إن للمشي فوائد عديدة.. ومعرفة الإنسان بها تشجعه على مزاولة رياضة المشي وجعلها جزءًا من الروتين اليومي..
وفيما يلي بعض من فوائد المشي:
أولاً: تقليل دهون الجسم:
كثير منا يعتقد بأننا نتجاوز الوزن الطبيعي للجسم بكثير، ولكن هذه ليست ذات أهمية إذا ما عرفنا أن المشكلة الكبرى هي زيادة نسبة الدهون في أجسامنا التي لا تظهر على أشكال أجسامنا، وهذه لها علاقة كبيرة مع بعض أمراض القلب والسكري وضغط الدم المرتفع وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم والسرطان وآلام المفاصل والروماتيزم وغيرها من الأمراض. والمشي الرياضي يساعد في تقليل نسبة الدهون في الجسم، وبخطوات بسيطة جدًا يمكن للجسم أن يحرق تقريبًا (60) سعرًا حراريًا لكل ميل مقارنة باحتراق السعرات الحرارية في الحالة الطبيعية للجسم، ولكن إذا ما زاد الإنسان سرعته وخطوته بمعدل (2.5) ميل في (30) دقيقة فإن الجسم سوف يحرق (200) سعر حراري.
ثانيًا: خفض معدل نبض القلب أثناء الراحة:
يُعد معدل نبض القلب أثناء الراحة في الدقيقة (عدد ضربات القلب) المؤشر لصحة ودقة عمل القلب، حيث كلما حصل الإنسان على لياقة أثناء مزاولة برنامج المشي الرياضي تحسن عمل القلب في دفع كمية أكبر من الدم بأقل عدد من ضربات للقلب.
ثالثًا: خفض مستوى الكولسترول في الدم:
ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم يسبب الإصابة بمرض التصلب أو الانسداد الشرياني والكولسترول مادة دهنية تترسب على الجدار الداخلي للشرايين والأوعية الدموية وخصوصًا الشريان التاجي الذين يغذي القلب مما يسبب بعد مرور الزمن ضيق الشريان بالتصلب ووصول كميات قليلة من الدم إلى القلب، وفي حالات متقدّمة للإصابة يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم نهائيًا إلى القلب مما بسبب السكتة القلبية.
وعند مزاولة برنامج المشي الرياضي وباتباع نظام غذائي خالٍ من الدهون والكولسترول يضمن الإنسان - بإذن الله - خفض عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب وذلك بخفض مستوى الكولسترول الكلي وكذلك مستوى الكولسترول الضار الذي يكون مسؤولاً عن انسداد الشرايين والأوعية الدموية، إضافة إلى ذلك يعمل المشي الرياضي على زيادة مستوى الكولسترول المفيد.
رابعًا: خفض ضغط الدم:
ارتفاع ضغط الدم من العوامل الرئيسة للإصابة بأمراض القلب وكذلك السكتة الدماغية المفاجئة ويؤكد العلماء والخبراء أن مزاولة المشي الرياضي بانتظام يساعد الإنسان على خفض ضغط الدم في الأوعية الدموية والشرايين وكذلك يقلل من حاجة الإنسان المصاب بارتفاع ضغط الدم إلى استخدام الأدوية والعقاقير التي تساعد في خفض معدلات ضغط الدم.
خامسًا: التمثيل الغذائي:
التمثيل الغذائي عبارة عن معدل احتراق السعرات الحرارية المخزونة في الجسم التي تأتي من تناول الأغذية اليومية، ويؤكد العلماء والخبراء بأنه كلما تميز الإنسان بالسمنة وزيادة الوزن واجه الصعوبات في إنقاص الوزن وذلك لوجود الأنسجة الدهنية التي تتميز بقلة نشاطها خلال التمثيل الغذائي، حيث كلما زادت معدلات الدهون في العضلات كان معدل التمثيل الغذائي في الجسم بطيئًا. وعند اتباع برنامج المشي الرياضي يحصل الإنسان على معدلات التمثيل الغذائي أكثر وأكثر من الإنسان العادي الذي لا يزاول المشي الرياضي وحتى بعد ساعتين من أداء برنامج المشي وذلك بحرق السعرات الحرارية المخزونة في الجسم.
سادسًا: كثافة وصلابة العظام:
كلما كبر وتقدم العمر بالإنسان قلّت قدرة العظام لديه على امتصاص الكالسيوم وقلّ بناء العظام وتعرض للإصابات. يؤكد العلماء أن (25 في المائة) من العالم يعانون من مرض التهاب العظام ويسمى (تحجر العظام) مما يؤدي إلى كسور خطيرة جدًا وخصوصًا مع كبار السن. وكذلك ينادي بعض العلماء بتناول الكالسيوم إضافة إلى المواد الغذائية للحصول على صلابة العظام، إلا أن معظم العلماء يعتقدون ويؤكدون أن هذا لا يتأتى إلا عن طريق مزاولة المشي الرياضي الذي يحصل الإنسان معه على كثافة وصلابة العظام ووقايتها من الأمراض والضعف عند الكبر.
الفوائد البدنية للمشي
إضافة إلى الفوائد الصحية لمزاولة المشي الرياضي يعمل المشي الرياضي على تحسين عناصر اللياقة البدنية لدى الإنسان مما يشعره بأنه الأفضل والأحسن.
- زيادة القوة العضلية: الأنشطة البدنية مثل المشي الرياضي تعمل على زيادة قدرة العضلات على بناء الألياف العضلية وتحد من تعرضها للإصابة ومن خلال بناء الألياف العضلية فإنها تبقى أكثر صلابة وسمكًا في مساعدة العضلات للوقاية من الإصابات وتعمل على أداء الأعمال اليومية بسهولة أكثر.
- النغمة العضلية: مزاولة المشي الرياضي تعمل على تقوية العضلات الضعيفة وكذلك المترهلة في أداء وظائفها بأحسن صورة، ومن خلال العضلات يعمل القلب والدورة الدموية وتساعد على دخول الهواء في الرئتين ومرور الغذاء من الجهاز الهضمي، والنغمة العضلية تساعد في أداء جميع أجهزة الجسم الحيوية في أداء وظائفها بدقة وكفاءة.
- زيادة المرونة: السن وقلة الحركة من العوامل التي تؤدي بالعضلات والأوتار والأربطة المحيطة بالعضلات والمفاصل إلى الإصابات والأمراض وجعلها متصلبة وعدم قدرتها على أداء أقصى مدى حركي تشريحي، والأنشطة الرياضية كبرنامج المشي الرياضي تعمل على تقوية العضلات والأربطة المحيطة بالمفاصل وتساعدها باستمرار على أداء أقصى مدى حركي وتشريحي لها.
- تحسين الجهاز الدوري والتنفسي: يُعتبر المشي الرياضي من الأنشطة الرياضية الهوائية التي تستخدم بها العضلات الكبيرة مثل عضلات الرجلين والظهر والحوض واليدين مما يتطلب من القلب دفع كميات كبيرة من الدم إلى هذه العضلات وبالعكس، لأداء عملها بإيقاعات منتظمة ومستمرة بالكمية المطلوبة في رياضة المشي، وبذلك يكون له أثر في تقليل العبء الواقع على القلب، إضافة إلى ذلك فإن المشي يرفع من كفاءة القلب وعضلة القلب في أداء عملها بدقة وكفاءة.
الفوائد النفسية للمشي
للمشي الرياضي أيضًا فوائد نفسية مُتعلقة بالعقل والروح.
1- خفض الضغوط اليومية: الأنشطة الرياضية وخصوصًا رياضة المشي تساعد في إثارة الجسم على إفراز هرمون (اندورفين) الذي بشبة كيميائيًا مادة (المورفين) الذي يجعل الإنسان يشعر بالراحة والسعادة، والمشي الرياضي يساعد الجسم على التخلص من الضغوط اليومية والتوتر والقلق والشعور بالسعادة والهدوء والراحة أثناء النوم ليلاً.
2- حل المشكلات اليومية: الابتعاد أو الانشغال عن المشكلات والصعوبات، تعتبر أحسن الطرق النفسية لعلاجها بمزاولة المشي الرياضي فيتخلص العقل من الصعوبات والحصول على الراحة وبعض الحلول المناسبة للمشكلات الأكثر تأثيرًا وتعقيدًا.
3- مفهوم الذات: عن طريق مزاولة الأنشطة الرياضية وخصوصًا المشي الرياضي يحصل الإنسان على مفهوم الذات من الناحية الإيجابية، حيث يشعر بالسعادة والسرور والنظرة المتفائلة عن شخصيته وذاته.
وأخيرًا: ومن خلال الفوائد الصحية واللياقة البدنية والنفسية لمزاولة المشي الرياضي فإن ذلك يتطلب من الإنسان أن يسأل نفسه: لماذا لا أزاول رياضة المشي؟
* المصدر: المجلس الخليجي للبرمجة العصبية.