خبّئْ نشيجَكَ، في الأيامِ متسعٌ
لكي تعيثَ بسيماكَ التجاعيدُ
واذرُرْ على الجرحِ آمالاً لتُبرِئَه
فالجُرحُ عند اختلاجِ الحُلمِ رِعديدُ
ودلّل الغصْنَ إذْ يمتدُّ في حدَبٍ
ففيه للطيرِ أنفاسٌ أماليدُ
ولا تُخَيّبْ وجوهَ النابضاتِ هوىً
فإنها قد زهاها النايُ والعودُ
***
إني لأسكبُ وجهي بسمةً ورضًا
إذا تمطّتْ عليَّ الأوجهُ السودُ
وكم غفرتُ ذنوبَ الليل! أغفرُها؟
أجلْ، وأيسرُها همٌّ وتسهيدُ
وفي فؤاديَ أعيادٌ مخبّأةٌ
وفي الجوانحِ أعراسٌ وتغريدُ
إذا أطلّ عليّ الحزنُ أُخرِجُها
خضراءَ تزحمُ جنبَيْها المواعيدُ
***
حديقةُ العيدِ تغريني موائدُها
إذْ ينفحُ العبَقُ المذرورُ والعودُ
العيدُ كَرْمةُ عُمرٍ كلّما يبستْ
روحي تدلِّلُها منها عناقيدُ
العيدُ شهقةُ قنديلٍ تراوِدُه
على انطفاءٍ زوايا خيبةٍ سُودُ
شوهاءُ تنهشُ لحمَ الضوءِ كاشرةً
يؤزُّها شَعِثُ الأنفاسِ عربيدُ
العيدُ مزمارُنا الأذكى نبوحُ به
ولم يزلْ يغزلُ النعمى لنا العيدُ
إذا ذَوَينا تنادينا مباسمُه
في كلِّ عامٍ (إلى أرواحِكم عودوا)
عودوا إلى النهرِ، وامتاحوا بشاشتَه
فعن قليلٍ تغنّي لحنَها البيد
- عبدالله بن سليم الرشيد