننكر أن هناك عوامل وأسباباً ساعدت على انتشار الإرهاب في عالمنا العربي بصورة سريعة ومرعبة ومخيفة. ولا يمكن أن نتجاهل حقيقة مهمة وهي أن الإرهاب ابن طبيعي للفقر والجهل والبطالة والعنوسة وبقية الظواهر السلبية المنتشرة في دولنا العربية مع مزيد من الأسف. وأن المناخ الذي ظهرت فيه هذه الظواهر الإرهابية ارتبط عادة بعصور التخلف الفكري والحضاري والاقتصادي وأن أزمة القهر والاستبداد التي اجتاحت بعض دولنا العربية والإسلامية تتحمل مسئولية كاملة عن تفشي هذه الظواهر التي تسببت في ولادة الإرهاب.
ومع ظهور الثروات النفطية في بعض الدول العربية كان الغرب على استعداد كامل لأن يتغاضى عن كل مبادئه الإنسانية والقيم الأخلاقية من أجل كمية من البترول أو صفقة سلاح عابرة لتشغيل مصانعه التي تتبنى عدة منظمات وعصابات إرهابية تقوم بمذابح تجري هنا وهناك، بل إهدار لحقوق شعوب كثيرة من خلال تدمير واحتلال أراضيها واستباحة خيراتها وحقوقها وتسليمها للآخرين كما حدث لدولتنا العربية الشقيقة «فلسطين» والتي تقع في قلب العالم العربي النابض وسلمتها لدولة إسرائيل... وها هو الغرب اليوم يقوم جاهدا بنفس الاغتصاب لدولنا العربية (سوريا- العراق- اليمن) ليسلمها لإيران.
في كل هذه الجرائم التاريخية ساند الغرب الإرهاب وشجعه بالمال والعتاد والسلاح. لقد أحال الغرب عالمنا العربي اليوم ميداناً للفوضى والصراعات ووضعه فوق بركان ساخن انفجرت منه ثورات أطلق عليها «الربيع العربي» الذي جعل من دولها مناطق تعشعش فيها المنظمات الإرهابية.
إن الواجب يحتم علينا (حكومات وشعوباً) أن نعالج قضية الإرهاب أمنياً، وأن نبحث عن الجذور والأسباب ونقي شبابنا منه.