قرأت في جريدتنا المفضلة (الجزيرة) عدد يوم الجمعة 4-12-1436هـ صفحة 40 مقالة بعنوان (قبل فوات الأوان) للدكتور عبد الله بن محمد الطريقي، تكلم فيها عن مشكلة تستحق الكثير من الدراسة والبحث الجاد قبل تفاقمها، وقد فكرت بها كثيراً قبل كتابة الدكتور عنها، وقد أثارها ورأى أن يتم حلها قبل سقوط الفأس بالرأس، وقبل أن تعود علينا مشكلة سيول جدة مرة أخرى، وما هي عنا ببعيد.
وهذه المشكلة موضوع الكتابة قد تكون أعظم ضرراً وبائياً، نظراً لأن ماء الصرف الصحي يدخل في بيوت المواطنين بدلاً من خروجه منها، وهذه المشكلة هي قيام الكثير من المواطنين والمقيمين الملاك والمستأجرين بتصريف ماء البيوت والأسطح والأحواش على غرف تصريف الصرف الصحي (المجاري)، وعند تكاثر هطول الأمطار المفاجئ فإنها موجهة جميعها على مجرى الصرف الصحي الذي لا يستوعبها حتماً، وإنما صمم لاستيعاب الخارج من الحمامات والمطابخ وغسيل الثياب.
أما الأمطار فلها مصرف خاص وهو مجرى السيول، وهو مجرى عظيم يناسب السيول الكثيرة، ولكن خوف الساكنين من دفع الغرامة عند خروج الماء للشارع أوصلهم إلى هذا الحل السيىء، حيث يتسبب بالإسراف بالماء وهو ثروة عظيمة غالية، ويتسبب في رجوع الماء إلى البيوت المنخفضة لعدم استيعاب مجرى الصرف الصحي للسيول، وهذا الماء إذا رجع للبيوت ليس صحياً وإنما يحمل أنواع البكتيريا والقاذروات والسموم والأمراض.
وقد أشار الدكتور الطريقي إلى أن حل هذه المشكلة قبل وقوعها متحتم، بل قد ذكر أنها قد حصلت في بعض الأحياء وخرج الماء على الساكنين من دورة المياه، وذكر أن هذا قبل تفاقم ظاهرة صرف المياه على مجاري الصرف الصحي فما بالك لو هطلت الأمطار بكثافة واستمرت ردحاً من الزمن فماذا يكون؟ هنا تظهر الكارثة وتكون المشكلة واضحة للعيان فماذا عملت وزارة المياه ووزارة البلديات وشركة المياه الوطنية ومصالح المياه والجهات ذات الاختصاص؟
ناصر المحاربي - الرياض