أحمد بن عبدالرحمن الجبير
في ظل تعقيدات الحياة وتشابكها، أصبحت مؤسسات المجتمع المدني مساهماً رئيساً في تعزيز دورة الإدارة الحكومية، وخططها وتوجهاتها التنموية، من خلال الشراكة في الأعمال الإيجابية ومنظومة الحقوق والرقابة والمساءلة، لأن تعقيدات الحياة وتشعُّبها تفترض بأن لا تكون الحكومات وحدها المسؤولة عن كل شيء، بل يتحمَّل المجتمع ومؤسساته جانباً من المسؤولية من خلال عاملين، وهما أولاً نشر الوعي الحقوقي، والمساهمة في إشاعة ثقافة المساءلة والرقابة، وثانياً تقديم الدعم لجميع القطاعات الحكومية، والخاصة.
ومؤسسة «سعفة» واحدة من مؤسسات المجتمع المدني المعنية بتطبيقات معايير الشفافية والنزاهة، وهي تسعى جاهدة لأن تكون من الناحية العملية بمثابة مرجع وطني للمعرفة، والخبرة في المواضيع المتعلقة بالشفافية والنزاهة، ولدى مؤسسة «سعفة» جائزة سنوية تُمنح للمؤسسات التي تعمل على ترسيخ وتأصيل قيم الشفافية والنزاهة والعدالة، والقيم الفضيلة والأخلاق الحميدة في المجتمع.
وتمنح «سعفة» جائزة الشفافية والقدوة الحسنة للشركات، والمؤسسات العاملة في القطاعين العام والخاص التي تسعى إلى تعميق العدل والشفافية والنزاهة، وتظهر ممارسات مسؤولة في عالم الأعمال، وتتصرف على نحو يجعلها قدوة حسنة يتبعها الآخرون، وتهدف إلى تحفيز الهيئات الحكومية والأهلية على التميُّز والإبداع في العمل الاجتماعي، وإسهاماتهم المشرفة، والإيجابية في المجالات الاجتماعية والإنسانية.
إن هذه الجائزة لها أثر كبير في تحقيق الأهداف التي تسعى مؤسسة «سعفة» إلى تحقيقها، حيث يُعتبر منح الجائزة تفعيلاً للشفافية، والعدالة والنزاهة والقيم الفضيلة، والأخلاق الحميدة، ومن أهم أسباب منح الجائزة العمل على مكافحة الفساد، والحد من التصرف في المال العام، وتطوير المؤسسة القضائية ونشر ثقافة الحوار الوطني للوصول إلى مراتب الشفافية، وإلى فهم حقوق وواجبات المواطنة.
ولا بد أن يكون الفائز بجائزة مؤسسة «سعفة» متمتعاً بالقدرة على أن يكون قدوة حسنة، وأن يشجع الآخرين على التمسك بمبادئ السلوك الأخلاقي القويم، والأخلاق الحميدة، حيث سيكون للجائزة أثر كبير على الجميع، وتكون في خدمة المواطن والوطن والصالح العام، لأن تعزيز قيم الشفافية والنزاهة والعدالة في المجتمع السعودي أمر واجب.
وتُعتبر مؤسسة «سعفة» من المؤسسات المدنية الوسيطة بين الدولة - أعزها الله - والمواطن والمجتمع، وتقوم بأدوار وأهداف تدعمها الحكومة، والقطاع الخاص، وهي جزء رئيس من صلب رسالة الإسلام القائمة على العدل والتعاون، والبذل ونظافة اليد، حيث قال عنها الأمير تركي بن عبد الله رئيس مجلس الإدارة، إن لجنة منح جائزة «سعفة» مكونة من كفاءات سعودية مؤهلة تتخذ قراراتها بالحيادية والاستقلالية لترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية والعدل.
وتسعى مؤسسة «سعفة» عبر جائزتها السنوية إلى إبراز الأدوار المضيئة للمملكة في مجال الشفافية والنزاهة، لجعلها قدوة للآخرين في الاستفادة منها والحرص عليها، حيث يرى الأمير تركي بن عبد الله أن تحقيق الكثير من التقدم يمكن أن يتم عبر تطوير أنظمة الشفافية والنزاهة والعدالة ذات العلاقة بالشأن العام والمواطن، بحيث تكون شفافة وتفصيلية.
ونأمل من مؤسسة «سعفة» وعبر مؤتمر سنوي إصدار تقرير سنوي تظهر فيه حجم المؤسسات الملتزمة بقيم الشفافية والعدالة وحجم المؤسسات التي لم تتعاون في هذا المجال وتقديم رؤى ومبادرات وطنية جديدة ومتميزة، والتركيز على الرقابة الداخلية والنظام المحاسبي، والمالي، والحد من التصرّف في المال العام، لأجل دعم حقوق وواجبات المواطنة.
وعلى المواطن والمجتمع تحمُّل المسؤولية حتى يستمر المجتمع في مساره الصحيح، والقضاء على أية ممارسات مالية غير صحيحة، وأي محسوبية لتحقيق العدالة، والنمو المتميز للمجتمع المدني، فالاستثمار في مؤسسات المجتمع المدني قد لا يتاح، أو لا يجدي غدًا، فلماذا الإبطاء والتأخير ونحن بحاجة ماسّة لمؤسسات مجتمع مدني مماثلة، وفي قطاعات متنوعة.