نيويورك - واس:
أكد معالي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير عبد الله ابن يحيى المعلمي أن الغوث والمساعدات الخليجية للشعب اليمني الشقيق ستستمر إلى عشرات السنين في المستقبل، مشيراً إلى وجود أفكار عن إقامة مشروعات تنموية واسعة في اليمن.
جاء ذلك في حديث معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس الأول عقب اختتام اجتماع أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع رؤساء منظمات الإغاثة الإنسانية، مبيناً أن الاجتماع شهد اتفاقاً في الآراء حول جميع النقاط والمبادئ الأساسية بالعمل الإنساني والإغاثي في اليمن والواجب توافرها لحسن تنفيذهم لمهامهم.
وأوضح معاليه أن الهدف من الاجتماع هو التشاور والتباحث والاستماع إلى الأفكار والأطروحات التي يمكن أن تقدم من جانب المنظمات الإنسانية ومراجعة الوضع الإنساني في اليمن والمساعدات التي قدمت حتى الآن والتي بلغت من المملكة العربية السعودية وحدها أكثر من 500 مليون دولار، وهناك مبالغ كبيرة قدمت من دولة الإمارات العربية المتحدة ومن قطر ومن غيرها من الدول.
وبيَّن أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفين أولبراين أعلن أن الأزمة في اليمن هي إحدى الصراعات التي لا تشكو من نقص في التمويل من ناحية العمل الإنساني، وإنما تشكو من الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في إيصال المساعدات إلى المستحقين، وهذه شهادة تحسب لدول مجلس التعاون.
وقال: إنه لا يوجد من يمكن أن يكون أكثر حرصاً على اليمن وأبنائه وشعبه من أشقائه في دول مجلس التعاون، ولن يكون هناك من هو أسرع خطى نحو نجدة الأشقاء اليمنيين من إخوانهم أبناء مجلس التعاون، وسيستمر هذا العمل وسيستمر هذا الغوث ليس فحسب في الوقت الحاضر، وإنما لعشرات السنين إلى الأمام.
وأضاف معاليه أن هناك أفكاراً تتحدث عن إقامة مشروعات تنموية واسعة النطاق في اليمن - بإذن الله - عقب عودة السلطة الشرعية إلى ممارسة مهامها في جميع أنحاء اليمن، ونحن سعداء بالفرصة التي تمت للاستماع إلى المنظمات الإنسانية وتلمس احتياجاتهم وتلمس مطالباتهم، وكانت في معظمها احتياجات تدور حول بعض الأمور الإدارية والتنسيقية والمعلوماتية الواجب توافرها لحسن تنفيذهم لمهامهم, ولم يكن هناك أي خلاف حول المبادئ الأساسية، وكانت الآراء متفقة حول جميع هذه النقاط.
وأوضح أن الاجتماع خصص لبحث الصعوبات التي تكتنف العمل الإغاثي والإنساني في اليمن الشقيق، مشيراً إلى أن هناك بعض الصعوبات التي يتعلق بعضها بالوضع الأمني في اليمن بصفة عامة، وبعضها يتعلق بضعف البنية الأساسية في اليمن منذ ما قبل بدء الصراع، وهناك أسباب إدارية وأسباب تتعلق بالتواصل وتبادل المعلومات والأفكار حول بعض القضايا, وهناك صعوبات سمعنا عنها وأخذنا بها علماً في هذا الاجتماع، وسنسعى - إن شاء الله - إلى معالجتها بشكل سريع.
وقال معالي السفير المعلمي: نحن نعلم أن الحوثيين يعترضون شحنات الإغاثة، وأنهم مؤخراً اعترضوا شحنة مكونة من عشرين شاحنة كانت متوجهة إلى مدينة تعز وسرقوا محتوياتها ووجهوها إلى غير وجهتها الأصلية.
وأضاف قائلاً: هذه من القضايا التي عبّرنا عن قلقنا تجاهها للمنظمات الإنسانية، وبطبيعة الحال المنظمات الإنسانية لا تملك سلاحاً لتفرض نفسها، ولكنها تملك السلطة المعنوية، حيث وعدوا باستخدام هذه السلطة المعنوية في إيصال هذه الرسالة إلى الأطراف الأخرى.
وأشار إلى أن جهود عمال الإغاثة وشجاعتهم وصمودهم في وجه الاستفزازات والمضايقات التي يواجهونها أثناء عملهم في اليمن هي محل تقدير، مبينًا أن قوات التحالف تسعى قدر المستطاع إلى تأمين أكبر قدر ممكن لهم من الحماية حتى يتيسر لهم أن يؤدوا عملهم بنجاح.