لم أكن في يوم من الأيام عاشقا لأي نوع من أنواع النشاط الرياضي وأقولها بكل أسف وحسرة ولكن هذا الأمر أبعدني عن التطرف والتحزب والتعصب الرياضي لأي فريق وإن كنت محبا للنادي الفيصلي.. نادي مدينة حرمة العريق الذي أصبح معروفاً ومحترماً ومقدراً في جميع أطراف المملكة المترامية الأطراف نظراً لجديته وتحقيقه للكثير والكثير من بطولاتٍ عجزت عن تحقيقها نواد كبيرة وعريقة ومصروف عليها مبالغ كبيرة، وهذا ليس في ميدان كرة القدم فحسب وإنما في ميادين شتى كثيرة.
هذا النادي الذي طبقت شهرته آفاق بلادنا شرقها وغربها شمالها وجنوبها وأصبحت تهاب سطوته النوادي الكبيرة والعريقة ولد من رحم قرية صغيرة وبين أحضان نخيلها الباسقات، فأصبح ندا لهذه الأشجار المباركة باسقا معذقا نافعا له إسهامات كبيرة وجليلة في جميع الأنشطة الرياضية والاجتماعية في بلده المعطاء، واليوم يحقق الفوز والبطولة على ناد من أكبر وأعرق نوادي المنطقة الغربية من بلادنا (الإتي!) مثل ما حقق قصب السبق في الفوز على أندية كبيرة وعريقة في المنطقة الوسطى والشرقية والشمالية.
لم يخطر في بالي في يوم من الأيام أني سوف أكتب مقالا عن ناد رياضي فهذا ليس ميداني ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه ولكن ما دفعني إلى هذا ما أراه من انتصارات باهرة يحققه هذا النادي المتواضع في إمكاناته ومقره وبلدته الصغيرة الوادعة ولكنها همة وعزائم الرجال وعلى قدرأهل العزم تأتي العزائم ولاسيما ونحن نعيش في أيام الحزم أبو اللزم أبو البطولات والظفر والنصر بإذن الله في كل ميادين سلما وأمنا في الداخل ومضاء وعزيمة وحزما ونصرا في الخارج على الخارجين على القانون والمفسدين في الأرض.
قبل سنوات بعيدة في عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- تقدم نادي الشباب بعرض للنادي الفيصلي لشراء الاسم بمبلغ (عشرين ألف ريال)، وكانت في ذلك الوقت تساوي مليوني ريال فكان جواب مسؤولي نادي الفيصلي: كيف ونحن نضع تاجا مرصعا بالياقوت والألماس فوق هاماتنا أن نضعه عنها!
إن هذا الاسم قد اختير بعناية فائقة فله من اسمه ومن سمي عليه نصيب وحسنا فعلوها وما ندموا.
أبارك هذا الفوز كابن من أبناء حرمة التاريخ حرمة البطولات حرمة المجد والعزة والرفعة وأشد على أيدي القائمين على هذا النادي العملاق والداعمين له لتحقيق مزيد من الانتصارات والبطولات والأمجاد، وليس لي من ذكرى مع هذا النادي إلا إنني أذكر أنه عندما كنا ندرس في المدرسة السعودية الابتدائية بحرمة وكنا في الصفوف الأول منها قيل لنا في يوم من الأيام أننا سوف نذهب عصر ذلك اليوم جماعيا لتنظيف أرضية هذا النادي من الأحجار، وبعد ذلك تم نصب عارضتين خشبيتين في ذلك المكان وأحضرت طابة أو كرة لتبدأ المسيرة والمشوار ولم نكن نعرف الكورة ولا شكلها قبل ذلك بل كان لنا ألعاب شعبية للتسلية والترفيه وقضاء وقت الفراغ مثل الكعابة وعضيم ساري والركض.. الخ.
سقى الله تلك الأيام وجزى الله القائمين على هذا النادي وداعميه كل خير وإلى مزيد من البطولات والانتصارات فنحن أحوج ما نكون لرفع الروح المعنوية وقضاء بعض أوقات الفراغ فيما يجدي وشكرا للنادي الفيصلي البطل لإسهاماته وأنشطته في إعلاء اسم بلدة حرمة منبعه وحاضنته عاليا خفاقا كعلم المملكة العربية السعودية ويدها الممدودة دائما بالحب والخير والمودة والعطاء للجميع في جميع أقطار العالم بلا استثناء. وأخيرا ها أنذا أكتب في ميدان ليس ميداني ومجال من المجالات التي لا تستهويني ولكنها الصدف والأقدار الجميلة، فشكرا لك يانادينا العزيز ياريال مدريد السعودية فقد تابعت نفخ الروح الرياضية في من ليس لديهم النزر اليسير منها محبة ووفاء وقبلة حارة أطبعها على جبين كل لاعب ومدرب ومساهم بالعطاء، فهذه هي السعودية دائما تقدم ورفعة ومحبة وعطاء.. أمجاد يا فيصلي ويا سعوديتي أمجاد.
خاتمة:
بودي لو كتبت أسطرا قليلة عن المنتخب الوطني الذي مثلما لمع نجمه فجأة بطريقة السلق المستعمل وغير المدروس ومات في مهده فمحبتي لوطني تقودني لحب الوطن وتشجيعه ولو لم أكن أملك روحا رياضية، ولكن هذا المنتخب مثلما لمع نجمه بسرعة خفت أيضا بأسرع من ذلك نتيجة لعدم التخطيط المدروس جيدا والمتأني والبعد عن الولاء والتحزب والتقوقع خلف الأندية الكبيرة العتيقة، وعسى أن يعاد بعث المنتخب وإعادة هيكلته وبنائه بقوة تليق بمكانة المملكة في العالم العربي والإسلامي والعربي فللملكة اليوم مكانة محترمة وقوية بنتها على مدى عقود من التسامح والتعاون ومد يد العون والمحبة للجميع.
- عثمان بن عبدالمحسن آل عبدالكريم المعمر