إعداد - عبدالمحسن المطيري:
يعتقد الكثير أن هوليود وصنّاع الأفلام في الولايات المتحدة يغلب عليهم أو يميلون للحزب الديمقراطي، وهذا الاعتقاد أو البرمجة المسبقة لها أسبابها أهمها، أن ثيمة أفلام هوليود بالغالب تميل للقضايا اليسارية، وأن اندفاع أكاديمية الأوسكار لتكريم الأفلام نجدها تميل دائماً لأفلام تحمل ثيمات يشجعها دائما الحزب الديمقراطي، مثل قضايا المرأة، الأقليات، الشذوذ، وغيرها.
وبتفحص دقيق لإنتاج هوليود، وليس أفلام الأوسكار، نجد أن المعادلة قريبة إلى التعادل بين الأفلام التي تحمل قضايا الحزب الديمقراطي، وتلك الأفلام التي تميل لليمين، أو للحزب الجمهوري، في الأوسكار.
صحيح أن الصراع بين الحزبين غير متكافئ، هناك مخرجان محسوبون على الحزب الجمهوري وهم أقلية مثل المخرج الشهير كلينت ايستود، الذي صرح بدعمه اللا محدود للمرشح الجمهوري ميت رومني، وعكس ما يعتقده الكثير المخرج الشهير ديفيد لينش يعتبر من الحزب الجمهوري على عكس أفلامه تماماً. ومن الممثلين يعتبر ميل جبسون من أكثر الجمهوريين تشدداً داخل هوليود، وهناك أيضاً آدم سانلار والذي يعتبر من الجمهوريين الوسطيين، وكذلك جون فويت وروبرت دوفال.
أما الحزب المحسوب على الحزب الديمقراطي داخل الوسط الأكاديمي في الأوسكار فهم جورج كلوني وبراد بيت ومعهم ليناردو ديكابريو ومات ديمون، ومن المخرجين كما يعرف الجميع مايكل مور والليبرالي المتشدد بين آفليك.
داخل أسوار الأوسكار نجد أن القوة تميل دائماً لليسار الذي يمثّله الحزب الديمقراطي ومعهم الليبراليون، الاشتراكيون وغيرهم من قوة اليسار، ولكن حتماً خارج الأكاديمية اللعبة تتغير، ونجد دائماً أن قوة اليمين الحزب الجمهوري، تتمثّل في أفلام البوكس أوفيس، فهم يسيطرون على أغلب الاستوديوهات، وغالبية الأفلام الكبرى التي تحقق نجاحات مالية كبيرة تكون من بطولة نجوم من الحزب الجمهوري مثل بروس وليز والشهير بانتمائه للحزب الجمهوري آرنولد شوارزنيجر. بمعنى أن اليسار تمثل قوتهم في الأفلام المستقلة، والأفلام الأوسكارية، واليمين أو المتشددين تتمثل قوتهم في هوليود في الأفلام التجارية الناجحة كذلك في سيطرتهم على لعبة السوق وامتلاكهم غالبية مراكز القوة في هوليود مثل كبرى الاستوديوهات، وشركات الإنتاج في الولايات المتحدة.
قواعد اللعبة ربما تتغير، ولكن في الوقت الحالي يبدو الأمر واضحاً أن القوى السياسية الكبرى في أمريكا تسيطر على هوليود، ربما نجد أن الأفلام التي تنتجها هوليود أكثر يسارية ولكن ربما لأننا لا نشاهد إلا الأفلام الأفضل وغالبية الأفلام الدرامية العميقة تكون منتجة من نخب يسارية، ولكن من يدقق على الأسماء في هوليود وانتماءاتها السياسية يجد أن المعادلة متساوية بين مراكز القوى السياسية.