عثمان بن حمد أباالخيل ">
في حياتنا المعاصرة الكثير والكثير من الخيارات التي تحتاج الي التروي والتعمق ومعرفة الأفضل والأصلح، والتفريق بين الأهم قبل المهم، وهذا ما جاء في كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية لكوفي، وقبل هذا ما جاء في ديننا الاسلامي السمح. من اصعب الأوقات المفاضلة بين الخيارات وترتيب الأولويات التي هي وضع المتاح للإنسان في ترتيب معين حسب أهميتها. بالتأكيد هذا الترتيب له نتائج واضحة وجلية تؤثر سلباً أو إيجاباً على حياتك وعلى حياة من حولك، ومن الطبيعي لكل مرحلة عمرية أولوية تختلف عن الأخرى اختلافا ربما كلياً.
ترتبت الأولويات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه. الكثير من الناس يعانون في ترتيب الاولويات في حياتهم مما يؤثر على وضعهم النفسي والاجتماعي فهم لا يعرفون أين يتجهون، مما تفقدنا جزءا كبيرا من وقتنا وتحملنا أعباء جديدة تزيد من تخبطنا وتشتتنا لا نعرف من أين نبدأ. وفي رأيي ان ترتيبنا للأولويات ليس مجرد شعارات وإنما هو حل عملي يخرجنا من مآزق كثيرة قد نقع فيها نتيجة للفوضى الكبيرة وما تخلقه من تعقيدات وعراقيل تسهم بشكل كبير في تغيير مجرى حياتنا وهنا اقول: «أعيدوا النّظر بأولويّاتكم».
إن ترتيب الأولويات على المستوى الشخصي مهم جداً وعلى رب الاسرة انْ يوضح لعائلته كيفية ترتيب الأولويات وما هي النتائج التي سوف تًغيّر الوضع. ويؤمن بالسؤال لماذا نرتب أولوياتنا.؟ ولماذا يجب علينا انْ نضبط بوصلة حياتنا في الاتجاه الصحيح والتأكد من النتائج اولا بأول ولا ننتظر للنهاية. ومن الضروري فالوقوف والتأمل وإعادة الحسابات للأولويات وترتيب سلم أولوياتنا الحياتية؟ ومن الطبيعي أن نواجه هذا السؤال كيف نُرتّب سلّم أولويّاتنا؟ وما هي الأولويّات؟ هذا يحتاج الى حكمة وترو ودراية إذا أراد الانسان فعلاً أن يستثمر وقته بالأصلح. ونبتعد عن التخبط وعدم ترك الحبل على الغارب؟ والغارب من البعير: ما بين السنام والعنق، وهو الذي يلقى عليه خطام البعير إذا أرسل ليرعى حيث شاء.
وترتيب الأولويات يُطبق في شتى مناحي الحياة في البيت والجامعة والمدرسة ومكان العمل وبين الاصدقاء في السفر وتفاصيل الحياة والمزيد وهذا على المستوى الشخصي، وهناك مستويات اخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية ورياضية والتعليمية والثقافية واخرى. وترتيب الأولويات تحتاج الى مهارات شخصية وبعد نظر والاختيار الصحيح والنتيجة بإذن الله تكون النجاح. اقتبس (لا أخجل من أخطائي لكوني مصنفا ضمن البشر ولكن أخجل أن أكررها وأدعي بأنها فعل القدر).
ما ينقص بعضنا هي تحديد ماذا يريد؟ وكيف يرتب الأولويات المتاحة؟ وكيف يختار الاصلح ويفكر في الأهم قبل المهم. حياتنا حُبلى بالخيارات والمفارقات على المستوى الشخصي وما على الإنسان أنْ يقرر ماذا يريد وإذا عجز عن ذلك عليه انْ يستشير فما خاب من استشار. وفي الختام ترتيب الألويات وإدارة الوقت السبيل الوحيد للنجاح والصعود على سلم النجاح يحتاج الى تحديد ماذا أريد؟ وكيف أبدأ؟ ومن أين أبدأ؟ في حديث رتب النبي- صلى الله عليه وسلم- الأولويات في النفقة فقال: «ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، أُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ». (النسائي وصححه الألباني).