مندل عبدالله القباع ">
سخرت الدولة وأجهزتها الإمكانات بجميع قطاعاتها العسكرية الأمنية والمدنية والمستشفيات وهيئة الهلال الأحمر والخدمات البلدية والاتصالات اللاسلكية وجميع تقنياتها وتبذل المليارات على مدار حكم الدولة السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - عليه شآبيب الرحمة والمغفرة - ومؤسس الدولة السعودية الثالثة عام 1319هـ وموحد هذا الكيان عام 1351هـ حيث كان همه وشغله الشاغل خدمة الحجيج من كل فج عميق.
وقد سار حكام هذه الدولة على هذا النهج والمسار الإسلامي الصحيح حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - متعه الله بالصحة والعافية - فكم صرف من المليارات والمليارات في توسعة الحرمين الشريفين حرم مكة المكرمة الشريف وحرم المدينة المنورة مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي يشهد لهذا جميع مسلمي العالم الذين تجاوز عددهم المليار ونصف مسلم، ويشهد على هذا القاصي قبل الداني يشاهدونه ويلمسونه على الواقع عند أدائهم مناسك العمرة والحج، فكم طرق أُنشئت وكم جسور بنيت وكم شوارع شقت بين الجبال الشاهقة، كل هذا من أجل أن يؤدي الحاج والمعتمر مناسكه بيسر وسهولة والعمل مستمر على مدار العام ليلاً ونهاراً من قبل آلاف العمال يعملون ويبذلون كل ما يستطيعون من عمل بموجب خطط وخرائط هندسية على أحدث المواصفات والمقاييس من أجل خدمة الحجيج والمعتمرين ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة ودون مشقة أو تعب، فنحن - ولله الحمد - لسنا بحاجة إلى من يقوم خطط الحج، فهناك رجال أشاوس بدءاً من خادم الحرمين الشريفين الذي تشرف بحمل هذا الاسم خدمة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة ورجاله المخلصين. ومن مات من الحجاج ندعو لهم بالمغفرة والرحمة وأن يشفي الله المصابين منهم.
ومن قال: إن السعودية ارتكبت أخطاء أمنية نتجت عنها هذه الوفيات والإصابات بدون حيثيات أو آراء قاطعة وحاسمة ونسوا أو تناسوا أن هناك من قام بحمل السكاكين والسواطير ليقتلوا بعض رجال الأمن وبعض الحجيج ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتفجير نفق المعيصم، فالتاريخ شاهد على ذلك، فهم قاموا بهذه الفعلة في أطهر بقاع العالم (مكة المكرمة) التي هيأت الحكومة السعودية كل إمكاناتها البشرية والمادية والمالية لخدمة الحجيج، فابدأوا بإصلاح حكوماتكم وشعوبكم فكلامكم واتهامكم لا يحرك ساكناً لأن الدولة السعودية سايرة في الطريق الصحيح لخدمة الحجيج والمعتمرين دون منة أو أذى إنما خدمة للأراضي المقدسة، وهذا فخر وعزة لها، فشعوبكم يفضلون الهجرة إلى أوروبا وغيرها من الدول وينفذون بأنفسهم من أجل العيش الحر والخوف من الاعتقالات تاركين أرضهم ومجتمعهم من الضيم الذي حصل ووقع لهم وهروبهم من الاعتقالات والسجون كما هو حاصل الآن.
والدولة السعودية التي - أعزها الله - بالإسلام والعقيدة الصحيحة وتمسكها بالكتاب والسنة وأنه لا حج إلا إلى مكة المكرمة كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وفسره ووضحه نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي قال: (خذوا عني مناسككم).
ليس هناك حج ولا مزارات أخرى والتي لم ينزل الله لها بسلطان سواء مكة المكرمة أو زيارة مسجد نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وليس هناك أماكن مقدسة سواهما.
فكيف تتهمون السعودية بأنها ارتكبت أخطاء أمنية والذي كان السبب في موت وإصابة بعض الحجيج قدراً من الله ونتيجة لخطأ حصل بالتدافع والتزاحم، وسوف يثبت التحقيق في هذه الواقعة كل شيء ولن تخفي الدولة أي صغيرة ولا كبيرة في هذا الموقف إلا سوف توضحه وتوضح ما حدث في هذا الموقف وملابساته فنحن - ولله الحمد - لسنا بحاجة إلى تدخل بعض الدول الإسلامية للمساهمة والمساعدة في تنظيم الحجيج والمعتمرين لأننا نعتمد على الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء ثم على إمكاناتنا المادية والفنية والبشرية وعلى سواعد أبنائنا ورجالنا الأشاوس الذين يتشرفون بهذه الخدمة وأخيراً نقول كما قال قائد مسيرتنا الملك سلمان: (تطوير الحج لن يتوقف بهذه الأحداث). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.