رشاد بن سعيد هارون ">
يحتفي العالم في اليوم الأول من شهر أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمسنين، وهي مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على هذه الشريحة الاجتماعية المهمة، وكذلك تذكير المجتمع باحتياجاتها وواجباته تجاه قضاياها.
ويتم التوقف في هذا اليوم للتأكيد بأن المسن عنصر فعال في المجتمع، مشارك بجهده وتجاربه التي يمكن أن تشكل نبراسًا يهتدي به الجيل الصاعد من الشباب، فلم يعد مفهوم المسن التقليدي الذي تحاصره الأمراض وأزمات ما بعد التقاعد ويستسلم ويعتزل المشاركة شائعًا كما كان الحال من قبل، وذلك بفضل برامج التوعية بأهمية الرعاية الصحية والوقائية والعلاجية للمسنين وإتاحة فرص المشاركة في كافة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والمناسبات العامة بما يشعره بأنه ما زال صاحب عطاء ونشاط يعزز ثقته بنفسه وبقدراته.
وقد كانت المملكة العربية السعودية سباقة للعديد من الدول في توفير الرعاية اللازمة لهذه الفئة والاهتمام بقضاياهم عبر أجهزتها ومؤسساتها المختلفة انطلاقًا من ديننا الحنيف الذي أوصانا باحترامهم وتكريمهم وتوفير أقصى سبل الرعاية لهم.
نحن في مركز الملك سلمان الاجتماعي نعتز بأن ننال شرف خدمة هذه الفئة الغالية على مجتمعنا، حيث يسعى مجلس الإدارة برئاسة معالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم وجهود سمو نائبه الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، لتوفير كافة وسائل الرعاية الاجتماعية والصحية للمسنين عبر المرافق والتجهيزات التي يجري العمل على تجديدها وتحديثها بشكل كامل في القسمين الرجالي والنسائي بالمركز، فضلاً عن مشاركة المركز في تأسيس أحدث مركز لتقديم الرعاية الصحية للمسنين وذوي الأمراض المزمنة في الشرق الأوسط وهو (مستشفى واحة الرياض للرعاية الصحية)، كامتداد طبيعي لدور المركز تجاه كبار السن.
إننا نتطلع إلى تضافر كافة الجهود الرسمية والأهلية في مجتمعنا لزيادة العناية بالمسنين وإيجاد الاهتمام الأكثر ويكون هناك تكريم مستمر لهذه الشريحة، لا أن يكون مجرد يوم احتفالي عابر للتذكر، تكريم يتجسد في العمل على تأسيس مراكز الرعاية النهارية والمرافق الصحية التي تعمل على معالجة المشكلات المزمنة التي تعتري هذه المرحلة العمرية، والنظر إلى أوضاعهم واحتياجاتهم عند التخطيط للمدن والإنشاءات بصفة عامة.
ومن جانب آخر نأمل في تعزيز قيم البر بين أفراد المجتمع، فخدمة الكبار حق ودين في أعناق الشباب للوفاء به، وهو حق مكفول لشريحة أفنت عمرها وقدمت الكثير لمجتمعها في وقت قوتها وعنفوانها، فمن النكران والجحود أن نتخلى عنها وقت ضعفها.
- مدير عام مركز الملك سلمان الاجتماعي