ها هو اليوم الوطني الخامس والثمانون يطل علينا في خضم ظروف دولية حساسة ونحن ولله الحمد نعيش في رخاء ونماء تحت ظل قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظهما الله» لنستذكر من خلال هذا الحدث التاريخي المهم العبر والدروس وليظل الأول من الميزان من عام 1352هـ يومًا محفورًا في ذاكرة التاريخ منقوشًا في فكر ووجدان الوطن والمواطن السعودي ككل كيف لا ويومنا الوطني المجيد الذي وحد فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- شتات هذا الكيان العظيم تحت راية الدين الذي هو أساس قيام هذه الدولة وأحال ما تعيشه البلاد من فرقة وتناحر إلى وحدة وانصهار كامل منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا وهو ما سار عليه أبناؤه البررة من بعده وها هي بلادنا وهي تعيش ذكرى اليوم الوطني الخامس والثمانون تلك الذكرى العطرة ليجب علينا أن نستلهم منها أزهى معاني الوفاء كي تكون نبراسًا تقتدي به أجيالنا المقبلة وتعي فيها الأجيال قصة أمانة القيادة... ووفاء الشعب مستلهمين منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز -رحمه الله- الذي استطاع بفضل الله أولاً وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يعيد مجرى التاريخ ناقلاً بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته وثوابته الدينية التي لا حياد عنها.
إن في حياة الأمم والشعوب أيامًا يجب أن تدرس لعل يومنا الوطني أحدها فهو بحد ذاته تاريخ بأكمله يجسد مسيرة جهادية طويلة خاضها البطل الموحد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ومعه أبطال مجاهدون نذروا أنفسهم للدفاع عن الدين هم الآباء والأجداد -رحمهم الله جميعًا- في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده.
فاليوم الوطني يعد مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجًا وأسلوب حياة حتى أضحت قبلة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كما أولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها وبذلت كل ما من شأنه الرقي بها وصيانتها والعنايـة الفائقة بها كيف لا وهي قبلة المسلمين.
ولعل توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لهو تجربة فريدة لتعد أحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم وإبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف كذلك بعلاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادئ حقوق الإنسان في أسمى معانيه ومن هذا العيد الوطني لعلها فرصة ثمينة أن نغرس في نفوس النشء أسمى معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة فيشعروا بالفخر والعزة ونغرس في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى أساسها المتين الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وكي نعمّق في نفوس الشباب معاني الحس الوطني والانتماء لهذه الأمة حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك.
وفي حاضرنا الزاهي الحالي دأبت حكومة المملكة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الأمة والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة وعنايتها بتشجيع البحث العلمي وصيانة التراث الإسلامي والعربي وإسهامها في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية وشيدت لذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم ما جعل المملكة العربية السعودية تحقق سبقًا في كل المجالات التعليمية منها والصحية والأمنية، فلقد شهدت المملكة نهضة كبرى أضحت مضرب المثل آخذة بأسباب التقنية الحديثة في كل المجالات.
فليحفظ الله هذه البلاد وقيادتها وشعبها كما يجب علينا لزامًا نحن أن نكون صفًا واحدًا خلف قيادتنا خصوصًا بتلك الظروف التي تمر بها بلادنا داخليًا من خلال مواجهة تلك الفئة الباغية التي تريد بنا الشر وخارجيًا فيما يحيط ببلادنا من فتن حمانا الله وبلادنا منها أنه القادر على ذلك وحده.
والله الهادئ لسواء السبيل.
سلطان مناجي المغيري - إعلامي
sultan_mugairi@