في التحدي الآسيوي حضر إلى الرياض فريقان ليقابلا الهلال، الاتحاد الآسيوي بقراراته وتحكيمه والأهلي الإماراتي ، الهلال وبذات التكتيك وبذات النسق يواجه كوزمن الداهية، كوزمن يضرب نقاط القوى بالهلال بالالتحامات الجســــدية والضغط على مفاتيح اللعب وإغلاق المساحات والخطوط الخلفية من المحور بدفاع متقدم، وإغلاق العمق وإجبار الهلال على الأطراف، الترسنة الأهلاوية قطعت خطوط الإمداد الهلالية، استطاع دونيس خلخلة بعض أجزاء رجالات كوزمن وبضربات جزاء ثلاث يراها الأعمى قبل البصير، وتبديد ضربة جزاء كانت كافية لإنهاء الكابوس في استاد الملك فهد، ليعود الهلال بخسارة شوط أول بتعادل إيجابي وبحسابات جديدة بظني سيعمل عليها ويعيد دراسة ما حدث، ولمَ حدث وكيف يمكن أن لا يحدث.
الجمهور الهلالي كان العلامة الفارقة من أول المباراة إلى آخر لحظة فيها ، وكان لزاماً على الكتيبة الهلالية أن تكافئ الجمهور الذي ملأ أركان إستاد الملك فهد، فصنعوا من التيفو أجمل حلة له حتى تغزلت به آسيا بأكملها ، وما شاهدناه كان العكس، فأفراد من الهلال يحتاجون مراجعة ثقتهم الزائدة، فقد كانت هنالك سقطات لا يمكن أن تعوض بل كادت أن تكون نهاية مبكرة للخروج من آسيا.
أحمد شراحيلي بديل ديقاو أعدّه دونيس قبل لقاء الأهلي بأربعة أيام بعد أن تجاوز ديقاو فأخطأ، فكان قرار الاتحاد الآسيوي له بالحرمان وبالمرصاد ، رعونة ديقاو لم يكن لها داع، وعدم ضبط الذات جعل الهلال وجماهيره يرتبكون، لكن أحمد شراحيلي كان صمام الأمان بعد الله والذي أعاد الثقة ليقارع الأهلي.
الاتحاد الآسيوي بقرار غريب وبتوقيت أغرب يصدر قراراً ويخاطب الهلال بوقت قياسي جديد يحققه وينافس به الاتحادات القارية الأخرى، وقبل المباراة بأقل من 24 ساعة، يصدر قراره المربك لأي فريق، مما جعل قراره الصحيح الذي اتخذ بوقت غير صحيح، قراراً خاطئاً لا يحمل معه احترافية في اتخاذه ، حتى قال القاصي قبل الداني يا ليتهم صمتوا.
بقي السؤال الذي يعاد بعد كل لقاء آسيوي للأندية السعودية..
ماذا يريد الاتحاد الآسيوي من الأندية السعودية ومن اتحاد القدم السعودي أن يقدموه ليستحقوا بعدها رضاهم ويخطبوا ودهم كما يفعل اتحاد إيران وغيرها، لمَ كل هذا التباين بالقرارات والعقوبات والأخطاء التحكيمية ، لمَ لا نشاهدها بالخطأ وبالحظ إلا مع الهلال والأندية السعودية فقط؟
هل هو بسبب ضعف اتحاده الهزيل بمواقفه ووقفته اتجاه التجاوزات ضد أندية الوطن وخاصة الهلال ؟!
أم بسبب أن هنالك طقوساً وسراديب يجهلها اتحادنا وغابت عن معرفتهم، لتكون أندية الوطن هي المصفوعة دائماً وليرضوا بصفعتها المدلل الذي يواجههم؟..
جماهير الهلال ، ما حدث في لقاء الأهلي الإماراتي أصبح تاريخاً يراجع ليستفاد من أخطائه ، ليصحح في مستقبله وفي شوطه الثاني الذي يحتاج انضباطية لاعبين وتكتيكاً غير اعتيادي وتهيئة نفسية وشجاعة وقتالية ، ليعود الهلال بعد ذلك من الإمارات متأهلاً بإذن الله للمباراة النهائية.
وقبل الختام قبلة على رأس جميع من حضر بالمدرج الهلالي كنتم أسعد ما وجدنا بالمباراة فحضوركم الأغر وتشجيعكم المتواصل كان عنوان سعادتنا الذي اتفقنا عليه جميعنا فقط.
- محمد الموسى