إبراهيم الطاسان ">
العصف الذهني، نوع من الخيال العلمي، ويتطلب أن يقوم به مجموعة في مواجهة مشكلة ما. وهو تحليلياً عملية ذهنية عامة، ليست مقصورة فقط على من تندرج صفاتهم بين شرائح المجتمع بالمثقفين، فكل فرد يواجه موقف تغيب عنه حلوله، قد يمارس حياله نوع من العصف الذهني من حيث لا يدري، أنه يمارس عملية ذهنية، يقصد بها توليد وإنتاج أفكار وآراء إبداعية لحل مشكلة معينة، أو مستعصية، والإنسان حينما تنتابه مشكلة ما، ولا يعرف أسبابها تنتابه حالة من الهدوء، يصفن أثناءها في حالة غفوة «مابين اليقظة والنوم» وذهنه غارق في أمواج عاصفة من الأفكار تمر أظلتها متجسمة أمامه،كما يمر ظلال الغمام على الأديم أمام متفيئ شجرة في قلب الصحراء، الإنسان في هذه الحالة يمارس نوعاً من «العصف الذهني» المنفرد، يسمى أحلام اليقظة. وبما أنني لست من ضباط العمليات، ولا ضابط خطط عسكرية، ولا أجيد رفع يدي بالتحية العسكرية، وأن كل مهاراتي استعمال الفأس والمنجل. أسندتٌ ظهري إلى جذع نخلة متفيأً ظلها، لأغفو على ما بقي في ذهني من أخبار المساء، وأنا أردد داخلي لك الله يا تعز، يا شبيهة الطائف، أحببتها لشبه بينها وبين مرتع صباي بعد هجر مراتع الطفولة، حلمتٌ في تلك الغفوة حلم يقظة، عادت بي إلى تلك السنوات الجميلة التي مررتٌ بها في سني المراهقة، حيث كنت لاهياً، مأخوذاً بما أشاهده وألقاه من حرية التصرف الشخصي بالطائف بديلاً عن المشي وراء غنيمات أبي، ومنجل الحصاد بيدي، حينما أبدى حينها العم المرحوم الفريق إبراهيم الصالح الطاسان، الذي كان يشغل مركز الأخ الصديق ذو السمات الرفيعة، دمث الطبع، فاضل الأخلاق، الفريق ركن عبدالرحمن صالح البنيان، رئيس هيئة الأركان العامة. رغبته بالتحاقي بالكلية الجوية أو كلية الملك عبدالعزيز الحربية. ولم يكن ذاك هواي، لعصف المراهقة بتفكيري، فتجاوز بي حلم اليقظة مرحلة رفض العرض إلى مرحلة ما بعد أي من الكليتين لو كنت قبلت العرض، ونضوج الفكر والخبرة العسكرية، إلى ممارسة العصف الذهني الإبداعي لإيجاد حلول تخليص تعز من ويلات ميليشيات الحوثي، وبعض عسكر على عبدالله صالح المنتهى الصلاحية الوطنية، تعز الحالمة تحت ظل جبل صبر، بينها وبين طريق إستراتجي يمر بجانبه مجرى يسمى «غيل البركاني» من الطريق يتفرع طريق التربة وذبحان، ويتجه نحو كل من الحديدة والمخا والخوخه حتى ينتهي من سلسلة الجبال إلى فضاء فسيح يتفرع منه باتجاه الغرب الجنوبي إى ألمخا والخوخه على البحر، ويمتد نحو الشمال الغربي محاذياً لسلسة الجبلية تحفه بلدات الجمعة، وحيس، والجراحي، وزبيد، وبيت الفقية، والمعروفية، والحديدة، والمنيرة، والزيدية، والضحي حتى يعانق الحدود السعودية الساحلية، وينحصر فيما بينه وبين البحر قرى كثيرة كالزهرة والصليف... إلخ؛ وكلها لها منافذ على ساحل البحر الأحمر، وحلم اليقظة الذي عصف بي خرجت منه أن كل المنافذ للبلدات والقرى المذكورة الى البحر تمر بفضاء مفتوح، وكل تلك المنافذ صالحة لإبحار مراكب الصيد الصغيرة والمتوسطة، وربما أن هذه المنافذ تغذي المليشيات بالسلاح المتوسط والذخيرة من البحر، أما طافية بواسطة بالونات أو متروكة في جزر صغيرة متناثرة، أو متسللة إلى أي من مرافئ صيد تلك البلدات، ووصولها إلى المليشيات المحاصرة لتعز، سهل جداً حيث إن الأرض منبسطة لا تعوق حركة السيارات أو الدواب فيها رمال ولا جبال، فهي في غالبها أودية وشعاب وأكمات ورمال سطحية، ومزارع متناثرة ، وأشجار برية صالحة لإخفاء ما يمكن إخفاؤه.
تعز مدينة العز، منها وإليها تمتد شرايين الحركة بين الشمال والجنوب، وعزها بمعزتها، وإعزاز مقاوميها بما يعزز موقفهم يعزز أمن محيطها وما وراء المحيط كعدن، والبيضاء وإب، والمخا والخوخه، تحرير تعز صاعقة على الحوثي ومن ولاه ممن باعوا اليمن بموت الضمير، وأنانية الذات، لأن ظني يأخذني بأن جبناء الجبهات المحررة ممن فروا بسلاحهم نحو مجاميع المليشيات القائمة على تدمير البشر والشجر والحجر في تعز.. لك الله يا تعز، تستحقين أن تعلن الحكومة الشرعية والمقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف من أجدلك وغيرك عن جائزة لا تقل عن ثلاث ملايين دولار عن واحد من أي من المخلوع، أو الحوثي، لمن يدلي بمعلومات عن مكان أي منهما، تؤدي للقبض علي أي منهما أو قتله. لك ومن أجلك يا تعز،لم أمارس العصف الذهني، ولا حلمتُ حلم يقظة، إنما مارست ما وفرته لي معرفتي فيك وأكنافك مما حولك.