إن كانت ألعاب القوى تُسمى «أم الرياضات» نظراً لما تضمه من أنواع متعددة من الألعاب، فإنه قد يجوز لي تسمية المشي بـ»أبو الرياضات» نظراً لما له من فوائد صحية كثيرة ومهمة على الجسد والنفس.
ويعد المشي من أقل الرياضات إجهاداً، وأعظمها فائدة وأمناً، وأكثرها قابلية لدى الناس بمختلف أعمارهم. وتحرص كثير من المنظمات والدول على تشجيع هذه الرياضة بين الناس لما لها من فوائد كثيرة.
بل إنني لا أبالغ إن قلت إنها هي «رياضة الجميع»، وكما قال بعضهم «المشي عادة تجلب السعادة» بالنظر إلى الارتياح النفسي الذي ينعكس على ممارسي رياضة المشي.
وحسب المختصين فإن المشي يحمي من السمنة ومشكلاتها، ويقوِّي القلب، ويخفض ضغط الدم، ويساعد على التفكير والتأمل، ويمنح الشعور بالسعادة والاسترخاء، كما يعطي الجسم شكلاً متناسقاً.
ويصادف اليوم الخميس الأول من أكتوبر اليومَ العالمي للمشي، وهي مناسبة مهمة للتذكير بأهمية هذه الرياضة، قليلة التكلفة، عظيمة المنافع، وإن كنت أرى أن كل أيام السنة هي أيام للمشي.
أعتقد أن الكثير يعون أهمية ممارسة رياضة المشي، ولكن قد يصيبهم التكاسل عن ممارستها والانتظام عليها، لأنها تحتاج أطراً للنفس وإرغاماً لها على الانتظام في جدول محدد لممارسة المشي بطريقة نموذجية.
وفي هذا المعنى يتبادر إلى ذهني مثل شعبي يقول «من خلا المشي خلاّه المشي»، بمعنى إن من لم يحرص على ممارسة المشي كرياضة منتظمة أو حتى وسيلة للنقل ما أمكن ذلك، فإن رجليه ستألفان عدم المشي، وبالتالي يُصاب بالعجز الحركي ومشكلات الركب والرجلين مبكراً.
وقد أدركنا كباراً في السن يمشون مسافات طويلة دون كلل وهم بصحة ممتازة، لأنهم ببساطة تعودوا على المشي وكان جزءاً من حياتهم، وسلوكاً معتاداً في برنامجهم اليومي، بل هو وسيلة النقل المتاحة لهم آنذاك.
عبدالرحمن بن سعد الجبرين - عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة للجميع، رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية