ينعم الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام بصحة أفضل، وقد أقام الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة للجميع ندوة بعنوان «الخمول مرض.. والنشاط البدني صحة!»..
الرياضة في أي بلد يمكن تقسيمها إلى نوعين؛ نوع تنافسي يكون بين الأندية والمنتخبات في مختلف الألعاب حسب شعبية كل لعبة ، ويحظى بمتابعة جماهيرية. أما النوع الثاني فهو «الرياضة للجميع» ويعني حق ممارسة الرياضة لكل فرد من أفراد المجتمع، على اختلاف الجنس والعمر والجنسية من أجل صحة أفضل.
ولقد تعالت الأصوات في الكثير من دول العالم مطالبة بحق الرياضة للجميع، وهو الحق المكتسب الذي يضيعه الكثيرون على أنفسهم!
ويشمل التنادي بالرياضة للجميع المطالبة بتهيئة أماكن لممارسة الرياضة، وأقلها مضامير المشي، ويشمل أيضاً حث الجهات المعنية للقيام بدورها التوعوي والتثقيفي تجاه المجتمع في بيان أهمية ممارسة الرياضة، وأثرها الإيجابي الكبير على صحة أفراده، وتثقيف الناس بطريقة ممارستها وإرشادهم للأساليب والتجهيزات المثلى لذلك.
وفي المملكة العربية السعودية تطورت ثقافة ممارسة الرياضة؛ ففي السابق كان الذي يمارس رياضة المشي على الأرصفة يقابل بصيحات الاستهزاء التي يطلقها بعض المراهقين من نوافذ السيارات، أما اليوم فمضامير المشي والأرصفة تعج بأعداد كبيرة من ممارسي رياضة المشي من كل جنس وعمر وجنسية، بل إنها أصبحت دلالة على التحضّر والانضباط، ومؤشراً على أن الفرد يعيش يومه وفق جدول زمني منظم، هذا فضلاً عن أندية بناء الأجسام التي أصبحت مشاريع تجارية تدر الكثير من الأرباح، بسبب كثرة مرتاديها والمشتركين فيها.
وفي هذه البيئة المتطورة توعوياً ظهرت مفاهيم متقدمة حول المشاركة المجتمعية الرياضية في المؤسسات الشبابية في المملكة العربية السعودية وهما الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية العربية السعودية.
وقد حرص سمو الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية الأمير عبدالله بن مساعد على توضيح هذا التوجه خلال ورشة العمل الأولى التي رأسها سموه بحضور رؤساء الاتحادات ومسؤولي الرئاسة، فكان تركيزه على أن تحقيق البطولات والميداليات والألقاب في الرياضات التنافسية هدف مهم جداً لرفعة راية الوطن في المحافل الخارجية، إلا أن هناك هدفاً لا يقل أهمية عنه وهو نشر ثقافة ممارسة الرياضة بين أفراد المجتمع لينعموا بحياة صحية أفضل.
وقد جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- خلال استقباله أبناءه المسؤولين في المجال الرياضي أن تكون الرياضة وسيلة بناء وعاملاً إيجابياً في تعزيز صحة المجتمع.
إن ممارسة الرياضة تمثل «درهم الوقاية» في حياة الفرد، فهي - بإذن الله - تجنّبه الأمراض، أو تحدّ من تأثيرها وتقلّل فرص الإصابة بها. فأسرّة المستشفيات مشغولة بكثير من المرضى المنوّمين المصابين بأمراض كان يمكن - بعد مشيئة الله - الوقاية منها بممارسة الرياضة، كالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض التي أبرز أسبابها الخمول والكسل وقلة النشاط البدني، فضلاً عمّا يكلفه ذلك من جهد ومال على الدولة والفرد.
وتسعى القيادة الرياضية في المملكة لنشر مشروع «المشاركة المجتمعية الرياضية» mass participation لحث أفراد المجتمع على القيام بواجباتهم تجاه أنفسهم من خلال ممارسة الرياضة.
وتنقسم المسؤولية في هذا المجال بين جهات أبرزها رعاية الشباب واللجنة الأولمبية ممثلة بالاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة للجميع، والبلديات، ووزارة التعليم.
وقد قطعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية شوطاً كبيراً في دراسة موضوع المشاركة المجتمعية الرياضية للوصول إلى صيغ مثلى يتسنى من خلالها توسيع قاعدة الممارسين للرياضة، ويرتفع من خلالها الوعي الصحي وتقل الأمراض بإذن الله.