تطور التمثيل في مراحل عدة في السينما، بداية السينما، مرحلة السينما الصامتة، التعبيرية والكلاسيكية، ثم مرحلة الصوت، والأسود والأبيض، ثم مرحلة الألوان، وبعدها مرحلة الستينيات وانهيار الكود، قبل الدخول في مرحلة الصوت للتعبيرية الانطباعية الألمانية فضلاً كبيراً على تطوير التمثيل من الجمود إلى الحياة.. الأسلوبية تعتبر الأهم في تاريخ التمثيل السينمائي ومن المهم معرفة لي ستراسبرغ والذي كان له الفضل في تأسيس نظريات مهمة في التمثيل الأسلوبي في تاريخ السينما.. أبرز الممثلين الذين تأثروا بأساليب لي ستراسبرغ كيم هنتر ومارلين مونرو وجولي هاريس، وبول نيومان، وآل باتشينو.
وقبل الأسلوبية كانت التعبيرية الألمانية والتي تزامنت مع مرحلة قبل الحرب العالمية الثانية، وبدأت التعبيرية خلال العشرينيات ولم تكن فقط في السينما، إنما في الرقص، والمسرح والرسم، من أهم أفلام التعبيرية الألمانية «The Cabinet of Dr. Caligari»، والذي كان البصمة الأكثر وضوحاً في التعبيرية الانطباعية الخالصة.
ومن صفات التعبيرية الألمانية، الجسم هو من يخلق الحركة وليس الوجه، المبالغة في الماكياج والأزياء، والأهم التمثيل المسرحي المبالغ فيه، في العام 1924 انهارت التعبيرية الألمانية بعد دخول الصوت بسبب عدم تناسب صوت الممثلين والنجوم في مرحلة السينما الصامتة، وصعد بعد ذلك التمثيل الواقعي أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية مع الواقعية الجديدة الإيطالية والتي دائماً تكون فيها العناصر التالية، الممثلين غير محترفين، التركيز على العاطفة، التمثيل في مواقع حقيقية..
ومن المعروف أن التمثيل في الواقعية الجديدة الإيطالية يجنّب التمثيل في استوديوهات احترافية، والأهم تجنب الخطاب الأدبي والكلاسيكي الشائع في البرجوازية السينمائية الفرنسية والكلاسيكية الأمريكية.. انتهت الواقعية الإيطالية في عام 1948 ومع مدرسة ستراسبرغ خرج النجم براندو بتفرع جديد مزج فيه بين الأسلوبية والواقعية.. وتأثر به جيمس دين، دنيرو، راين جوسينغ.. وفي المدرسة الحديثة يبرز دانيل داي لويس بتفرده المتميز في التمازج الزمني والمكاني مع الشخصية.