عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
إن ما يحدث في فلسطين الغالية وخاصة المسجد الأقصى الشريف هذه الأيام أعمال عدوانية إجرامية يندى لها الجبين ونحن عنها غافلون!! أما القوانين والقرارات الأممية والعالمية فإنها تُجير لصالح أعداء هذا الدين القويم من قبل من يعتلون الهيئات والمنظمات الدولية الأممية!! دون الاكتراث والاعتبار للأمة المغلوب على أمرها.. لذلك تُنتهك الحقوق والمواثيق والأعراف وتُنقض العهود من بني يهود - لأنهم يتصفون بصفة الغدر والخيانة، فهم شعب الله المختاركما يعتقدون، ويرون انه ليس لغيرهم الحق في العيش والحياة.
هذا التغلغل ولا شك يريد أن يصل إلى بقاع أخرى كما هي المخططات المرسومة - لدولتهم المزعومة - لا أعانهم الله - حيث يعملون من أجل تحقيق حلمهم المنشود- من النيل إلى الفرات-, وقد قال وزيرالدفاع الصهيوني السابق (موشي دايان) عام 1967م: (لقد استولينا على اورشليم ونحن في طريقنا إلى يثرب وبابل)، فماذا نحن فاعلون نحن المسلمون؟. خاصة إذا كان المستهدف هو الإسلام وأهله.
ألم تر أنهم كانوا وما زالوا يُخططون ويعقدون مؤتمراتهم منذ سنين طويلة لتدمير العالم والقضاء على غير اليهود؟، ولقد تآمروا على كل من يقف ضدهم أو يحول دون تحقيق ما يسعون إليه, فهم أشد عداوة للذين آمنوا كما بين ذلك الله تعالى في كتابه الكريم، وهؤلاء اليهود ومن شابههم يريدون ليُطفئوا نور الله بأفواههم، فقد قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف.
لهذا فإن مواجهة هؤلاء أمر ديني حتمي لا ينكره عاقل وصاحب غيرة على دينه وأمته وأهله وإخوانه المسلمين الذين يُنكل بهم هذا العدو أشد تنكيل في كثير من بلاد المسلمين, فمن لجراحات إخواننا في كل مكان؟ قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلماً في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلماً في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نُصرته) رواه أبوداود...لذلك ينبغي لكل أفراد الأمة الإسلامية أن يعوا ما يخططه لهم أعداؤهم من دمار وضياع واحتلال، حتى لا يؤخذ المؤمن على حين غرة.
فبعض من المسلمين- هداهم الله- إذا لم يكن الحدث المؤلم والواقعة في البلد الذي يعيش فيه فلا يهمه ولسان حاله يقول ذاكشأن داخلي لتلك الدولة وهؤلاء الناس، والمسلمون كلهم إخوان عقيدة ودين واحد، لذلك يجب على الجميع حمل هم هذا الدين. ولنع جميعاً بأن العداوة والمؤامرة تُحاك ويُخطط لها من قبل اليهود لمحاربة الإسلام والمسلمين.
فيجب على أهل هذا الدين القويم أن يستردوا كرامتهم وعزهم ومجدهم ومقدساتهم من المحتل الذي سلبها بلا أدنى حق وشرعية. إذ ليس لليهود قاطبة أدنى حق في فلسطين العزيزة، كما قرر ذلك التاريخ والشواهد والحقائق الدينية والإسلامية والتاريخية والجغرافية، ولكن ربما اجتماع اليهود في هذه الأرض لحكمة إلهية فكما أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق الصدوق بأن المسلم يقتل اليهودي حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي فتعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود. لقد كان لقيام الدولة العبرية في أرض فلسطين العزيزة وانتهاك اليهود لأبسط القيم والأعراف والمبادئ واعتدائهم على الشعب المسلم في فلسطين وما لقيه هذا الشعب الفلسطيني الأبي من قهر وإذلال وتقتيل وتشريد وحروب طاحنة منذ سنوات عديدة، إنما ذلك ولا شك مؤامرات متتالية على الإسلام وأهله في فلسطين وغيرها لأن الأرض المقدسة هي للمسلمين جميعاً وأمانة في أعناقهم كلهم على حد سواء. لذلك فإنه لزاماً علينا أن نعي ما يُحاك ضد الأمة الإسلامية من أعدائها الظالمين المعتدين… ولا شك أن أخوف ما يخافه هؤلاء الأعداء هو خوفهم من الإسلام وأتباعه ومن نفوذه وسيطرته، لقد تآمر اليهود على الإسلام والمسلمين منذ عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي أمر وأوصى عليه الصلاة والسلام قبل وفاته بإخراج اليهود من جزيرة العرب لأنه يخشى على أمته من مكرهم وتآمرهم ضد الإسلام ولربما وجدوا في المستقبل ثغرة بين المسلمين ينفذون منها لتفريق صفوفهم، ولكن الله القوي العزيز لا بد ولا محالة ناصر دينه وعباده الصالحين إذا رجعوا إليه سبحانه وتعالى وصدقوا العزم على نصرته واتباع سنة نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (7) سورة محمد. اللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر أعداءك أعداء الدين.. آمين.